كاهن عن إقامة قداس العيد في 24 ديسمبر: مواعيد أعياد الكنيسة ليست مجرد تقويم

أقباط وكنائس

القس بافلوس القس
القس بافلوس القس امونيوس


علق القس بافلوس القس امونيوس، كاهن بمطرانية سمالوط للاقباط الارثوذكسية، على قرار الانبا سرابيون، مطران لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الامريكية بشأن إقامة احتفالات عيد الميلاد في 24 ديسمبر، قائلًا: إن الكنيسة هي فكرة إلهية أراد بها الله ان يقيم مملكته في العالم ليرعي فيها شعبه ويخلصهم تأهيلًا للدخول بهم الي ملكوته الأبدي.

وأشار "امونيوس"، عبر حسابة الشخصي، اليوم الخميس، علي مواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك)، الي أن مملكة الله قد تأسست علي ثلاثة محاور الزمن — المكان — الإنسان، لافتا إلي أن العهد القديم هو أول محور تأسست عليها كنيسة " الخروج ١:١٢، ٢ "، حيث كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ، لكن هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. 

وأكد أن الله قد أوصى بحفظ الأعياد واعتبرها من اهم بنود العهد بينه وبين شعبه، لذلك وضع الموت عقوبة التخلف عن هذه الأعياد لانها امر يرتبط بخلاص شعبه.

وأوضح أن زمن الكنيسة المقدس هو أيضًا اول ما أشار إليه السيد المسيح حين افتتح خدمته الخلاصية بهذه العبارة لوقا" ١٨:٤"

وأكد أن السيد المسيح له المجد قد اتي إلينا بسنة الرب التي هي السنة الدينية أحد المحاور الأساسية التي تأسست عليها الكنيسة وهي السنة الليتورچية التي مركزها المسيح الرب وهي المعمول بها في الكنيسة منذ نشأتها، لافتا الي ان أعياد الكنيسة الأساسية هي الاعياد السيدية اي المختصة بالسيد المسيح والتي هي استمرار لافعاله الخلاصية التي يقدمها لنا في الكنيسة.

وتابع قائلا: إن الأعياد هي أعظم بكثير من مجرد تقويم، فهى مكون رئيسى في مملكة الله الكنيسة وفي قضية الخلاص، مؤكدا ان الخلاص هو من الدرجة الأولي لان به يخلص الإنسان من الموت ويدخل زمن الحياه.

وأوضح، أن مناقشة مواعيد الاعياد والقرار بتغييرها لا يأتي انطلاقًا من عبارة ( مجرد تقويم )، لافتا الي أن التجريد هو الأداة التي استخدمها اخرون فأفسدوا الإيمان وحرمتهم الكنيسة اذ قالوا ان المسيح مجرد إنسان والعذراء مجرد علبة او قشرة بيض، والجسد والدم مجرد خبز وخمر والصليب مجرد خشبة والكاهن مجرد إنسان وشفاعة القديسين والأصوام والأيقونات والبخور والملابس.. مجرد طقوس، وبالتالي الاعياد مجرد تقويم!.

وأكد أن عبارة تقويم دون ذكر باقي الاعتبارات لا يعني الا التقليل من حجم القضية تسهيلًا لاتخاذ قرار التغيير وهو المدخل للمساس بأمور كثيرة ينتقدها غير العارفين مثل بعض الأصوام والطقوس والألحان وغيرها.

واكمل قائلا: إن الروح القدس قد قاد الاعياد في الكنيسة في تقديرها والقرار فيها فمن منا يعلم ان الكنيسة حين حددت موعد القيامة ارتباطا بالفصح اليهودي، ووضعت في إعتبارها ان هذا قد يكون المدخل لعودة اليهود للإيمان بالمسيح فصحنا الحقيقي ؟.

وتسائل: من الذي قصد ان تتوافق اعياد البشارة والميلاد والقيامة في يوم واحد وهو ٢٩ من الشهر القبطي ويحتفل به في عشرة اشهر من السنة القبطية وبناءًا عليه ترتبت الصلوات والطقوس والإبصاليات والمردات والألحان.

وإختتم قائلا: إن مناقشة مواعيد الاعياد والقرار بتغييرها لا يأتي انطلاقًا من أغلبية الأصوات فتصويت الشعب لا يمكن ان يكون الدافع وراء تغيير الأمور المختصة بالعبادة والإيمان، وإن كان كذلك فقد سقط موقف البابا اثناسيوس الرسولي وسقط ما قاله اذ كان صوت واحد مقابل أصوات كثيرة جدًا فمواعيد الاعياد تقرر فيها بمجامع مقدسة دون تصويت الشعب.