ألبانيا والمقاومة الإيرانية.. يد تضرب من حديد على الملالي ويد تحنو على مجاهدي خلق (تقرير)

عربي ودولي

مريم رجوي وقرينة
مريم رجوي وقرينة الرئيس الألباني


تستمر دولة ألبانيا في تقديم كافة سبل الدعم اللازم للمقاومة الإيرانية، لا سيما الحماية من جهة والتنديد من جهة أخرى بما يفعله نظام الملالي من إرهاب في المنطقة بل والعالم، حتى وصل الأمر إلى ذروة الصدام والتصدي بكل قوة ليتعدى الأمر مجرد التنديد بالتصريحات على ما  يقوم به النظام.

لقاء بين الزعيمتين

وبعد جولات ساحقة لدولة ألبانيا، شهدت خلالها ضربات قوية لنظام إيران، شهد أشرف الثالث لقاء جمع زعيمة المقاومة الإيرانية، مريم رجوي، ومونيكا كرومازي زعيمة ”الحركة الاشتراكية للتكامل“ الألبانية، وقرينة الرئيس الألباني، على رأس وفد من الحركة مكوّن من السيدين بتريت واسيلي نائب رئيس الحركة والسيد اريول برايملاري، رئيس مكتب السيدة كرومازي.
وزارت السيدة كرومازي والوفد المرافق لها، خلال اللقاء متحف ”120 عامًا من النضال من أجل الحرية“.

سعادة غامرة

وعبرت "كرومازي" عن سعادتها للقاء بمناضلي الحرية، وقالت إنها تأثّرت بزيارتها لمتحف ”120 عامًا من النضال من أجل الحرية“.

وقالت "كرومازي":«ما رأيته كان صادماً لي. لكنني شعرت بأن هذه الفرصة امتيازاً لي لزيارة متحفكم، واستشعرت القوة الكامنة لديكممن خلال كيفية نضال نسائكم ورجالكم من أجل الحرية والديمقراطية. إني تعلّمت الكثير من هذا اللقاء».

نضال المقاومة

وأشارت "كرومازي" إلى أن ألبانيا والشعب الألباني معروفون بكرم الضيافة لأناس طردوا من ديارهم في إشارة لمجاهدي خلق، الذين تحتضنهم الدولة الألبانية، معلقة: "في متحفكم وفي سجل شهدائكم، إني وجدت القوة والدافع لدى عناصر المقاومة الإيرانية في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية".

رعب النظام الإيراني

وأكدت أن "تلك القوة التي مكنّت الشعب الألباني من نيله الحرية والديمقراطية، إني أفهم الآن لماذا يخاف النظام الإيراني منكم إلى هذه الدرجة، لأنكم تحملون أفكارًا وأراء تستطيعون من خلالها أن تجلبوا الديمقراطية لبلدكم، وهذا ما يتجلّى في مشروعكم المكوّن من عشر مواد».

ترحيب حار

من جانبها رحّبت "رجوي" بـ "كرومازي" والوفد المرافق لها، وعبّرت عن شكرها على حسن الاستضافة من قبل الشعب الألباني وأكدت قائلة: من دواعي سرورنا أننا نحظى بدعم شامل من الأحزاب في ألبانيا.

إنهاء نظام الملالي

 وأكدت رجوي: "أن الشعب الإيراني يمر اليوم بمنعطف تاريخي، معلقة: "انتفاضتا نوفمبر الماضي ويناير هذا العام أثبتتا مرة أخرى أن الشعب الإيراني، لاسيما الشباب ومعاقل الانتفاضة عازمون على إنهاء الدكتاتورية الدينية بكل أجنحتها، إنهم مستعدون لدفع أي ثمن من أجل تحقيق الحرية وإني لا أتردّد في أن إيران ستتحرّر قريبًا إن شاء الله.

يقظة وحزم

وذكرت "رجوي" أن طرد سفير نظام الملالي وثلاثة دبلوماسيين تابعين له من ألبانيا، يبيّن يقظة وحزم سياسة ألبانيا والتزام الدولة الألبانية بالقيم الإنسانية، كما يوضّح من جهة أخرى طبيعة الدكتاتورية الدينية الإرهابية الحاكمة في إيران والتي لا تصلح للتغيير.

يجب اتخاذ سياسة حازمة

وأكدت "رجوي" أن تعامل ألبانيا يجب أن تكون مثالًا تحتذي به الدول الأخرى لاسيما في أوروبا؛ مشددة على نبذ سياسة الاسترضاء التي كانت تمنح الفرصة ليصول ويجول فيها الإرهاب، قائلة: "حان الوقت لاتخاذ سياسة حازمة تجاه مصدر الإرهاب والتطرف، وأن المراهنة على هذا النظام الآيل للسقوط محكوم عليها بالفشل".

ضربات ألبانيا للنظام

وقبل هذا اللقاء التاريخي بين زعيمتي ألبانيا والمقاومة الإيرانية، وجهت دولة ألبانيا ضربات قوية خلال الشهر الحالي، استطاعت كبح جماح نظام الملالي الإرهابي إلى حد كبير في المنطقة عامة وألبانيا خاصة، تمثلت آخرها في إغلاق مركز للإرهاب تابع لنظام «الملالي» الحاكم في إيران، ويعرف هذا المركز باسم مدرسة «سعدي» ومركز الاستشارات الثقافية لنظام الملالي في ألبانيا.

وأكدت صحيفة «ألبانيا ديلي نيوز»، أن وزير التعليم الألباني «بسا شاهيني» اعتمد قرار إغلاق هذا المركز وتعليق جميع أنشطته، في حين طلبت الوزارة إعادة جميع الرسوم المتبقية للطلاب وجميع الوثائق اللازمة للتسجيل في المدارس الأخرى، وتقديم سجلاتهم، إضافة إلى تشكيل لجنة ثلاثية لمتابعة عملية إغلاق المدرسة. 

طرد دبلوماسيين تابعين للنظام

ليس هذا فحسب، فخلال الأسبوع الماضي، اتخذت ألبانيا قراراً بطرد دبلوماسيين، تابعين للنظام الإيراني، وهما محمد علي أرز بيمانماتي، وسيد أحمد حسيني الاست، وكانا يقومان بنشاط لا يتناسب مع وضعهما الدبلوماسي في البلاد، في إشارة لأعمال منافية للأمن وعمليات تجسس.

ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار الألباني، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، إن الولايات المتحدة ترحب بقرار ألبانيا بطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين، فيما أكدت قائلة: "إيران مستمرة في استخدام منشآتها الدبلوماسية في أوروبا وغيرها كغطاء للتخطيط لهجمات إرهابية والتجسس على مواطنيها بالخارج وتهديدهم".

أوكار تجسس

وفي ذات السياق قالت مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن طرد الحكومة الألبانية لدبلوماسيين تابعين لنظام الملالي، يعتبر عملا شجاعا، لا سيما في طريق مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن للشعب الألباني واللاجئين الإيرانيين.

وأشارت "رجوي" أن على الدول الأوروبية الأخرى أن تحذو حذو ألبانيا في هذا المجال، مشيرة إلى أن ممثليات نظام الملالي أوكار للتجسس والإرهاب، إذ أنّ أغلب الدبلوماسين التابعين لهذا النظام ليسوا سوى عناصر من وزارة المخابرات، أو قوات الحرس أو كوادر تلقّوا تدريبات إرهابية وتجسسية لخدمة الأجهزة الاستخباراتية.