خبراء يكشفون لـ"الفجر" مأزق جديد لتركيا بعد قرار تدخلها في ليبيا

عربي ودولي

القوات التركية -
القوات التركية - أرشيفية


مأزق كبير وضعت فيه تركيا نفسها، بسبب قرار تدخلها في ليبيا، وبعد الإدانة الدولية وتأكيد مصر بأن تدخل أنقرة مسألة أمن قومي وإعلانها رفضه ومواجهته بكل السبل، قررت الدولة العثمانية خفض التوترات شيئا فشيئا، والآن تواجه تخوفات جديدة من احتمالية فرض عقوبات عليها من قبل الناتو، بعد محاولة تسريب تقنيات عسكرية لليبيا.

نقل تقنيات عسكرية لليبيا
وأوضح رئيس منظمة سلفيوم للدراسات والأبحاث بليبيا، جمال شلوف أن تركيا في موقف شديد الحرج أمام الناتو بعد نقلها لتقنية متطورة جدا للدعم الالكتروني والتشويش وتقنيات الدرونز وقطع أسلحة حديثة جدا، تم الإستيلاء عليها من قبل القوات المسلحة في قاعدة القرضابية ومواقع اخرى في سرت باﻷمس.

وأوضح أن تلك التقنيات بمثابة كنز معلومات عسكري هام جدا، وقد يسبب توقيع عقوبات داخل الناتو على تركيا، ﻷنها عضو في التحالف الأوروبي ولديها اتفاقيات تعاون عسكري مع باقي دول الناتو في مجال التقنية العسكرية، وتسريب تقنيات عسكرية قد يسيء لدول الحلف التي تستعمل نفس التقنية.

اتفاقية المليار دولار
وفي ذات السياق، قال الإعلامي الليبي، عبد العزيز الفاخري، في تصريح للفجر إن تركيا بعثت بالمزيد من الطاىرات المسيرة وأرسلت عشرات المقاتلين الأجانب من من لواء السلطان مراد وسليمان شاه وولواء المعتصم، كما أرسلت خبراء أتراك في مجالات الدفاعات الجوية والتشويش على الطائرات، مقابل دفع رئيس حكومة الوفاق فايزالسراج مبلغ مليار دولار لها، موضحا أنه تم الاتفاق على الأمر بالأمس.

وأكد أن تركيا تسعى للاستفادة من ليبيا بأي طريقة لتعويض الخسائر التي يشهدها اقتصادها، موضحا أن المقاولين الأتراك نفذوا العديد من مشاريع البنية التحتية والبناء في ليبيا منذ السبعينيات، وتوقفت جميعها بعد أحداث 2011، والأزمة التي تلتها والتي مازالت تطارد الليبيين حتى الآن، وتكبد المقاولون الأتراك خسائر هائلة، إذ تم إحراق مواقع البناء الخاصة بهم، ولم يتمكنوا أيضا من جمع عدد كبير من مستحقاتهم، والتي تبلغ أكثر من مليار دولار، لذلك تسعى تركيا للتدخل من جديد بليبيا لتعويض خسائرها.

تهديد أمريكي واتفاقيات سرية
وبين شلوف، في تصريح للفجر، أن تركيا فقت الدعم الدولي لها بشأن التدخل في تركيا، مشيرا إلى لقاءات وزراء خارجية فرنسا ايطاليا اليونان قبرص في ضيافة الخارجية المصرية، واجتماع أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشغول بقياس الرد الايراني بشأن التوترات مع واشنطن، وتأكيد أوروبا على بطلان اتفاقية الصخيرات مع تركيا.

وأشار إلى أن هناك اتفاقيات غيرمعلنة بشأن التدخل التركي في ليبيا، ومنها تهديد أمريكا لأردوغان، وتحذيره من الدخول فيها، مشيرا إلى وجود تسريبات تتعلق بمنح مهلة للسراج وأردوغان لتنفيذ اتفاقهم المعلن مع الامريكيين بخصوص تفكيك الميلشيات المسلحة بليبيا وجمع سلاحها وتسليم المنشآت والمؤسسات في طرابلس وبقية المدن إلي أفراد من الجيش الوطني والشرطة النظاميين كما ورد في الاتفاق السياسي وبإشراف دولي.

استبعاد فرضية العقوبات على تركيا
من جانبه قال المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري، في تصريح خاص، إنه يستبعد أن يوقع حلف الناتوعقوبات على تركيا بسبب نقل تقنيات عسكرية أو أسلحة لليبيا،ولكن قد يتخذ موقف سياسي علني من تركيا، موضحا أن الليبيين يجب أن يعتمدواعلى أنفسهم، للتخلص من الإرهاب والمليشيات المسلحة.

وقال إن سبب اللقاءات اليومية التي تقوم بها الدول الأوروبية وكذلك روسيا وأمريكا مع السراج وحفتر تهدف للبحث عن طريقة للتوصل لاتفاق بعد أن بات الجيش الليبي على بعد امتار من دخول طرابلس عقب إسقاط مصراته التي كانت عاصمة تركيا في ليبيا.