النظام يكمن وراء كل مصيبة.. ما قصة تلوث الهواء في طهران؟ (تقرير)

عربي ودولي

تلوث الهواء في إيران
تلوث الهواء في إيران


يعتبر التلوث من أكثر المشكلات التي يعاني منها المجتمع الإيراني، فبين الفينة والأخرى، تتوالى الأنباء عن انتشار تلوث الهواء في المدن الإيرانية، مما يؤدي إلى تعطيل سير الحياة ومصالح المواطنين، من إغلاق للمدارس ومنع المواصلات، بل تسبب مقتل الآلاف سنوياً.

استمرار المأساة لليوم الثالث

ولليوم الثالث على التوالي تظل مدارس العاصمة طهران، اليوم الاثنين، نتيجة تلوّث الهواء، حيث بلغ التلوّث في العاصمة مستويات غير صحية، فيما حضّ المسؤولون الأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية على التزام منازلهم، بينما تم تعليق الأنشطة الرياضية.

توقف مصالح البلاد

وكان نائب محافظ طهران محمد تقي زاده، أعلن السبت الماضي قرار إغلاق المدارس في العاصمة، ومحافظة ألبرز بشمال البلاد وفي مدينتي قم وأراك، عقب اجتماع لجنة الطوارئ المعنية بتلوث الهواء، بينما تم تطبيق نظام سير بالتناوب بين لوحات التسجيل المفردة والمزدوجة للحد من عدد المركبات على طرق العاصمة إضافة إلى حظر سير الشاحنات في طهران.

أرقام قياسية

وأكد "زاده" أنه سيتم تعليق جميع الأنشطة في مناجم الرمل العديدة في طهران، وقتما خيّمت غيمة رمادية على طهران الأحد فحجبت رؤية الجبال المطلة على العاصمة من الشمال، حيث وصل متوسط تركيز الجزيئات الخطرة المحمولة جوا إلى 145 ميكروغراما لكل متر مكعب خلال الساعات الـ24 حتى ظهر الأحد، هذا الرقم الذي يتجاوز بست أضعاف الحد الأقصى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والبالغ 25 ميكروغرامًا للمتر المكعب.

1.541 مريضا جراء التلوث

ونتيجة لهذه الحالة المزرية، استقبلت المستشفيات الإيرانية، أمس الأحد، ألفا و541 مريضاً يعانون من مشاكل في القلب والتنفس جراء تلوث الهواء في البلاد، فيما أوضح المتحدث باسم هيئة الطوارئ الإيرانية، مجتبى خالدي، أن هؤلاء الأشخاص نقلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى أقسام الإسعاف بالمستشفيات متأثرين من تلوث الهواء في طهران، وإصفهان، والبرز، وغيرها من المدن المركزية.

تحذيرات هامة

وأوضح خالدي، أن ألفا و51 شخصًا في طهران دخلوا أقسام الإسعاف بالمستشفيات، فيما حثّ سكان طهران، وخاصة من يعانون من الحساسية تجاه التلوث، على عدم الخروج إلا في حالة الضرورة، وارتداء الكمامة الواقية عند خروجهم، كما طالب خبراء التلوث، الفئات التي تعاني من الحساسية بعدم استخدام وسائل النقل العام؛ نتيجة تشبعها بالتلوث.

من بين الأعلى تلوثاً في العالم

وتصنف طهران في المرتبة الـ12 في مجال المدن الأعلى تلوثا في العالم، وفي مارس الماضي أورد منتدى الصحفيين الشباب، التابع للتلفزيون الإيراني، تصريحات لنائب وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي، أكد فيها أن نسب تلوث الهواء في البلاد، يفوق المعدل العام العالمي، بـ 3.3 أضعاف.

أمراض عديدة

وأوضح "رئيسي" آنذاك أن تلوث الهواء يتسبب في العديد من الأمراض في المدن الكبرى بإيران، وعلى رأسها طهران التي تشهد أحيانا تعليق الدوام في المدارس الابتدائية والإعدادية، وبعض المراكز التجارية.

قتلى بالآلاف وتكلفة بالمليارات

وبيّن أن تكلفة تلوث الهواء في إيران، وصلت إلى 30 مليار دولار، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أن هذا التلوث يتسبب في حصد أرواح 33 ألف شخص يفقدون حياتهم سنويا.

فساد الملالي وراء الكارثة

وتشير المقاومة الإيرانية إلى أن أزمة تلوث الهواء، ترجع إلى تدمير البيئة في السنوات الـ40 الماضية، خلال حكم الملالي، مبينة أنه من الملاحظ وجود سلسلةً متتاليةً من تنوع القضايا والدرجة المشتركة لتخريبها، وهذه الدرجة المشتركة تشير إلى مديرية فاسدة عملاقة.

هواء قاتل

وتوضح المقاومة أن الهواء الذي من شأنه أن يوفر الحياة للشعب الإيراني، تحول إلى قاتل لأرواحهم تحت حكم ولاية الفقيه، مبينة أن معدل الإحصاءات تبين أن أكثر من 33ألف إيران يلقون حتفهم سنويًا من جراء تلوث الهواء، ويشكل هذا الرقم 12.5 بالمائة من أسباب وفاة الإيرانيين.

تدمير الغابات

كما تشير المقاومة في تقرير لها، إلى أن من أهم أسباب تلوث الهواء في إيران، هو تدمير الغابات، من قبل نظام الملالي، موضحة أن أن كل هكتار من الغابات، يجذب 68طنًا من رواسب الكبريت والغبار سنويًا لتنتج 2.5 طن أكسجين بدلًا منها.

شهادات واعترافات

 وذكرت أن الكارثة تكشفها عناوين الصحافة الإيرانية ذاتها، ومنها ما نشره موقع انتخاب، في 19يوليو/تموز 2018)، قائلا: "تدمير 43 % من الغابات في إيران خلال أقل من 30عامًا» ومنها "مواجهة إيران لمختلف القضايا السياسية والحرب وما إلى ذلك تؤدي إلى نسيان البيئة في إيران».

مراكز أولى في تخريب الغابات

كما ذكرت وكالة أنباء إيسنا، في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عددا من الحقائق أيضا، ظهرت في عناوينها، مؤكدة أن إيران بين الدول الست المخربة للغابات في العالم، فيما تبلغ النفايات المدفونة في الغابات 3 آلاف طن، ويبلغ الاستهلاك السنوي من الغابات في شمال البلاد 6 ملايين متر مكعب.

خسائر بـ 900 مليون دولار سنوياً

وكشفت الوكالة أيضا أن 900 مليون دولار من الخسائر السنوية الناجمة عن قطع الأشجار في الغابات، فيما لن تبقى غابة في إيران خلال السنوات الـ50 القادمة، بينما أشار موقع مشرق، في 4 يوليو/تموز 2018، أنه يتم تدمير 350 متر من الغابات في كل ثانية، حيث لا تملك منظمة رعاية الغابات ميزانيةً، كما لم يتم الاهتمام بالأمر حتى في ميزانية عام 2018، حيث يتم تدمير ما يقارب 3500 هكتار من الغابات سنويًا.