رامي رشدي يكتب: 4 قيادات حول "الطيب" لهم علاقات مشبوهة بـ"الإخوان"

مقالات الرأي



رئيس جماعة الأزهر لم يواجه تطرف طلاب الجماعة.. وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين "ربعاوية" موالية لـ"حازمون".. والأمين المساعد لـ"البحوث الإسلامية" تخصص تحريض طالبات

المشرف على الأروقة الأزهرية ينشر أفكار الجماعة بين الوافدين الأجانب

لما يكن تقديم المستشار محمد عبد السلام، المستشار القانونى لمشيخة الأزهر استقالته من منصبه وعودته إلى وظيفته الأصلية فى القضاء خبراً عاديا، ولكنه نبأ لو تعلمون عظيم، انتظره العاملون فى الأزهر طويلاً لأن المؤسسة الدينية الأكبر فى العالم الإسلامى تخلصت من شخصية مثيرة للجدل كانت بجوار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

المستشار محمد عبدالسلام، لم يعد له علاقة بالأزهر أو شيخه، مثل المثيرين للجدل الذين سبقوه على غرار الدكتور عباس شومان، الوكيل السابق للمشيخة، والجزائرى الغامض الدكتور محمد سليمانى، الذى أثير حوله لغط كبير، وجميعهم لهم علاقة غامضة بجماعة الإخوان.

لا يعنى رحيل الثلاثة، عبد السلام وشومان والسليمانى، أن الدائرة المحيطة بالطيب خلت من أشخاص لهم علاقة بالجماعة الإرهابية، وأن المؤسسة الدينية الأكبر فى مصر والعالم الإسلامى أصبحت طاهرة ممن لهم علاقات أياً ما يكون نوعها بالجماعة الإرهابية إذ رصدت «الفجر» وجود أشخاص آخرين من نفس النوع ممن لا يزالون نائمين فى حضن المؤسسة الأزهرية دون أن يعنى ذلك أنهم غير مؤثرين أو نشطين ولكن العكس، إذ إن هؤلاء من المؤثرين والقريبين من صنع القرار فى الأزهر، لأنهم صنيعة الراحلين الثلاثة، وكأنه كتب على الأزهر أن يظل مثقلاً بمن يطعنونه فى الظهر.

1- إذا أردت أن تعرف حجم المصيبة التى تعيشها مؤسسة الأزهر، يكفى أن تعرف أن الدكتور محمد حسين المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، وهو أحد رجال المستشار محمد عبد السلام، المخلصين، وتم اختياره فى المنصب خلفاً للدكتور أسامة العبد، فى وقت عصيب كانت الجامعة أقرب لقلعة يستخدمها طلاب الجماعة لإثارة الذعر فى مصر كلها، وتصوير أن طلاب الجامعة من أنصار الجماعة، وفى هذه الظروف الحساسة والمشتعلة لم يتخذ المحرصاوى أى إجراءات لمواجهة نشاط طلاب الإخوان داخل الجامعة، والذى وصل لحد إهانة الدولة والشعب معاً كما تحولت قاعات المحاضرات إلى منصة لتأليف الشتائم ضد المصريين على يد أحد مدرسى الجامعة ويدعى إبراهيم عبد الله، مدرس الاقتصاد بكلية التجارة الذى كان يلقى خطباً لتأييد جماعة الإخوان وتجنيد مزيد من الطلبة لها.

فى عهد المحرصاوى، كان ورق أسئلة الامتحانات يروج لشعارات الإخوان، وكان الأساتذة يروجون لأفكار ابن تيمية ويوسف القرضاوى، مرجعية الجماعة، ونشرت الجامعة كتب أعضاء هيئة التدريس المنتمين للجماعة رغم أنهم هاربون إلى الخارج ويهاجمون الدولة مثل الدكتور أحمد ذكر الله.

وانتشرت فى أروقة كلية التربية مذكرات دراسية عليها شعارات جماعة الإخوان، فيما كان طلاب الجماعة ينشرون أفكارها ويجندون مزيداً من زملائهم لأفكار الجماعة دون مواجهة أو تضييق من أحد.

2- الدكتورة نهلة الصعيدى، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، هى الشخص الثانى فى القائمة المحيطة بالدكتور الطيب، وتتولى منصباً غاية فى الأهمية؛ لأنها تشرف على خريجى الأزهر من أبناء الدول العربية والإسلامية، الذين يتعلمون فى الجامعة وينشرون أفكار المؤسسة فى بلادهم ويكونون فى الصف الأول فى مواجهة الأفكار المتطرفة، بجانب أنهم أحد عناصر قوة مصر الناعمة فى دولهم.

السيرة الذاتية للدكتورة نهلة الصعيدى، تشير إلى أنها كانت وكيلاً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، فى عام 2013 وعندما كانت فى المنصب شهدت الكلية أشرس مظاهرات لطالبات الأزهر المنتميات للإخوان الإرهابية، واللائى كن يحرضن خلالها على قتل رجال الجيش والشرطة عقب ثورة 30 يونيو.

ويرى الباحث فى مجال الأزهر محمد أبو العيون، أن تطرف الطالبات يعكس صورة من الفكر المتطرف الذى تنشره «الصعيدى»، فى إطار عملية «أخونة الأزهر» التى تعتبر حلماً للجماعة، من خلال الكتب الدراسية المقررة على الطالبات رغم نجاح ثورة 30 يونيو، وبإشراف الصعيدى باعتبارها المختصة بالأمر، منها تدريس كتاب «أبرز المؤسسات الدعوية فى القرن العشرين»، للدكتور بكر زكى إبراهيم عوض، العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة، عام 2014، وهو أحد نتائج عمل لجنة ترأسها المؤلف لوضع كتب موحدة يدرسها طلاب وطالبات الجامعة، إذ يتضمن الكتاب فصلاً كاملاً عن جماعة الإخوان يصفها بـ«كبرى» الجماعات الإسلامية ويتحدث عن قياداتها وأعضائها وكأنهم ملائكة أرسلهم الله لهداية الأمة الإسلامية، ويصف حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية بـ«الإمام الذى تمتع بذكاء خارق»، موضحاً «أصول الإسلام الـ20 عند البنا، كما اعتبر أن أحكام الإعدام الصادرة بحق عناصر الجماعة فى عام 1965 فى قضية تنظيم الإرهابى سيد قطب المرجع الفكرى لجماعات العنف والإرهاب فى العالم، كانت لأن هؤلاء علماء.

ويكشف أبو العيون أن نهلة الصعيدى، تنتمى لجماعة «حازمون» الإرهابية، التى أسسها الداعية المتطرف حازم أبو إسماعيل، وهو أمر واضح من خلال منشوراتها على صفحتها بموقع «فيس بوك»؛ التى تتضمن سخرية من الشرطة والقضاء وبقية مؤسسات الدولة بجانب إعلان دعمها لـ«أبو إسماعيل» بنشر صوره، كما كتبت تعليقاً فى 25 أكتوبر 2013 وصفت فيه نفسها بأنها «ربعاوية»، تحب المعزول محمد مرسى، وتتمنى أن ينصره الله على «أعداء الوطن».

ورغم تحريضها على العنف إلا أنها تولت عمادة كلية العلوم الإسلامية للوافدين، ثم رئاسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، وأصبحت أكثر قرباً من الدكتور الطيب وتظهر بجواره فى مناسبات محلية وعالمية.

3- الشخصية الثالثة من الدائرة الجهنمية التى تحيط بالطيب، هى تلميذته الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، ولها دور بارز فى الترويج للأفكار الإخوانية بين طالبات الأزهر والتحريض ضد الدولة، وضد رجال الجيش والشرطة، ورغم ذلك أسند إليها، منصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، لتختص بشئون الواعظات وتدريب الداعيات وتنمية مهارات الدعوة لدى سيدات الأزهر، لتصبح أكثر تأثيراً.

4- أما الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأروقة الأزهرية، فكان يشغل منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين، وتم اختياره متحدثًاً رسميًا للأزهر فى وسائل الإعلام منذ عام 2016، إضافة إلى اختياره مشرفًا عامًا على الجامع الأزهر والأروقة الأزهرية.

وعبد المنعم فؤاد، كما يقول «أبو العيون» أحد المقربين جدًا من شيخ الأزهر، يعمل حاليا عميدا لكلية الدراسات الإسلامية للوافدين، وهى المكان الذى يتم من خلاله استقطاب الطلاب الأجانب للانضمام إلى التنظيم الدولى للإخوان، استكمالًا لخطة مؤسس الجماعة حسن البنا، والذى أنشأ قسم «الاتصال بالعالم الإسلامى» خصيصًا لهذا الغرض، وهو الدور المشبوه الذى يتم استكماله حالياً.