وفاة قابوس بن سعيد.. سلطان عمان الجديد يتعهد بمواصلة السلام

عربي ودولي

بوابة الفجر


توفي السلطان قابوس بن سعيد العماني، أحد أطول حكام الشرق الأوسط الذين حافظوا على حياد البلاد في الصراعات الإقليمية، وتم تسمية ابن عمه هيثم بن طارق آل سعيد كخليفة له في انتقال سلس.

وبعد وفاته، فقدت المنطقة زعيمًا موثوقًا به ومتمرسًا، يُنظر إليه على أنه والد عُمان الحديث، الذي كان يوازن بين العلاقات بين جارتين تخوضان صراعًا إقليميًا، المملكة العربية السعودية من الغرب وإيران في الشمال، وكذلك الولايات المتحدة.

وفي خطاب متلفز، وعد هيثم بالتمسك بسياسة مسقط للتعايش السلمي والعلاقات الودية مع جميع الدول مع مواصلة تطوير عمان، وأضاف، سنواصل المساعدة في حل النزاعات سلميا".

كما أعلنت سلطنة عمان ودولها الخليجية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام وعليها أعلام نصف سارية لقابوس المدعوم من الغرب، 79 عامًا، والذي حكم البلاد منذ توليها انقلابًا غير دموي في عام 1970، بمساعدة بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة.

ومر موكب جنازته على طول الطريق الرئيسي لمدينة مسقط وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث قام العمانيون بالتجول على طريق تصطف على جانبيه أشجار النخيل، وكان بعضهم يمد أيديهم والبعض الآخر يلتقط صورًا.

وتم نقل النعش الملفوف بالعلم العماني إلى مسجد السلطان قابوس الكبير حيث التحق المئات بالصلوات، وقف هيثم في مواجهة النعش، مع الخنجر التقليدي المنحني، تم دفن قابوس في مقبرة عائلية.

كما أخذ العمانيون وسائل التواصل الاجتماعي حدادا على وفاة حاكم قام بجولات منتظمة في البلاد للتحدث إلى المواطنين، وغالبا ما كان يقود سيارته ذات الدفع الرباعي في القوافل.

وقال مستخدم تويتر عبد الله بن حمد آل حمد، إن الكلمات الأولى التي سمعتها من والدتي التي تبكي بعد خبر وفاة السلطان قابوس العظيم كانت، أن والد الأيتام، والفقراء، والمضطهدين، كلنا، قد مات.

ولم تشر وسائل الإعلام الرسمية إلى سبب الوفاة، كان قابوس على ما يرام منذ سنوات وخضع للعلاج في بلجيكا الشهر الماضي.

"رسالة سرية مفتوحة"
لم يكن لدى قابوس أطفال ولم يعين خليفة له علانية، حيث ينص قانون عام 1996، على أن الأسرة الحاكمة يجب أن تختار خليفة في غضون ثلاثة أيام من خلع العرش.

كما قالت وسائل اعلام حكومية، ان مجلس الأسرة اجتمع اليوم السبت واختار هيثم بعد فتح مظروف مغلق كتب فيه قابوس سرا توصيته في حالة عدم موافقة الأسرة واختار اتباع ارشاداته "الحكيمة".

وولد هيثم في عام 1954، ودرس في جامعة أكسفورد، كما كان وزيرًا للثقافة ووكيل وزارة الخارجية، وتم تعيينه في عام 2013 لرئاسة لجنة التنمية في سلطنة عمان.

وقالت مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، إن التعيين السريع للخليفة أمر إيجابي لأن الافتقار إلى الوضوح كان شكوكًا اقتصادية أساسية.

وهو يتولى السلطة لأن التحديات المحلية تلوح في الأفق، من توترات الدولة المالية إلى ارتفاع معدلات البطالة في الدول المنتجة للنفط المثقلة بالديون، وفي وقت يشهد توترًا متزايدًا بين إيران والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حليفة الولايات المتحدة.

كما خططت سلطنة عُمان، التي تم تصنيف سنداتها من قبل وكالات التصنيف الرئيسية الثلاث، لجمع ما يزيد عن 5 مليارات دولار من الديون المحلية والأجنبية هذا العام لتغطية عجزها جزئيًا.

وقال جاسون توفي من كابيتال إيكونوميكس في مذكرة هذا الشهر، إن أي خليفة قد يتردد في البداية في دفع إجراءات التقشف لكسب العمانيين.

:الدبلوماسية"
تدفقت التعازي على قابوس ذو اللحية البيضاء مع الزعماء العرب والغربيين الذين أشادوا بما وصفوه بأنه حكمه الحكيم، حيث قال الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، إن قابوس كانت قوة مستقرة في الشرق الأوسط.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لقد ترك إرثًا عميقًا، ليس فقط في عُمان بل في جميع أنحاء المنطقة، مشيدًا بالتزامه بالسلام.

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على موقع تويتر، إن وفاة قابوس كانت خسارة للمنطقة وعبر عن أمله في أن تأخذ القيادة الجديدة "مصدر إلهام من الماضي.

وتمتعت عُمان بعلاقات ودية مع واشنطن وطهران وساعدت في التوسط في محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران في عام 2013، أدت بعد عامين إلى الاتفاق النووي الدولي الذي انسحبت منه واشنطن في عام 2018.

كما لم تنحاز مسقط إلى نزاع خليجي رأى أن الرياض وحلفاءها يفرضون مقاطعة على قطر، أو ينضمون إلى تحالف عسكري تقوده السعودية تدخل في اليمن.

وقال سايمون هندرسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه من الصعب أن نرى كيف يمكن لسلطنة عمان إشراك نفسها في قضايا اليمن وإيران وقطر حتى يقوم زعيم جديد بتأسيس نفسه - وهذا يعني للمستقبل المنظور".