الإيغور في مصر يكشفون لـ"الفجر" الحقيقة الكاملة لتعذيب المسلمين بالصين (فيديو)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"أرواح تُعذب.. دماء تسيل.. أجساد ملقاه على الأرض مكبلة بالأغلال مع علامات تعذيب مرسومة على الجسد كالوشم.. صور تخشى العين النظر إليها من قسوتها" تلك المشاهد ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، منذ عدة أيام، وسط مزاعم حول كونها جانب من معاناة أقلية "الإيغور" المسلمة، التي  تُعذب في الصين على يد قوات الأمن الصينية.

حينها خرجت تصريحات تنفي حقيقة تلك الصور، حتى جاءت تغريدة اللاعب المحترف الألماني من أصل تركي مسعود أوزيل، نجم نادي أرسنال، والتي عنونها بـ" الجرح النازف.. تركستان الشرقية" لتزيد من الأمور اشتعالاً، حيث طالب فيها بمحاسبة السلطات الصينية على المجازر وعمليات التطهير العرقي التي يتعرض لها المسلمون في إقليم "شينجيانغ"، وتهتم بها وسائل الإعلام الغربية وسط صمت من العالم الإسلامي، -على حد وصفه- قائلا: "هناك تغلق المساجد وتحرق المصاحف ويقتل علماء الدين، بينما يقتاد الجيش الذكور منهم إلى معسكرات التدريب بطريق وحشية".

تلك الكلمات دوت كصوت الرعد في العالم، وأثارت الضجة حول احتجاز "مسلمو الإيغور"، وانتشرت مزاعم عن معسكرات اعتقال بحقهم، الأمر الذي دفع السلطات الصينية للرد ونفي تلك الأقاويل، وسط تأكيدات من مسؤلين صينين أنه تم الإفراج عن معظم المسلمين وحصولهم على وظائف.

يعيش" الإيغور" في أقليم" شينجيانغ" شمال غرب الصين، والبعض منهم انتقل للعيش في دول عربية على رأسها مصر، لوجود الأزهر الشريف، أيضاً المغرب والسعودية، وتركيا، بجانب عدد من الدول الأوروبية.

واتساقاً مع ما يحدث حالياً "إيغور الصين" ومتابعة العالم لأوضاعهم، التقت "الفجر" ببعض الأفراد من المسلمين "الإيغور" في مصر، للحديث عما يدور في بلادهم، وما هي حقيقة فيديوهات التعذيب المنتشرة عبر "الفيس بوك"، كيف يعيش مسلمو الصين في مصر.

"داود".. الهدف مما يحدث لمسلمي الصين الحفاظ على وحدة الدولة
 على بعد عدة أمتار من ميدان العباسية، أسس عدد من مسلمو" الصين" مجتمع خاص بهم، فهم جاءوا إلى مصر هرباً من الاضطهاد الذي يلاقاه البعض منهم في بلاده، ورغبة في دراسة تعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية الصحيحة داخل الأزهر الشريف.

المجتمع الخاص بالمسلمين الصينين في منطقة العباسية، عُرف باسم" الشارع الصيني"، فمعالمه واضحة وصريحة، يمتلئ بالعديد من المطاعم الصينية، التي ترى بداخلها مزيجاً من الثقافة الإسلامية المصرية وجانباً من ثقافة الصين.

كانت البداية من مطعم "المسلم الصيني" لصاحبه "داود إسماعيل" صاحب الـ25 عامًا، جاء إلى مصر منذ 6 أعوام بصحبة أخوته الثلاثة، من أجل الدراسة في جامعة الأزهر الشريف، تاركين "الوالدين" في الصين، وقاموا بتدشين مطعم خاص بهم من أجل مشاركة ثقافة الطعام الصينية مع المصريين، وتجنب الأحداث التي تدور في الصين بشأن التعامل مع "المسلمين".

في بداية حديثه عرف "داود" طائفة" الإيغور موضحاً، أنها واحدة من 56 طائفة يسكنون الصين، ويتمركزون بشكل عام في منطقة "تركستان الشرقية" ذاتية الحكم، والتي تعرف باسم شينج يانج لدى الإدارة المركزية الصينية، وتبلغ مساحتها سدس مساحة الصين.

وتعتنق طائفة الإيغور الإسلام، حيث تعود أصولهم إلى الشعوب التركية التي سكنت آسيا، ويمثلون 45% من إجمالي سكان الإقليم، الذي اعتمد اقتصاده لقرون طويلة على الزراعة والتجارة، وفي أوائل القرن العشرين أعلن الإيغور لفترة وجيزة الاستقلال، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين عام 1949، وأعطى الإقليم نوعًا من الاستقلال الذاتي على غرار التيبت.

وتابع"داود" لـ"الفجر": " كل ما يحدث للإيغور في الصين، يجري منذ عدة سنوات، وليس للمسلمين فقط بل كل ما يخالف عقيدة الصين في تلك المنطقة، والهدف من تلك العمليات هو الحفاظ على وحدة الصين، وعدم طرح فكرة الانفصال".

وأضاف عشريني العمر أن الإيغور حاولوا كثيرا الاستقلال عن الحكم الصيني عبر الثورات التي اشتملت على أعمال العنف، لكن في النهاية استقروا في موطنهم، وما بين حين وأخر تخرج بعض الأصوات التي تطالب بالانفصال، وهم عدد قليل وبيحاولوا يخوفوا الناس، وهنا تدخل المسؤول عن الحكومة لفصلهم من أجل الحفاظ على وحدة الصين".

وحول عادات مسلمي الصين في مصر، يقول" دواد"، إننا بندرس شريعة إسلامية في الأزهر، وبنعمل شغل في مصر في المطعم، بنقدم الأكلات الصينية للمصريين على الشريعة الإسلامية، وبنتعلم منهم اللهجة المصرية، نقضي طول اليوم في العمل، نحب العباسية كثيراً وشارع "أحمد سعيد" لكونه المنطقة التي نسكن بها.

"عبد الرحمن".. الصين ترانا ننشر أفكار انفصالية لأننا نرغب في الاستقلال
ومن "العباسية" إلى "مدينة نصر"، حيث يتمركز فيها بشكل كبير عدد من مسلمي "الإيغور" نظراً لاتساعها لعددهم وقربها من الأزهر الشريف، ولكن لا يوجد إحصاء رسمي يبين عدد الإيغور في مصر.

"عبد الرحمن" طالب إيغوري يدرس بالأزهر الشريف، ويسكن بمنطقة مدينة نصر، يقول في حديثه لـ"الفجر":"عددنا يقارب المئات في مصر جاء البعض منا هرباً برفقة عائلته حتى  لا يتم التنكيل به في الصين"، مضيفاً:" الصين ترانا أننا ننشر أفكار إنفصالية، فبلادنا تركستان هو أقليم مسلم في الأساس، واحتلته الصين منذ عشرات السنوات، وكنا نسعى للاستقلال الذاتي، ولهذا الصين تقوم بالتضييق على السكان".

وتابع لـ"الفجر"، أن طلاب الإيغور في مصر، جاءوا لتعلم الشريعة الإسلامية في الأزهر الشريف، ولكن البعض من الطلاب توقفوا، خوفاً من الأحداث التي تدور في الصين أن تؤثر على دراستهم في مصر.

علي.. أقليات من الإيغور تهدد التجارة الصينية 
"لا يعاملنا المصريون كسياح, ولكن كمسلمين" هكذا بدأ "علي" طالب إيغوري في مصر حديثه لـ"الفجر"، موضحاً أنه حضر لمصر في عام 2017، هرباً من الاضطهاد في اصين، ثم انضم له والدته وشقيقته، ويستقران حالياً بمنطقة مدينة نصر في الحي السابع.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن بعض الفصائل من الإيغور ترغب في الاستقلال عن الدولة الصينية، وهو ماأثارغضب حكم الصين، خاصة وأن أقليم" شينجيانغ" من المناطق الحيوية ذات الموقع الاستراتيجي في عملية" التجارة الصينية"، وبالتالي انفصال الأقليم سيؤثر على دولة الصين، ولهذا تسعى الدولة للتخلص من التهديدات المحيطة بها.

واستكمل "الطالب الإيغوري" حديثه موضحاً أن المصريون يعاملونه بود شديد، ولا يضايقونه، متابعاً" جئنا هرباً لمصر لأنها دولة مصرية بها أزهر شريف سيعمل على حمايتنا"، موضحاً أن امنيته السفر إلى السعودية لأداء فريضة الحج برفقة أسرته.