مُهدد بكارثة.. ما هو معبد "ديبود المصري" الذي أهداه عبدالناصر لإسبانيا؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


«إن آثار مصر لا تخص مصر فقط، بل تخص العالم كله»..، كلمات قالها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعد تعرض معابد النوبة للغرق بعد اكتمال بناء السد العالي، كانت المعابد في هذا الوقت مُهدده بكوارث غير مدروسة، الأمر الذي جعل الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة -آنذاك-، يتشاور مع "ناصر" لنقل المعابد المصرية لدول أخرى من أجل الحفاظ عليها من الضياع.

 تاريخ المعبد

معبد ديبود، هو تاريخ مصري قديم، امتزج بالحضارة والجمال، إذ شيده الكوشيين داخل النوبة، ليظل تحفة معمارية عبر مر العصور، حيث يُعد من الآثار النادرة حول العالم، كونه امتزج بالتاريخ الفرعوني والنوبي والإغريقي والروماني، لكن طالته حرب الشائعات، خاصة بعد الترويج للتنازل عنه من قبل مصر لإسبانيا، وهو الأمر الذي ليس له أي أساس من الصحة.

رحلة إنقاذ 

رحلة إنقاذ تبناها الراحل جمال عبدالناصر والدكتور ثروت عكاشة، برعاية اليونسكو، لإنقاذ آثار مصر، بدأت بتعاون دولي فى 22 سبتمبر 1968، واستمرت بمشاركة الكثير من الدولة، حيث ساهمت الولايات المتحدة بأكبر مبلغ في ذلك الوقت وهو 50 مليون دولار، إلى جانب مشاركة إيطاليا وإسبانيا وهولندا.

زاهي حواس يفتح ملف ديبود

زيارة مُفاجئة من زاهي حواس، إلى مدريد بإسبانيا، تحديدًا بمتحف ديبود، لم تمر الزيارة سريعًا، ولكن استرجع زاهي حواس ذكريات التاريخ الفرعوني والنوبي والإغريقي. 

يخشي حواس على المتحف من الضياع وسط سقوط الأمطار بمدريد وعدم توفير سبل الحماية الكاملة للتاريخ المصري داخل إسبانيا، الأمر الذى دعا حواس بحماية المعبد من الأمطار وعوامل التعرية، وإلا إعادته إلى مصر على الفور، واصفًا ذلك بأنه “أفضل لكم ولنا بل للبشرية جمعاء”.

كلمات العالم المصري الدكتور زاهي حواس لم تكن بسيطة على إسبانيا، إذ قال نصًا: "إنني مندهش للعمل الجيد الذي قمتم به لإعادة بناء هذا المعبد، خاصة في قلب العاصمة مدريد، ونحن سعداء بأن تم إهداؤكم هذه الجوهرة لما قدتموه لمصر وشعبها، وذلك بمساهمتكم في إنقاذ معابد وقرى النوبة، ولكن لابد من حماية المعبد من الأمطار وعوامل التعرية وذلك أفضل لكم ولنا بل للبشرية جمعاء، فهو ملك للعالم أجمع، وكما تعلمون أن مصر أهدت 3 معابد أخرى لإيطاليا وأمريكا وهولندا، وثلاثتهم قد قاموا بتغطية المعابد لحمايتها من عوامل الجو ما عدا إسبانيا التي أغفلت ذلك".

وشرح  حواس، خطه العناية بالمعبد المصري منذ عام 1968، حتى اليوم، الأمر الذي جعل عمدة مدريد، يُشكل لجنة عاجلة لدراسة كيفيه حماية معبد "ديبود" من الأمطار.

تخوفات إسبانية

في سياق متصل، قالت كارمن بيبرس وزيرة السياحة الإسبانية: “إن معبد ديبود المصري إذا لحقه الضرر من جراء الأمطار، وإذا انتزعه منا "زاهي حواس" وأعاده إلى مصر، سيكون ذلك كارثيًا على السياحة التي تستقبلها مدريد، لأن هذا المعبد هو درة آثار مدريد وأكثرها قدما وتاريخًا".

وقالت كارمن بيبرس، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي عقد بمعبد "ديبود"، إن زيارة "حواس" للمعبد ومطالبته بحمايته استطاع بها أن يحقق في ساعة ما لم يحققه السياسيون الإسبان وعلماء المصريات منذ زمن.