حسن الجارم يكشف لـ"الفجر" أسرار طب المناطق الحارة (حوار)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قبل أكثر من مائة عام، أنشأ الجيش الانجليزي مستشفي حميات العباسية علي مساحة كبيرة لمنع انتشار العدوي، كانت حميات العباسية أول مستشفى في مصر لعلاج أمراض المناطق الحارة، يهتم طب المناطق الحارة بأمراض المناطق الإستوائية في أفريقيا وآسيا ذات المناخ الحار والرطوبة العالية ومواسم الأمطار المهيئة لظهور الأوبئة والأمراض.

الدكتور حسن الجارم المدير الإداري السابق لمستشفي ثابت ثابت لعلاج الأمراض المتوطنة، يروي لـ"الفجر" أسرار طب المناطق الحارة "تخصص طبي، ظهر في الخمسينات، عندما أراد الجيش الانجليزي حماية الجنود والقوات من الإصابة بالأمراض المتوطنة الموجودة في المستعمرات الحارة مثل الهند ومصر وأفريقيا"،  يرى الجارم أن" الجيش الانجليزي أنشأ حميات العباسية بمساحة 40 فدان معتقدين أن العدوى تنتقل بالتنفس أو الاقتراب من المريض".

تعتبر مستشفيات الحميات، مستشفيات متخصصة في علاج أمراض المناطق الحارة، "الجيش الانجليزي أسس مستشفى حميات العباسية عام 1890، قد وصل عدد مستشفيات طب المناطق الحارة في مصر حاليا إلي 50 مستشفى"، كما أسست جامعة القاهرة، منذ ثلاث سنوات، أول مستشفى جامعي متخصص في طب المناطق الحارة يعمل بأحدث المعامل "مستشفي ثابت ثابت".

يعرف الجارم الأمراض المتوطنة بأنها البكتيريا والطفيليات والفيروسات التي تنشأ في البيئة الحارة،" البكتيريا تموت في البيئة الباردة، لا تستطيع تحمل انخفاض درجة الحرارة"، وتزيد البكتيريا والميكروبات مع ارتفاع درجة الحرارة لذلك تنتشر الأمراض المتوطنة في دول خط الاستواء في أفريقيا وأسيا.






تضع كلية طب قصر العيني تخصص طب المناطق الحارة ضمن تخصص أمراض الجهاز الهضمي والكبد "فيروس سي أكثر الأمراض المتوطنة المنتشرة في مصر، هو مرتبط بالكبد، عشان كده تخصص طب المناطق الحارة في مصر مرتبط بالكبد، لكن بعض الجامعات الاجنبية فصلت بين التخصصين"، يري الجارم أن طبيب المناطق الحارة هو في الأصل طبيب باطني عادي، لكنه ليس جراح " طبيب الامراض المتوطنة هو طبيب باطني عادي يكشف ويعالج ويكتب الدواء ولا يجري عمليات جراحية".

"مصر دولة متوسطة ليست حارة أو باردة" يعتقد "الجارم" أن البحر المتوسط والأحمر ساهم في تقليل درجات الحرارة ، لكن يوجد بعض الميكروبات المنتشرة في مصر، ولكنها ليست متنوعة مثل الدول الأفريقية، "عانت مصر من البلهارسيا بسبب القواقع الموجودة في الترعة، يساهم فيضان النيل في التخلص من القواقع الموجودة في الترعة بعد انشاء السد العالي زادت القواقع في النيل وانتشرت البلهارسيا في مصر".

عملت ألمانيا علي دواء للقضاء علي البلهارسيا، وأنتجت حبوب أقراص بدل من الحقن، "كانت أربعة أقراص مجانية يحصل عليها المريض قضت علي المرض" ثم ظهر فيروس التهاب الكبدي الوبائي سي بسبب حقن علاج البلهارسيا " كانت الحقن بتستخدم أكثر من مرة في الريف بدون مكافحة عدوى" مؤخرا تعمل مصر علي القضاء علي فيروس سي "حملة الرئيس السيسي سيطرت علي فيروس سي، وقد نجحت الحملة في الكشف وعلاج المصابين".

مصر تملك مستوى الرعاية الصحية لأمراض المتوطنة متوسط بسبب نقص المعامل المتخصصة، لكن مستشفى ثابت ثابت واجهت مشكلة نقص المعامل، وأسست معامل طبية مجهزة الحديثة للكشف عن الفيروسات وتشخيص المرض لان المعامل التقليدية تستغرق وقت طويل للتشخيص المرض".

"الأمراض المتوطنة خطيرة" يوضح الجارم مخاطر الأمراض المتوطنة في مصر، يعاني من الأمراض المتوطنة في مصر 250 ألف مريض، كما يتوفى خمس الأطفال في مصر سنويا بسبب أمراض الإسهال، وتبلغ نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبد الوبائي سي 14 % "الأمراض المعدية مشكلتها نقص النظافة ونقص الوعي" والحل الوحيد نشر التوعية والتشخيص المبكر.





"الحشرات عامل أساسي في نقل العدوي" يؤكد الجارم، أن انتقال الأمراض المعدية يعتمد علي الحشرات والناموس والبعوض والبق والبراغيث، وتنتشر هذه الحشرات في الجو الحار، تنتقل العدوى من إنسان لإنسان أو إنسان لحيوان أو من حيوان إلى حيوان أو من البيئة للإنسان، وتنشأ نتيجة انخفاض المستويات البيئية وسوء التغذية والتأخر الاقتصادي.

تلعب مكافحة العدوى دور كبير في مكافحة انتشار الامراض، لكن تختلف مكافحة العدوي حسب طبيعة انتشار المرض "هناك أمراض تنتشر بالدم مثل فيروس سي لذلك يجب فحص دماء المتبرعين واستخدام الحقن لمرة واحدة، وهناك أمراض تنتقل بالنفس أو اللمس أو العلاقة الزوجية مثل الايدز" ، ويحتاج مريض الأمراض معدية إلي معاملة خاصة من طاقم التمريض" يوجد نظام عزل المرضى في غرف منفصلة، وخصوصا مرضى  الدرن و الحمى الشوكية لمنع انتشار العدوى".
نجح العلماء مؤخرا، فى إنتاج تطعيم جديد للملاريا المتنشرة في غانا وغنيا بأفريقيا،  منذ منتصف 2018، قد حقق نتائج مبشرة، يوضح الجارم" أكثر الأمراض المتوطنة المنتشرة في العالم: فيروس سي والملاريا ونقص المناعة المكتسبة (الايدز)، والتهاب الكبدي الوبائي(A-B)، والتيفود"، هناك أمراض متوطنة بلا علاج حيث يقوم العلماء بمحاولة السيطرة علي انتشار المرض وأعراضه" فيروس الايدز لايوجد له علاج نهائي حتي الان، و لايوجد  علاج لفيروس الايبولا المنتشر في أفريقيا، نحاول السيطرة علي أعراض المرض (السخونية والنزيف)" .