حكاية عم "إدريس" وبيع القصب في عيد الغطاس بدمنهور (فيديو)

محافظات

بوابة الفجر


"اللي في الغطاس ما يمصش قصب يصبح من غير عصب" بهذا المثل القديم بدأ عم إدريس حديثه لبوابة "الفجر" ليطلعنا حكايته مع مهنة زراعة وبيع القصب وسر ارتباطه بعيد الغطاس الذي يحتفل به الأخوة الأقباط في التاسع عشر من شهر يناير كل عام.

يقول "أشرف محمد علي إدريس" الملقب بـ"عم إدريس" أنه من احد محافظات الصعيد ويتواجد كل عام لمدة شهرين في سوق بجوار مسجد التوبة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة لبيع القصب ومشاركة الأخوة الأقباط احتفالاتهم بعيد الغطاس لما فيه "القصب" من رمزية دينية لهم.

ويضيف، الأسعار في متناول الجميع فيبدأ عود القصب من 2 جنيه إلي 5 جنيه بحسب الحجم ويباع القصب بالربطة والتي تسمي "ربع" وتضم 3 عيدان، ويبدأ زراعة القصب من شهر أغسطس وحتى شهر يوليو، ويزداد الإقبال علي شراؤه في يوم 19 يناير مع عيد الغطاس المجيد.

وعن طريقة تقطيع القصب، يقول "عم إدريس" أن أخواتنا الأقباط يحبون تقطيع عود القصب من ناحية العقلة مباشرة وليس من وسط العقلة كما أنهم ولا يحبون القصب المسوس، واكتسبنا خبرة كبيرة في تلك المهنة التي ورثناها أبًا عن جد ولنا فيها باع طويل.

وأوضح "عم إدريس" أن هناك نوعان من القصب، الأول الصعيدي والذي يتم زراعته في التربة الرملية ويمنع تداوله في الأسواق لأن شركة السكر تعتمد عليه بشكل رئيسي نظرا لفائدته العالية وتستقبل جميع الزراعات منه، كما هناك القصب الفلاحي والذي يزرع في أرض سمراء طينية.

عيد الغطاس هو ذكرى تعميد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، حسب الاعتقاد المسيحي، يتميز الاحتفال به بتقديس ومباركة المياه خلال قداسات العيد، والتي يتم الاحتفاظ بها طوال العام، وذلك خلال صلوات ما يسمي بـ"اللقان"، فيما يصوم الأقباط لمدة يومين قبل العيد صيام "برامون الغطاس"، ويمتنعون فيه عن أكل اللحوم، بينما تستمر احتفالاتهم بالعيد لمدة 3 أيام.

ويشتهر الأقباط خلال عيد الغطاس، بأكل "القلقاس والقصب"، الذي يرجعه الأقباط لرموز روحية، منها أن نبات القلقاس يزرع عن طريق دفنه كاملا في الأرض، ثم يصير نباتا حيا صالحا للطعام، وتعتبر المعمودية هي دفن الإنسان تحت المياه وقيامه مع السيد المسيح، كما حدث له عند التعميد في نهر الأردن، كما أن القلقاس يحتوي على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة مغذية، ويعتقد الأقباط أنهم مثل "القلقاس" يتطهرون بالماء من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة الماء، أما القصب فلونه الأبيض يرمز للنقاء الذي توفره المعمودية حسب الاعتقاد المسيحي، كما أن القصب يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله، وهذا السائل هو رمز لماء المعمودية.