بريطانيا تهدف إلى تعزيز شراكتها مع إفريقيا في الصفقات التجارية

عربي ودولي

بوابة الفجر


من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا الشهر، حيث ستكون الحكومة بعد ذلك حرة في إبرام صفقات اقتصادية جديدة دون التقيد بلوائح الاتحاد الأوروبي، أمامنا الآن 11 شهرًا للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي لتجنب العودة إلى قواعد منظمة التجارة العالمية. الوقت ينفد، واستبدال سوق الاتحاد الأوروبي هو الخطوة التالية.

ومن الضروري صياغة مجموعة جديدة من التحالفات والصفقات التجارية الدولية مع أسواق جديدة في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وأفريقيا.

كما ركز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشكل أكبر على تعزيز العلاقات غير الأوروبية، على أمل فتح الباب أمام اتفاقات جديدة وفرص استثمارية.

وتحقيقًا لهذه الغاية، استضافت لندن قمة الاستثمار البريطانية البريطانية، برعاية الحكومة البريطانية، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين بريطانيا وإفريقيا، التي تضم ثمانية من أسرع 15 اقتصادًا نموًا في العالم، وإعتبر القمة هي أكبر حدث استثمار سنوي يعقد للمرة الثامنة خارج إفريقيا.

وقبل 16 من رؤساء الدول الأفريقية الدعوة للمشاركة في القمة، حيث أخبر جونسون المشاركين أن بريطانيا ستكون أكثر انفتاحًا أمام المهاجرين الأفارقة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وحضر الحدث التاريخي أيضًا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، ووزير التنمية الدولي ألوك شارما، ووزير التجارة ليز تروس، ووزير الأعمال أندريا ليدسوم، بالإضافة إلى الأمير هاري قبل مغادرته إلى كندا، وكان عدد من رجال الأعمال والمستثمرين من بين المشاركين.

وتحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي إلى جانب جونسون، حيث ألقى كلا الرجلين خطابات ترحيب لبدء القمة.

وقال جونسون في كلمته الافتتاحية، انظر إلى جميع أنحاء العالم اليوم وسترى بسرعة أن المملكة المتحدة ليست فقط الشريك الواضح للاختيار، بل نحن أيضًا شريك اليوم، وغدًا وعقود قادمة".

كما أوضح السيسي أن هناك أربعة عوامل لعملية التنمية في إفريقيا: تكثيف البنية التحتية ؛ تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية ؛ دعم القطاع الخاص ؛ وتمكين الشباب والنساء، وتوفير فرص العمل لتحقيق الاستقرار الاجتماعي.

وأضاف، أنه على الرغم من ضخامة التحديات وآثارها المتشابكة على القارة الأفريقية، يمكنني القول إن هناك فرصًا واعدة ومتنوعة لشركاء القارة، مما يجعل إفريقيا واحدة من أهم الوجهات للمؤسسات التجارية الدولية".

وأشار الرئيس محمد ولد شيخ الغزواني، رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية إلى: "لقد عززنا الأمن على طول سواحلنا، وتشمل التدابير الأخرى إنشاء مجلس للاستثمار، حيث تُظهر هذه الجهود الضخمة نتائج هائلة وهي تريح المستثمرين ".

وبينما كان القادة السياسيون ورجال الأعمال يشاركون في الحلقات النقاشية والمناقشات داخل مكان وسط لندن، تجمع عدد من المصريين في الخارج. كانوا يدعمون الرئيس المصري السيسي.

ومن المأمول أن تمهد القمة الطريق لإبرام صفقات بقيمة مليارات الجنيهات، وهذا سوف يساعد على توفير فرص العمل وتحقيق النمو في كل من بريطانيا وأفريقيا، كما يقول الخبراء.

كما تأمل بريطانيا أن تكون مطورًا دوليًا لأفريقيا، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان القارة إلى بليوني خلال العقود الثلاثة القادمة.

ومع ذلك، فإن الاستثمار المباشر من بريطانيا في إفريقيا بين عامي 2014 و2018 كان 17 مليار دولار فقط (13 مليار جنيه إسترليني)، أي أقل بكثير من 72 مليار دولار في الصين، و34 مليار دولار في فرنسا، و31 مليار دولار في أمريكا، و25 مليار دولار تستثمرها الإمارات العربية المتحدة.

ولذلك كل الأنظار تتجه نحو إفريقيا، وهي قارة مزدهرة تتمتع بفرص استثمارية لا تضاهى.

وفي نوفمبر 2006، عقدت القمة الصينية - الأفريقية في بكين، تلتها القمة الأوروبية - الأفريقية في لشبونة بعد ذلك بعام ؛ شهد أبريل 2008 قمة الهند وأفريقيا في نيودلهي.

وبالتالي فإن بريطانيا لديها الكثير من المنافسة على الصفقات في إفريقيا، وقد تؤدي فترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى صعوبات غير متوقعة، بما في ذلك ركود جديد.