خبراء أمنيون يكشفون لـ"الفجر" خدعة فرنسا للسيطرة على منطقة الساحل الأفريقي

عربي ودولي

بوابة الفجر


في محاولة لضمان سيطرة فرنسا على دول الساحل الأفريقي، تحاول الدولة الأوروبية إيجاد مدخل لها لضمان بقائها، حتى لو كان بذريعة محاربة الإرهاب، رغم تأكيدات المحللين والخبراء بأن الجماعات الإرهابية بتلك الدول متجذرة ومن الصعب القضاء عليها بسهولة.

وبرغم ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في القضاء على الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، إلا أن خبراء الإرهاب والباحثين بالشان الأفريقي أكدوا للفجر أنها ما هي إلا حيلة لتضمن فرنسا البقاء بدول الساحل الأفريقي للاستفادة من ثرواتها الغنية بالمعادن والبترول والذهب.

الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل
وحاليًا يتغلغل في قارة أفريقيا 5 جماعات إرهابية مسلحة شديدة الخطورة، ولديها صلات بتنظيم القاعدة، وهي: "بوكو حرام" في نيجيريا، و"القاعدة في المغرب الإسلامي" شمال الصحراء الكبرى، وحركة "الشباب المجاهدين" الصومالية، وحركة "أنصار الدين" السلفية الجهادية في مالي، وحركة "التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا، كما استطاع تنظيم "داعش" الإرهابي بالساحل الأفريقي توسيع عملياته في النصف الأول من سنة 2019، لتشمل 7 دول بالساحل، وصولًا إلى بحيرة تشاد.

سبب عدم مواجهة الارهاب
وبين جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب أن الوجود الفرنسي في منطقة الساحل الأفريقي محدود، مبينا ان باريس وغيرها من الدول تعطي لتلك الدول أهمية كبيرة بسبب ثرواتها العظيمة.
وأوضح أن القوات الفرنسية والأممية غيرقادرة على مواجهة الإرهاب والتطرف في منطقة الساحل لأسباب جذرية متعلقة الفقر وعدم وجود سيسات اقتصادية وتنموية وانتشار الفساد السياسي.

وأكد محمد، أن القوات الفرنسية غير قادرة على تأمين منطقة الساحل والدليل هو ما حدث منذ أيام، بعد تنفيذ تنظيم داعش لعملية ارهابية واسعة أودت بحياة 12 شخص من القوات الفرنسية وهو يؤكد فشلها في مواجهة الإرهاب.
 
مصالح فرنسا في الساحل الأفريقي
على نفس الصعيد، أوضح بهاء محمود، الباحث المتخصص في الشؤون الأوروبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن فرنسا متواجدة منذ ٢٠١٣ في مالي ومنطقة الساحل والصحراء والثابت أنها غير قادرة على مواجهة الإرهاب للدرجة أنها طلبت دعم ومشاركة دولية.

وأكد أن فرنسا لا تزال شبه محتلة لعديد من دول غرب أفريقيا لدرجة أن ١٤ دولة منها ملزمة بضع ٨٥٪ من أموالهم في البنك المركزي الفرنسي، كما أنها تستولي علي الكثير الموارد الاقتصادية مثل النفط والغاز الطبيعي والثروات المعدنية الأفريقية، منبها إلى أن موضوع مكافحة الارهاب مدخل لبقائها في أفريقيا.

دعم عسكري وهمي
ورغم الدعم المالي الكبير، الذي أولته فرنسا لعمليات القضاء على الإرهاب، وفقا للباحث في الشأن الأفريقي، أيمن شبانة، وفتح معسكرات للتدريب في كل من مالي وبوركينا فاسو العام الماضي، فإن دول الساحل (موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد) ما زالت غير قادرة على تسلم مهام قوات "برخان"، في قيادة الحرب على الإرهاب التي أعلن أنها مؤقتة وتهدف لتأهيل جيوش مجموعة "جي 5"، للحرب على الإرهاب، مشيرًا إلى أن فرنسا وغيرها من الدول الكبرى كروسيا وأمريكا منشغلىن بالصراع على خيرات الساحل الأفريقي وليس مواجهة الإرهاب.