المليجي.. لم يكن شريرا أو مغرورا بل متفردا وصاحب رسالة

الفجر الفني

بوابة الفجر



لم يكن ممثلًا عاديًا، بل كان عفويًا وتلقائيًا حتي وهو يقوم بأدوار الشر لم يمثلها بتشنج أو انفعال، كما أنه أجاد في جميع الادوار التي أسندت إليه فمثل دور الطيب والطبيب والضابط والعجوز،انه الفنان محمود المليجي الذى ولــد في الثـاني والعـشرين من ديسمبر عـام 1910، في حيّ المغربلين، أحد أقدم أحياء القاهرة الشعبية وأشهرها، ليكون علامة بارزة فى الفن المصري.

بداية دخول التمثيل
جعله حبه للفن منذ الصغر يخــتار الالتحاق بالمدرسة الخديوية ليكمل تعليمه الثانوي حيث كانت المدرسة تشـجع التمـثيل وفي إحـدى عـروض فرقـة المـدرسـة المـسرحية، كـانت الفنانة "فاطمة رشدي" ضمن الحاضرين فاعجبت بتمثيله وعرضت عليه العـمل في فرقتها فتـرك المليـجي المـدرسـة ليتفرغ لتمثيل وبين صحوة وكبوة أصبح اسم محمود المليجي ضمن النجوم.

بدايته مع أدوار الشر
كانت ملامح الراحل من عوامل نجاحه في أدوار الشر، لكنه لم يعتمد عليها فقط بل طوع في ذلك أدائه ونبرة صوته وكان شرير يعتمد على الفكر والتخطيط وليس البنية الجسدية كما كان شائع، والبداية الحقيقية أدواره في الشر كان دوره في فيلم (قيس وليلى)، وقدم مع الفنان فريد شوقي عدد ضخم من الأفلام قام في معظمها بدور الشرير،كما جسد دور الشيطان في فيلم"موعد مع ابليس".

محمود المليجي وشخصية الطبيب النفسى
كسر محمود المليجي قالب الشر الذي برع فيه عندما مثل ايضا دور الطبيب النفسي ببراعة واقتدار وقدم تلك الشخصية في اكثر من عمل منها فيلم "بئر الحرمان" مع الراحلة سعاد حسني، و"المنزل رقم ١".


محمود المليجي في  "فيلم الارض"
تأتي محطة مهمة فى مسيرة محمود المليجي الفنية وهي عندما مثل فيلم "الأرض"، دور الرجل صاحب الحق الطيب الذي يتعرض لظلم بين، والجديد بالذكر ان مشهد سحله فى فيلم "الأرض" صمم ان يقوم به هو وليس دوبلير أو بديل عنه، اختاره المخرج يوسف شاهين لهذا الدور ليشارك بعده في جميع أفلام يوسف شاهين، وهي: الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوته مصرية.
ويشهد له يوسف شاهين بتلقائية في التمثيل التي لم يجدها في أي ممثل وأنه كان يخاف من نظرته أمام الكاميرا.

حتى لا يكون مغرورًا
يروي المليجى موقف أبعد عنه آفة الغرور فاثناء دراسته في المدرسة كان يدربهم عزيز عيد وكان يقول له (إنت مش ممثل.. روح دور على شـغلـة ثانية غير التمثيل) وكان ذلك بحزن بشدة، إلى أن أخبره أحد أصدقاءه أن عزيز عيد ويتنبأ له بمستقبل مرموق في التمثيل، افهم فيما بعد وإنه كان يقولـ له ذلك حتى لا يصيبه الغرور.

رسالة الفن جعلته ينتج
دخل محمود المليجي مجال الإنتاج الـسـينمائي لرفـع مـستوى الانتـاج الفني، ومحـاربة الافـلام الـساذجة، فـقدم مجموعة من الأفلام، منها" الملاك الأبيض"،" الأم القاتلة"،" سوق الـسلاح"، "المقامر"، وبالتالي ساهم في إكتشاف وجودة فنية جديدة.

ألقابه
ادي نفس الدور الذي أداه أنتوني كوين في النسخة الأجنبية من فيلم القادسية بشكل أفضل منه ، وتستحق لقب "أنتوني كوين الشرق"،
وخلال رحلته مع الفن التي إسـتمرَّت أكـثر من نصف قـرن، قدَّمأكثر من سبعمائة وخمسين عملاً ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة.

وفاته
توفى محمود المليجي في السادس من شهر يونيو عام 1983 على إثر أزمة قلبية حادة، وكانت آخر جملة قالها "ياأخي الدنيا دي غريبة قوي.. الواحد ينام ويقوم وينام ويقوم وينام"، ومات " المليجي" أثناء تصويره فيلم "أيوب" حيث سقط ميتا وهو يتناول القهوة مع صديقه "عمر الشريف"وسط دهشة الجميع.