مأزق حقيقي.. سياسيون يكشفون مغزى إعلان تركيا عدم رغبتها بالحرب ضد مصر

عربي ودولي

بوابة الفجر


في خطوة مفاجئة، أعلن ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، اليوم، عن أن أنقرة لا تريد حربا ضد مصر، أو أي دولة أجنبية، وذلك بعد رفض عدد من الدول الغزو التركي لليبيا وتأكيدها على دعم الجيش الوطني الليبي والمشير خليفة حفتر في قتال المليشيات المسلحة بطرابلس.

ومنذ أيام، بدأت مصر مناورات عسكرية في البحر المتوسط في رسالة موجهة إلى تركيا التي تسعى إلى التنقيب عن النفط في البحر المتوسط ونشر قوات عسكرية في ليبيا.

وحول ذلك قال المحلل السياسي الليبي، ناصف بوعون، أنه لم يعد خافيا على أحد تصميم تركيا فرض نفسها كقوة اقليمية،ومحاولة استغلال الفوضى بعد الربيع العربي لمنع نهوض الأنظمة القومية،ودعم تمكين الإسلاميين في بعض الدول.

وأضاف الجميع يعلم برغبة تركيا في إضعاف مصر اقتصاديا وعسكرية، وتوريطها في أزمات بدأت بدعم سد النهضة ولن تنتهي عند قضية غاز شرق المتوسط، مشيرا لى أن أردوغان يرى أن ليبيا جبهة مهمة ضد مصر ولذلك قرر أن يدعم المليشيات التى تعمل كجناح عسكري لتنظيم الاخوان.

مأزق يواجة أردوغان بعد التورط في الأزمة الليبية

وبين في تصريح خاص، أن تركيا لم تكن تتوقع أن يكون لدي مصر كل هذا الدور السياسي الذي لعبته في مختلف الدوائر الإقليمية والدولية الأمر الذي أدي لظهور مواقف رافضة التدخل التركي في ليبيا وبداية تكون محاور ضد تركيا منها محور قبرص مصر اليونان وروسيا،ومن هنا حاول مستشار أردوغان ياسين أكتاي، في رسالة أرسلها على شكل تغريدة،بأن تركيا ليس لديها نوايا ضد مصر أو أى دولة اخري بقدر مايدعم الحكومة الشرعية.

وظهر أن تلك الرسالة كشفت حجم المأزق الذي يعيشه أردوغان في تنفيذ هذا التدخل خاصة بعد اكتمال الموقف التونسي والجزائري،بالرفض، وقد اتضح ذلك عندما صرح الرئيس التركي أمس باأنه لن يرسل عسكريين أتراك للقتال وإعلانه اكتفائه بإرسال فنيين لدعم مليشيات الوفاق، بالإضافة إلى التداعيات الميدانية المترتبة على سيطرة الجيش الوطنى الليبي على سرت في هجوم خاطف ودون مقاومة.

تغيير الصورة السلبية لتركيا

وفي ذات السياق، أوضح الخبير بالشأن التركي، مصطفى صلاح، أنه من المحتمل أن تسعى تركيا من خلال تلك التصريحات إلى تغيير الصورة التي أصبحت عليها الآن خاصة وأن كافة الدول الإقليمية والدولية تنظر إليها برؤية الانتقاد فيما يتعلق بسياساتها الخارجية في المنطقة، والتي أدت إلى عسكرة الكثير من الصراعات في المنطقة بداية من سوريا مرورا بليبيا.

وأكد للفجر أن أنقرة تهدف من وراء ذلك تجاوز تلك الانتقادات عن طريق تصدير تواجدها العسكري الغير شرعي في ليبيا وإظهار دعمها لحكومة الوفاق في مواجهة الجيش الوطني الليبي، مشيرا إلى أنه رغم ذلك، إلا أن هناك شواهد عدة تبرهن على ضلوع وتورط تركيا في دعم الجماعات المسلحة في الكثير من الدول العربية والتي تستخدمهم في تحقيق أهداف سياساتها الخارجية.

المناورات البحرية والجهود الاقليمية

وأوضح أن الاستعدادات العسكرية المصرية والمناورات البحرية التي تجريها القاهرة في عرض المتوسط، تشكل ضغط كبير على التحركات التركية، بالإضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية التي تقودها القاهرة لمواجهة التدخلات التركية، ومن ثم فإن هذه التحركات من شأنها أن تتسبب في إعادة النظر مجددًا في السياسة التركية.

وأضاف في المجمل يمكن أن تكون هذه التصريحات من جانب تركيا مجرد مناورة خاصة وأن هذه السياسة باتت السمة الحاكمة للسياسات التركية في الفترة الأخيرة وهو ما يؤكد أن تركيا عازمة على الاستمرار في تنفيذ سياساتها التصعيدية لأنها لديها الكثير من الأهداف في الداخل الليبي ومنطقة شرق المتوسط، وبتوقيع الاتفاق مع حكومة الوفاق الليبية تبلورت الصورة النهائية للتدخلات التركية هناك.

وأكد على ذلك، المحلل السياسي الليبي فيصل بو الرايقة، بقوله:"الرئيس أردوغان لدية أشكالية حقيقة مع القيادة السياسية المصريه لانها هى من أجهضت مشروع التمكين من خلال ثورة 30.يونيو وبالتالي حلم الهيمنه العثمانية من خلال المشروع الديني تم القضاء عليه فى مصر".

وأضاف أن تلك الرسالة تؤكد على أن الإستخفاف بالعقول لدى مستشارين أردوغان وصل إلي حد ما تحت تدنى مستوى الأخلاق، متسائلا "هل تدافع تركيا في سوريا عن الحكومة الشرعية (في دمشق).. أم أنها تدعم وتمد المتمردين والمرتزقة في "أدلب" بالسلاح وتعمل على تغيير الديمغرافيا للمدن السورية ؟".