2019.. لماذا كان العام الأفضل والأسوأ بأفغانستان منذ الغزو الأمريكي؟

عربي ودولي

الغزو الأمريكي لأفغانستان
الغزو الأمريكي لأفغانستان



بدأ عام 2019 بأمل في تحقيق السلام في أفغانستان التي مزقتها الحرب، وهي المرة الأولى التي يبدأ فيها الصراع المستمر منذ 18 عامًا في الدولة الواقعة في جنوب آسيا بعد غزو من قبل الولايات المتحدة.

وفي يناير، كانت التوقعات باتفاقية سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان عالية بعد أن وافق الجانبان من حيث المبدأ على إطارها.

وينص الاتفاق على أن طالبان لن تسمح للجماعات المسلحة والمقاتلين الأجانب باستخدام أفغانستان كقاعدة انطلاق لشن هجمات خارج البلاد، والانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، وقوات حلف شمال الأطلسي، والحوار بين الأفغان، ووقف دائم لإطلاق النار بين الولايات المتحدة وطالبان.

ويعتقد الأفغان أن بلادهم، التي عانت من عقود من الصراع الذي قتل فيه عشرات الآلاف، ستشهد أخيرًا السلام هذا العام.

وواصلت الإجتماعات بين الولايات المتحدة وطالبان في قطر بالعاصمة الدوحة خلال الأشهر القليلة المقبلة، على خلفية استمرار الهجمات من قبل مجموعة مسلحة في أنحاء أفغانستان والهجمات الجوية، التي تقودها الولايات المتحدة.

وفي خطوة هامة أخرى نحو السلام، استضافت الدوحة في يوليو، اجتماعًا بين الأفغان دام يومين بين طالبان والمسؤولين الأفغان، وصدرت دعوة لخفض عدد الضحايا المدنيين إلى "صفر" في الاجتماع حتى مع استمرار ارتفاع عدد القتلى.

وفي سبتمبر، مثلما يعتقد أن المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان قد وصلت إلى المرحلة النهائية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة أن الصفقة "ميتة"، مشيرًا إلى زيادة العنف الذي قتل فيه جندي أمريكي، وقالت طالبان: إن الإعلان جاء بمثابة "صدمة".

الانتخابات التاريخية
بعد أسبوعين من قرار ترامب بتجميد المحادثات، في 28 سبتمبر، ذهبت أفغانستان إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد.

وهددت طالبان باستهداف المسيرات الانتخابية ومراكز الاقتراع، في حين كثفت القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة الهجمات الجوية والبرية.

وتوجه عبد الوالي صادق، الذي اعتبر الانتخابات خطوة أساسية نحو السلام، إلى مركز الاقتراع على الرغم من تهديدات طالبان.

وشهد العام الذي كان أكبر دفعة للسلام في أفغانستان، ارتفاعًا كبيرًا في أعمال العنف، وتم توثيق شهر يوليو باعتباره أكثر الشهور دموية على الإطلاق؛ حيث قتل أو جرح أكثر من 1500 مدني.

وفي تقرير نشر في أبريل، قالت الأمم المتحدة إن القوات الأمريكية والأفغانية قتلت عددًا أكبر من المدنيين في أفغانستان أكثر من الجماعات المسلحة في البلاد، وقُتل حوالي 717 مدنيًا على أيدي القوات الأفغانية والأمريكية، مقارنةً بـ 531 على أيدي المقاتلين المتمردين.

وفي أكتوبر، قال تقرير لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA): إن حملة سبتمبر الانتخابية شهدت حوالي 460 ضحية من بينهم 85 قتيلًا، كما ألقى التقرير باللوم على أكثر من 80 في المائة من هؤلاء الضحايا في حملة طالبان لتعطيل الاقتراع.

وقال عبد الوالي "أعتقد أن وجود قوات أجنبية في أفغانستان هو السبب الرئيسي لهذه الحرب التي لا تنتهي في بلدنا."

إحياء محادثات السلام
في يوم عيد الشكر هذا العام، قام الرئيس ترامب بزيارة مفاجئة للقوات الأمريكية في أفغانستان، وأعلن أن محادثات السلام مع طالبان قد استؤنفت.

وجاء إعلان 28 نوفمبر بعد أسبوع من تبادل رهينتين غربيين لثلاثة من قادة طالبان، وهو تبادل توسطت فيه الولايات المتحدة جزئيًا.

وفي 4 ديسمبر، وصل المبعوث الأمريكي الخاص للسلام زلماي خليل زاد، إلى كابول، قبل ثلاثة أيام من اجتماعه مع وفد من طالبان في الدوحة لحضور جولة جديدة من المحادثات.

وركزت محادثات الدوحة المتجددة، على خطوات يمكن أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار من شأنه أن ينهي الصراع المستمر منذ 18 عامًا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في 7 ديسمبر "عادت الولايات المتحدة إلى المحادثات اليوم في الدوحة، وسيكون محور النقاش هو الحد من العنف الذي يؤدي إلى مفاوضات بين الأفغان ووقف لإطلاق النار".

ورفضت طالبان حتى الآن التعامل مع الحكومة الأفغانية، واصفةً إياها بأنها "دمية أمريكية".

وفي 11 ديسمبر، شنت الجماعة المسلحة هجومًا انتحاريًا خارج مستشفى بالقرب من قاعدة باغرام العسكرية في مقاطعة باروان، شمال العاصمة كابول، مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين.

وأعرب خليل زاد عن "غضبه" من الهجوم وقال: إن "محادثات الدوحة ستستأنف بعد أن تستشير طالبان قيادتها بشأن استمرار العنف".

تأجيل نتائج الانتخابات
وفي 22 ديسمبر، أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في أفغانستان (IEC) النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية بعد تأخير لمدة شهرين، والتي ألقت الهيئة الانتخابية باللوم فيها على القضايا الفنية، وادعاءات الاحتيال والاحتجاجات من المرشحين.