سياسيون يكشفون لـ"الفجر" خطر صفقة القرن على أمن المنطقة.. وطرق مواجهتها

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لصفقة السلام المزعومة بالشرق الأوسط، واجه حالة من الرفض العام على المستوى العربي والدولي، خاصة بفلسطين والأردن، بعد أن تضمنت الخطة منح إسرائيل حقوقًا ليس لها على حساب الشعوب الأخرى.

وأكد المحللون الذين تواصلت معهم الفجر، بأمريكا وفلسطين والأردن أن تلك الخطة ستزيد الصراع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كاشفين عن مدى خطورتها على أمن المنطقة وسبل مواجهتها.

مصلحة إسرائيل
وقالت ريم شطيح، كاتبة سورية وأستاذة جامعية في جامعة كولومبوس الأمريكية، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصب في مصلحة إسرائيل، وتعتبر حلًا غير عادلًا لأنها تريد أن تنهي الصراع لمصلحة طرف على حساب طرف آخر مغلوب على أمره، وهو الشعب الفلسطيني، ومُحاصَر مسبقًا للرضوخ للصفقة من دون الوقوف على رأي الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وأضافت شطيح في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن صفقة ترامب المزعومة للسلام تعزّز موقف الجانب الإسرائيلي في القضاء على ما يسمى قضية الشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في أن يكون له دولة مستقلة من دون سيادة دولة أخرى عليها.

وأكدت الكاتبة السورية، على ضرورة إشراك أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالحل، وليس فقط طرف واحد موافق مسبقًا، موضحة أن الأمريكيين مع الحل العادل والذي يُنصِف شعبًا عانى لعقود ويعيش مشردًا في أقاصي الأرض.

وأشارت الباحثة السورية، إلى أنه يجب مساعدة الفلسطينيين بإيجاد حلًا عادلًا للقضية الفلسطينية، وليس بتفصيل صفقة على قياس مصلحة الجانب الإسرائيلي فقط، وفرضها بالضغط والحصار على الطرف الأضعف والمغلوب على أمره، ووضعه أمام خيارات أقسى مما يعاني، وهذا لن يفضي إلى حل الصراع القائم لأنه ليس عادلًا.

تبادل مصالح
وشددت على أن صفقة القرن ارتجالًا سياسيًا متعجلًا لسلطتين سياسيتين ممثلتين في شخص ترامب ونتنياهو، يبحثان من خلالها كاستثمار عن حلول لمعضلاتهما السلطوية وعن مصالحهما في البقاء في السلطة، أكثر ما تبحث عن حل عادل لقضية أو ما يسمى بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو تساعد على حل لما يسمى الإرهاب الديني بشكل عام.

توقيت إعلان صفقة القرن
وذكرت شطيح أن ترامب اختار هذا الوقت ليحصل على بعض نقاط القوة والدعم من المجتمع الأمريكي، خاصة أنه يواجه حالة قلق من الديمقراطيين، وكسر للدستور، وبعض تخبيصاته السياسية التي وضعت بلاده في حالة مساءلة وعدم ثقة بعض حلفاء أميركا بهذه الإدارة.

وبينت أن طرح صفقة السلام المزعومة، سوف تساعد ترامب على تلقّى الدعم من المجتمع اليهودي والمحافظين وكل من يدعم إسرائيل، وستساعد أيضا في وضع نتنياهو الذي يواجه اتهامات بقضايا فساد.

أولويات ترامب
وقالت الأستاذة الجامعية، إن ترامب لا يهمه ردة الغضب الآن بقدر ما يهمه كسب دعم اللوبي اليهودي الأمريكي سياسيًا وماليًا، وكذلك كسب أصوات كل من مع إسرائيل داخل واشنطن وذلك في الانتخابات القادمة.

أسس قيام عليها الصفقة المزعومة
من جانبه، ذكر القيادي في حركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، أن ما صرح به ترامب ينكر الحق العربي في الأراضي الفلسطينية، ويتماشى مع رؤية وعد بلفور ببناء وطن قومي لليهود في فلسطين، والتعامل مع السكان العرب كأقلية لهم بعض الحقوق المدنية.

ونبه القيادي في حركة فتح، إلى أن ما طرحه ترامب ونشره لاحقا البيت الأبيض هو ديباجة خطة كتبت في ١٨١ صفحة، وهذا الرقم ليس عشوائيا لانه يمثل قرار التقسيم عام ١٩٤٧، وقد شطبت خطة الإدارة الأمريكية الجديدة كل القرارات الدولية، ووضعت خطة جديدة لتقسيم فلسطين، تسيطر إسرائيل فيها على أكثر من ٨٠ % من مساحتها، مع بقاء كيانات فلسطينية صغيرة متفرقة محاصرة ترتبط فيما بينها بأنفاق وجسور، وكذلك اعتبار القدس موحدة عاصمة لاسرائيل، وترك جزء صغير منها خارج جدار الفصل العنصري مكتظًا بالسكان ليكون عاصمة لدولة فلسطينية.

سبل مواجهة صفقة القرن
وأضاف في تصريحات إلى الفجر، أن تفاصيل كثيرة في الخطة تدفع الفلسطينيون لرفضها وعدم التعاطي معها، وهذا يستوجب اتخاذ قرارات جادة تبدأ بوقف التنسيق الأمني مع الجانبين الأمريكي والاسرائيلي، وسحب الاعتراف بإسرائيل، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية على تضم القدس الشرقية، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعقد اجتماعًا طارئًا لكل الفصائل الفلسطينية دون إقصاء في القاهرة أو غزة لوضع استراتيجية واحدة لمواجهة صفقة الأمر الواقع، وأخيرا ترك العنان للفلسطينيين للتعبير عن رفضهم لهذه الصفقة بكل الأدوات الممكنة، دون التصدي لهم من أجهزة الأمن الفلسطينية.

وأوضح، أن ما صدر عن مكتب الرئيس الفلسطيني محمود أبو مازن من رام الله للأسف لم يصل لحجم الحدث، لأن ما صدر هو دراسة طبيعة العلاقة الوظيفية مع الاحتلال، وعدم اتخاذ موقف حاسم وحازم مما سيترك الباب موارب كما جرت العادة.

خطر الصفقة على الأردن
وبالنسبة لضم غور الأردن لدولة الاحتلال، علق الإعلامي والمحلل السياسي الأردني، منصور المعلا، قائلا إن رؤية الرئيس الأمريكي للسلام، تجاهلت بشكل أساسي قضايا الحل النهائي التي تشكل مصالح حيوية للأردن وأهمها اللاجئين والحدود والأمن والمياه والقدس، موضحا أنها تجاهلت حل مسألة عودة اللاجئين، وهي قضية تمس الأمن الوطني الأردني وتشكل تحديا مركزيا لجهة هوية الدولة الأردنية ومستقبل نظامها السياسي.

وذكر في تصريحات خاصة إلى الفجر، أن ضم غور الأردن لدولة الاحتلال وفقا للخطة، سيمكن اسرائيل من إحكام قبضتها على الضفة الغربية، ويمكنها من التحكم بتدفق السكان من الضفة باتجاه الأردن، وهو ما يحول منطقة غور الأردن الى معبر لترانسفير ناعم باتجاه عمان.