بمناسبة عيد الحب.. قصص الغرام في الحضارة الإسلامية (صور)

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


عيد الحب والذي يوافق الرابع عشر من فبراير كل عام، ارتبط بالحضارة الغربية، ورغم ذلك انتشر عالميًا وصار يومًا للتعبير عن مكنون المشاعر بين كل محبوب ومحبوبته. 

شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، قال إن الحب شعور إنساني رقيق لا يرتبط بحيز جغرافي أو بمنطقة معينة، وفي كل زمان ومكان عرف الإنسان الحب، وقد انتقلت من مكان لآخر أشهر قصص الحب عبر العصور. 

الحب العفيف الطاهر والذي تكون نهايته شرعية هو أعظم أنواع الحب 

وأضاف فوزي في تصريحات إلى الفجر، أن الحضارة الإسلامية عرفت ألوان الحب والعشق وعبرت عنها بأساليب مختلفة، وكان أول من عبر عن ذلك هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن زوجته خديجة بنت خويلد عندما قال عنها "لقد رزقنى الله حبها".

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبر صاحباتها ويستقبل أختها بالبشاشة ويهدى إذا ذبح أصدقائها حتى أنه لم يتزوج في حياتها ويذكر دائما أنها كانت السند والدعم له في دعوته عندما تخلى عنه الناس. 

وتابع: إذ ما تجولنا فى العصر الأموى نجد القصة الرومانسية الشهيرة لقيس ابن الملوح، وابنة عمه ليلى العامرية، تلك القصة الرومانسية الرائعة التي لم تختتم بخاتمتها الطبيعة الزواج، لتعنت والد المحبوبة ليلى، هام قيس في الصحارى والبرية، حتى أخذوه إلى الحرم كي يدعو بنسيان ليلى، فإذا به يتعلق بأستار الكعبة داعيًا الله أن يجعله متعلقًا بحب ليلى. 

وأضاف أنأشعار قيس أثرت في الأدب العربى والأدب الفارسى كذلك، حيث نجد المخطوطات الفارسية تعج بتصوير لقصة حياة قيس وهيامه فى البرية مع الحيوانات المتوحشة.

وأشار فوزي إلى أن العصر الفاطمي في مصر شهد قصة حب ملتهبة حيث عرف عن الخليفة الآمر بحبه الشديد لإحدى البدويات، حتى تزوجها، وبنى لها قصر الهودج في جزيرة الروضة كي تتنزه فيه. 

وقام الحاكم بأمر الله الفاطمي بعمل جهاز أمنى من النساء كبار السن، حيث كان دورهن دخول البيوت والتجسس على الناس ومنهم العشاق وكانت العاشقة أو التي تتخذ صاحبًا أو عشيقًا يتم عقابها، وأتى هذا الفعل في إطار الأفعال الغريبة للحاكم بأمر الله الفاطمي.

وأشار فوزي إلى أن العصر المملوكى عرف النساء اللاتي يقمن بمساعدة العشاق باللقاء، وشهد هذا العصر قصة حب ملتهبة مشابهة لقصة قيس العامري، وكانت لشخص يدعى بـ "ابن حطيبة" والذي أحب امرأة حبًا شديدًا ولكنها فضلت عليه غيره، فأصابه لوثة عقلية ونزع ثيابه وصار مهلهل الهيئة حتى قيل في حاله شعرًا، فقالوا فيه: 

"سري فضحني وأنت سرك قد صنت 

قصدي رضاكي وأنتي تطلبي لي العنت

ذليت من بعد عزي

في الهوى وهونت 

ياليت فى الخلق 

لا كنتى ولا انا كنت

وختم فوزي كلماته قائلًا إنه قد وصلتنا الكثير من التصاوير التي تحكي قصص العشاق ومناظر لقاءاتهم وذلك في التصاوير الإيرانية، والمغولية الهندية، وهو ما يدل على أن الحضارة الإسلامية في كل بقاعها عرفت الحب وكان ذا مكانة عالية لديهم حيث حكت آثارهم عنه.