محمد بن راشد.. 14 عاماُ من القوة والحكمة والمسؤولية واللامستحيل

عربي ودولي

بوابة الفجر


تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، بذكرى مرور 14 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مقاليد الحكم في دبي.

نبذة عن حياته:

ولد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في دبي عام 1949، ونشأ في بيت جده الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم في منطقة الشندغة في بر دبي. كان يصحب جده الشيخ سعيد في مجالسه ليكون مدرسته الأولى في الحكم، وتدرب منذ طفولته على الصيد بالصقور والفروسية والرماية والسباحة. في عام 1955 دخل المدرسة الأحمدية لتعلم قواعد اللغتين العربية والإنجليزية والجغرافيا والتاريخ والرياضيات، ثم انتقل وهو في العاشرة من عمره إلى مدرسة الشعب، ثم ثانوية دبي، وتخرج من الثانوية في العام الدراسي 1964 / 1965.

كان لدية من الشجاعة والمسؤولية، لذا كان عليه دخول كلية عسكرية، ولكن قبل الالتحاق بالكليات العسكرية كان عليه صقل لغته الإنجليزية فسافر برفقة ابن عمه الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم في أغسطس من عام 1966 إلى لندن ليلتحق بمدرسة بل للغات في كامبريدج. التحق بعدها بكلية مونز العسكرية البريطانية في آلدرشوت حيث أنهى تدريبه العسكري. وبعد عودته من المملكة المتحدة وفي أواخر الستينات أصدر والده الشيخ راشد مرسومًا عينه فيه رئيسًا للشرطة والأمن العام بدبي، وفي عام 1971 أصدر مرسومًا آخر أوكل فيه له بتشكيل «قوة دفاع دبي» والتي اندمجت عام 1975 في القوات المسلحة الإماراتية، كما إنه منذ عام 1971 أصبح وزيرًا للدفاع في حكومة الدولة الاتحادية.

وفي 4 مارس 1995، أصدر حاكم إمارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم قراراً بتعيينه وليّاً للعهد في الإمارة.

لذا، نحتفل اليوم الرابع من يناير 2020 بالذكرى الرابعة عشرة لتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مقاليد الحكم في إمارة دبي.

ففي الخامس من يناير 2006 قام أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات بانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائباً لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتكليف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة، ومنذ تولي سموه مقاليد الحكم تسارعت وتيرة الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي عبر التنافسية الدولية لتتبوأ الإمارات مكانة عالمية يشهد لها القاصي والداني.

ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، القائد الاستثنائي الذي لا يعرف المستحيل، وسجلت مسيرة سموه العديد من الإنجازات، فقد وضع نصب عينيه استشراف آفاق المستقبل، وحرص على سعادة ورفاهية شعبه.

إنجازات 2019

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال العام الماضي، وزارة اللامستحيل، وهي منظومة عمل جديدة ضمن حكومة الإمارات.

وتعد وزارة غير تقليدية، من دون وزير، طاقمها أعضاء مجلس الوزراء، وتعمل على ملفات وطنية مهمة، وبناء أنظمة حكومية جديدة للمستقبل، تتطلب معالجات سريعة وجريئة وقرارات فاعلة، وتتضمن مهامها تطوير حلول استباقية وجذرية لمواضيع معينة ضمن فترة زمنية محددة، وتضم فرق عمل بمهام مشتركة من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والأفراد، ويتم تغيير تشكيلاتها حسب الملفات المطروحة على أجندة العمل.

وتعمل على عدة مشاريع، منها تقديم خدمات استباقية للجمهور، وبناء منصة إلكترونية لتسهيل مشتريات الحكومة واختصار وقتها من 60 يوماً إلى 6 دقائق، وإنشاء أنظمة تخصصية لاكتشاف المواهب في كل طفل في دولة الإمارات.

 

الفضاء

كما وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بفتح باب التسجيل أمام أبناء وبنات دولة الإمارات للتقدم للالتحاق بالدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو الريادة في قطاع الفضاء وعلومه واكتشافاته، واستكمالاً لمنظومة العمل الرامية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات في هذا المجال، بما يخدم مستقبل البشرية ويؤكد الإسهام الإيجابي للإمارات في صُنع غد أفضل للإنسانية. وقال سموه: «إن رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الاصطناعية بالكامل وطنياً»، مؤكداً سموه أن ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء، وانطلاقاً من دعم سموه وصل أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية ليصبح أول عربي يصل إليها ويجري العديد من التجارب العلمية.

 

رؤية دبي الثقافية

وقد اعتمد سموه رؤية دبي الثقافية الجديدة، إيذاناً بتدشين حراك ثقافي هو الأشمل والأكثر تنوعاً على مستوى دبي بمختلف مؤسساتها الثقافية والمعرفية والمجتمعية، لكي تكون دبي مركزاً للثقافة وحاضنةً للإبداع، وملتقىً للمواهب ومنارة للأدباء والكُتَّاب والمفكّرين والباحثين والفنانين الإماراتيين والعرب ومن مختلف أنحاء العالم وفي شتى مجالات الإبداع.

 

تحدي تكنولوجيا الغذاء

كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «تحدي تكنولوجيا الغذاء» الأكبر من نوعه عالمياً، والهادف لتطوير حلول مبتكرة لإنتاج وإدارة الغذاء في الإمارات، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في إيجاد أدوات وتقنيات تتميز بالكفاءة والفعالية للتغلب على تحديات القطاع الزراعي، بما يحقق استدامة الإنتاج الغذائي في دولة الإمارات لتكون مركزاً عالمياً رائداً للأمن الغذائي.

ويتوافق تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التي تهدف إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، وتحدد عناصر سلة الغذاء الوطنية، بما يتوافق واحتياجات دولة الإمارات ضمن رؤية شمولية مستقبلية تأخذ في الاعتبار النمو السكاني وآفاق التنمية الاقتصادية والمجتمعية والتكنولوجية، إلى جانب التحديات العالمية البيئية والمناخية التي تتطلب توجيه جهود الإمارات في هذا الجانب بما يتوافق مع الجهود العالمية لتأمين مستقبل البشرية.

 

البطاقة الذهبية

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نظام الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية» في دولة الإمارات، والذي يوفر إقامة دائمة للمستثمرين، وللكفاءات الاستثنائية في مجالات الطب والهندسة والعلوم، والفنون كافة.

وأصدر سموه، «وثيقة الخمسين» التي تتضمن تسعة بنود تضم جوانب من رؤية سموه لمدينة دبي المستقبل، والحياة التي يتمناها لكل من يعيش في مجتمعها.

 

المدارس الإماراتية

ومن ضمن مبادرات سموه خلال عام 2019 إطلاق الجيل الجديد من المدارس الإماراتية باعتماد مليار ونصف المليار درهم لبناء المجموعة الأولى، واعتماد مليار ونصف المليار درهم لبناء أول مجموعة من المدارس النموذجية الإماراتية.

كما أطلق سموه النهج الجديد في كليات التقنية العليا، معتمداً تحويل الكليات لمناطق اقتصادية، وتخصيص صندوق بمبلغ 100 مليون درهم لدعم تخريج شركات ورجال أعمال من هذه الكليات، بالإضافة لتطوير مسارات مهنية لـ 65 ألف طالب بحلول العام 2030 في قطاعات الضيافة والتجزئة والبترول والغاز والعمليات اللوجستية.

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة «محطة الشباب» إحدى مبادرات المؤسسة الاتحادية للشباب، والتي ستكون بمثابة أكبر حاضنة تجارية مفتوحة موزعة على المراكز التجارية والأسواق والمطارات والمرافق الثقافية والسياحية في الدولة، فضلاً عن توفير مساحات مجانية مجهزة بالخدمات والأدوات الأساسية لدعم إطلاق المشاريع الناشئة الجديدة في أفضل المواقع الحيوية لمساعدة الشباب على بدء مشاريعهم الخاصة.

 

الحقيبة الوزارية الإلكترونية

وجاءت مبادرة «الحقيبة الوزارية الإلكترونية» والمركز المعرفي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالتحول الإلكتروني الشامل في الحكومة الاتحادية، إذ تواكب المبادرة طبيعة عمل الوزراء وجدول أعمالهم المزدحم، من خلال استخدام أجهزة لوحية مرتبطة بشبكة الاتصالات، تتيح التواصل بينهم وأمانة المجلس بشكل مستمر، لمناقشة أجندة الاجتماعات، ومتابعة تنفيذ قرارات المجلس، بما يسهم في تعزيز فاعلية وسرعة اتخاذ القرارات في الحكومة الاتحادية، فضلاً عن تخصيص نافذة إلكترونية خاصة لصاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتضمن خدمات تتعلق بمتابعة المشاريع الرئيسة في الوزارات الاتحادية كافة. وأطلق سموه البرنامج الوطني للاتصال الحكومي والذي يضم حملات اتصالية وتوعوية واسعة الانتشار، تشارك فيها مختلف فرق الاتصال في الجهات الاتحادية والمحلية، فضلاً عن القطاع الخاص، ليدعم القضايا المجتمعية الكبرى التي أبرزتها الأجندة الوطنية، ومسترشداً برؤية الإمارات 2021، وكذلك استراتيجية التنمية الخضراء التي تهدف إلى بناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات.

 

المرأة الإماراتية

منذ عقود مضت والمرأة تسعى إلى النهوض والرقي بمكانتها لتتساوى مع الرجل في التفاعل المجتمعي، وقد حرصت القيادة الإماراتية على أن تأخذ المرأة دورها في المجتمع بكل تفاصيله، فحققت العديد من المكاسب، لتدخل معترك الحياة السياسية والاجتماعية، وأصبحت الطبيبة والمدرسة والمهندسة، وتقود طائرة حربية ومدنية، كذلك الفضاء والصحة والرياضة، وهذا يعكس الإيمان الحقيقي لدى القيادة بأهمية أخذ المرأة دورها الكامل في بناء المجتمع. من هنا ندرك حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للمحافظة على كل هذه المكتسبات وصيانتها، عبر سن العديد من القوانين التي تكفل أن يكون لها الدور الفاعل في المجتمع من أجل البناء والتطور يداً بيد إلى جانب الرجل، فالمرأة نصف المجتمع وهي لبنة بنائه، فنراها أماً ومربيةً وعاملةً وما أن تتقدم المرأة إلى مكان ما إلا وتفرض وجودها فيه وتثبت نجاحها وتميزها. ويقول سموه: «المرأة الإماراتية تؤكد كل يوم حضورها الفعال ومشاركتها الإيجابية في مسيرة التنمية ومواقع المسؤولية، فالمرأة هي سر الحضارة..".

لذلك ليس غريباً، أن يهتم سموه بتمكين المرأة لأنه يدرك أن المرأة هي التي تمنح الحضارة مشروعيتها، بل لا يمكن أن تقف الحضارة على أساسها الراسخ إلا إذا جعلت من المرأة أهم محاورها إلى جانب الرجل، وقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة هذا المحور الراسخ في الحضارة فاتجهت في مشروعها الحضاري إلى تمكين المرأة، بل انتقلت الإمارات من مرحلة تمكين المرأة إلى مرحلة تمكين المجتمع بالمرأة.

 

الخدمة الحكومية المتميزة

تماشياً مع «رؤية الإمارات»، بأن تكون من أفضل الدول في العالم بحلول عام 2021، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مارس 2011 «برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة»، بهدف رفع كفاءة الخدمات الحكومية إلى مستوى 7 نجوم، وذلك بالتركيز على المتعامل، وتعزيز الكفاءة الحكومية، ولتحقيق هذا الهدف، تم إطلاق عدد من المشاريع والمبادرات.

كما يعد «مؤشر السعادة» نظاماً ذكياً للقياس الفوري لمستوى سعادة المتعاملين عن الخدمات الحكومية الاتحادية المقدمة في «مراكز سعادة المتعاملين»، حيث يوفر المؤشر نتائج حية للمسؤولين والقيادة العليا، تستغرق إجابة المتعامل عن أسئلة المؤشر (15-30) ثانية.

أيضاً يعمل «نظام خدماتي» كبوابة مركزية للجهات الاتحادية، للوصول إلى جميع الخدمات الحكومية الاتحادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يوفر النظام العديد من المزايا، منها: التصفح عبر بيانات الخدمات ومراكز الخدمة التابعة للجهات الحكومية الخدمية، وتمكين آلية لتحديث الخدمات الحكومية وعكسها تلقائياً في الأنظمة المعنية.

وأسهمت جميع الجهود المبذولة في تصدر الإمارات مؤشرات عالمية رئيسة، عززت من موقعها ومكانتها العالمية المرموقة، حيث سجلت الدولة مركز الصدارة على مستوى العالم في عدد من المجالات، بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي تعمل على أن تكون دولة الإمارات صاحبة الصدارة والتقدّم، عبر رؤية تنموية متكاملة، وتخطيط استراتيجي بعيد المدى، يندرج تحت «مشروع التحدي الوطني الرقم 1".