خبراء لبنانيون لـ"الفجر": لا فائدة لمؤتمر باريس في حل الأزمة

عربي ودولي

بوابة الفجر


بالتزامن مع الأزمة اللبنانية، ينطلق اليوم مؤتمر باريس لدعم لبنان، الذي عقدته فرنسا حتى يتمكن المجتمع الدولي من الدعوة إلى تأليف سريع لحكومة فاعلة، إلا أن الخبراء والسياسيون اللبنانيون يرون أنه بلا فائدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بسبب قلة المشاركين فيه واشتراط المجتمع الدولي بتقديم المساعدات التي تحتاجها بيروت أكثر من اي وقت مضي، في حال ابتعد حزب الله عن الحكومة المقبلة. 

وأوضحت الكاتبة والصحفية سناء الجاك أن مؤتمر باريس يعقد برئاسة مشتركة بين فرنسا ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، ويشارك في الاجتماع كل من الصين ومصر وألمانيا وإيطاليا والكويت وروسيا والسعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وبنك الاستثمار الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية والبنك الدولي، كما تمت دعوة لبنان لحضور المناقشات.

فرص مؤتمر باريس لحل أمة لبنان سياسيا
وذكرت الجاك في تصريح خاص لـ"الفجر" أن الكلام عن وضع حلول للأزمة اللبنانية سياسيًا غير واقعي، وكذلك الخروج بدعم مادي، لأن الدعوة لإنعقاد المؤتمر لم تلق تجاوبًا من الدول المدعوة، وظهر ذلك من خال التمثيل المتواضع للمشاركين، ربما لإنعدام الثقة بقدرة الطبقة السياسية الحالية في لبنان، واعتبارها عاجزة عن تلبية حاجة اللبنانيين الاقتصادية لغرقها في الفساد والانحياز لإيران على حساب السيادة اللبنانية،. لذا وجهت الدعوة الى لبنان وكأنه ليس محور الهدف من هذا الاجتماع، ونبهت أنه لم يتم السماح للبنان بحضور الجلسة الأولى. 

وأضافت ما سيحاوله المؤتمرهو حثّ السلطة اللبنانية على إدراك خطورة الوضع والعمل جديًا على انجاز بعض الإصلاحات، الأمر الذي لم يحصل منذ اتعقاد مؤتمر "سيدر" لدعم لبنان.

وأوضحت أنه لا يمكن التعويل على المشاركين في هذا الاجتماع، وتحديدًا الجهات الدولية والإقليمية التي سبق لها وساهمت في مؤتمرات لدعم لبنان وسهلت حصول الطبقة السياسية على مساعدات لم تنتج إصلاحات او إنجازات او تنمية شفافة للاقتصاد اللبناني.

وأكدت أن المؤتمر لن يخرج إلا بعموميات، منها المحافظة على استقرار لبنان ووحدته وأمنه وسيادته واستقلاله وما الى ذلك من كليشيهات، ومطالبتة الطبقة السياسية بتشكيل حكومة تتمتع بالشفافية والمصداقية لإنقاذ الوضع الاقتصادي والنأي بلبنان عن الصراعات والتجاذبات الإقليمية، مشيرة إلى أن تشدد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يعكسان هذا التوجه.

على نفس الصعيد، أكد شارل جبور، مسؤول جهاز التواصل والإعلام في حزب "القوات اللبنانية"، للفجر، أن المؤتمر يعتمد على شروط أساسية غير موجودة حاليا، وهما أنه لا يمكن للمجتمع الدولي مساعدة لبنان إذا لم تساعد نفسها أولا، والآخر يتمثل في استحالة تقديم مساعدات إذا لم هناك حكومة لبنانية تضع خريطة طريق إصلاحية للمساعدات الدولية، التي لم يتم الاستفادة منها سابقا بالشكل المناسب، موضحا أنه يجب تشكيل حكومة سريعة أولا وتنفيذ إصلاحات حقيقية قادرة على مقاومة الفساد.

فرنسا وحزب الله
وذكرت الإعلامية اللبنانية أنه يمكن القول إن الفرنسيين ومن خلفهم الدول الأوروبية خائفين من الفوضى الأمنية والاقتصادية التي يمكن ان تتحكم بالساحة اللبنانية، وتنعكس عليها، تحديددًا بسبب وجود أكثر من مليون نازح سوري في لبنان.

وتابعت الحديث بقولها "مع استمرار أزمة تشكيل الحكومة، بسبب رفض حزب الله، لحكومة لا يشارك فيها بصفته السياسية، تفضل فرنسا الترويج لحكومة يشارك بها حزب الله، مقابل الموقفين الأمريكي والبريطاني، وأيضًا مواقف غالبية دول الخليج العربي، المطالبة بحكومة لا وجود لحزب الله فيها،