"الفجر" تخترق قرية النصر.. "الثأر يحصد أرواح شباب الإسماعيلية" (فيديو)

محافظات

بوابة الفجر


للثأر أسباب عدة، ولكن تختلف في قرية النصر التابعة لمركز ومدينة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية والتي يبلغ عدد سكنها أكثر من 60 ألف نسمة، خلافات معظمها بسيطًا لكنها تطلق شرارة حرب تحرق بنيرانها الأخضر واليابس، أكثر من 15 عائلة وقبيلة بدوية يتنازعون على الأقوى.


قتل وخطف وإشعال النيران في المنازل وترويع المواطنين منذ 20 عامًا، ولم تنتهي حتى الآن، وعندما يقتل شخص من عائلة علي يد عائلة أخرى، يبحث أهل المغدور عن القاتل للانتقام منه، ولا يسقط هذا الثأر بمرور الزمن بل ويتحول إلى مهمة متوارثة من جيل إلى جيل حتى تنفيذه، والقبيلة التي عجز عن الأخذ بثأرها من القاتل، يطلق عليها عائلة أو قبيلة العار، وتحديدًا عندما تسبقها الأجهزة الأمنية في الاقتصاص منه ومحاكمته، ولا تعترف عائلات وقبائل قرية النصر بالقضاء ومحاكمة القاتل وهو ما أدى إلى حصد أرواح الكثير من شباب القرية خلال السنوات الماضية.

"قبائل وعائلات تبحث عن الثار في الإسماعيلية"

يقول حسن صابر، الملقب بشيخ قرية النصر في محافظة الإسماعيلية لـ " الفجر" قرية النصر التابعة لمركز القنطرة غرب، تضم عدد كبير من العائلات والقبائل وهم، البياضية، والسواركة، والمساعيد، وبلي، والرميلات، والعيايدة، والعكور، والاخارسة، والصعايدة، والشعيبات، والترابين، وعائلات موافي، والسعيد، واليماني، والربايعة، وكل من تلك القبائل والعائلات بينهم من قتل وقتل ومازالت عائلة المقتول تبحث عن القتل والأخذ بالثأر، وذلك برغم من ضبط القاتل ومحاكمته أمام القانون، ولكن يختلف الأمر بين عائلات وقبائل قرية النصر هم لا يعترفون بالقانون، بل أصبح القانون الذي يحكمهم هو قانون الأخذ بالثأر.

"فشل المجالس العرفية واحتواء الخلافات"

ويروي حسن صابر، والذي خرج عن صمته عن عدد من جرائم القتل المتعددة التي شهدتها القرية خلال السنوات السابقة، منذ 20 عامًا وجرائم القتل مستمرة بالقرية، وذلك بعد فشل جميع الجلسات العرفية واحتواء الخلافات بين العائلات والقبائل، بسبب عدم قبول أهل القتيل تقديم العائلة الآخرة الكفن ودفع الدية والتي تصل من مليون الي 5 ملايين جنيه، وأسرار عائلة القتيل بالأخذ بالثار، أو خطف أطفال وشباب من عائلة القاتل وقتلهم وأشعال النيران في منازلهم.

"هروب العائلات خوفه من الثار في الإسماعيلية"

وأكد حسن صابر، في السنوات السابقة أقدمت عائلة أبو الفضل علي قتل شاب من قبيلة البياضية، عن طريق ذبحه ودفنه في حديقة المانجو، وذلك بسبب خلافات مالية بينهما، وتم إلقاء القبض علي القاتل، ولكن مازالت قبيلة البياضية تبحث عن الثار حتي ألان، والتربص لكبار عائلة ابو الفضل الذي هرب معظم أفرد عائلتهم الي محافظات بعيدة خوف من القتل، وتركوا الأراضي التي أصبحت بور جرداء بالإضافة الي المنازل بجميع محتوياتها، وذلك لأنهم لا ضعفاء لا يمتلكون السلاح.

"عائلات وقبائل قرية النصر تحمل السلاح وتبحث عن القاتل"

وأضاف شيخ قرية النصر، قامت قبيلة بلي بقتل شاب من قبيلة البياضية يدعي" كامل أبوشامي، بطلق ناري بالرأس، وذلك بسبب استعراض القوى من قبيلة بلي أمام قبيلة البياضية عن طريق حمل السلاح الالي، وفشلت جميع الجلسات العرفية بينهما ودفع الدية لاهل القتيل، ومازال العائلتين يشعلان النيران في أهالي الطرفين، وإطلاق الأعيرة النارية علي أي مواطن يسير علي الطريق الرئيسي للقرية، أو يعمل في الأرض التي يمتلكها.

كما أقدمت قبيلة العيايدة علي قتل 3 أشخاص من قبيلة السواركة، بالأعيرة النارية، بسبب لهو الأطفال، وأثناء أحد الجلسات العرفية بينهما أقدم أحد أفراد عائلة السواركة وكان يحمل سلاح الي بقتل 5 أشخاص من قبيلة بلي، أمام جميع الحاضرين دون شفقه أو أحسان، ولم تتلقي أحد القبلتين العزاء في قتيليهما حتي الان، ومازالت عمليات التربص من الطرفين مستمرة، وفشلت جميع محاولات الصلح مرة اخرى بين الطرفين، وأصبح معظم أفراد العائلتين يحملون السلاح في كل مكان علي مرء ومسمع جميع المسئولين بمركز ومدينة القنطرة.

ويختلف الأمر تمامًا عندما أقدمت قبيلة العكور علي خطف 4 أطفال من عائلة أبوسعيد، والمطالبة بالفدية والتي تقدر بمليون جنيه لكل طفل، ولهدف من ذلك هو جمع قبيلة العكور الأموال لشراء السلاح والذخيرة حتي تظل الاقوى بالقرية، وبعد ذلك تقدم عائلة أبوسعيد علي قتل شابين من قبيلة العكور ردا علي خطف الأطفال، ويظل مسلسل الثأر مستمر بالقرية، وتكون رسالة لباقي القبائل والعائلات ان عائلة أبوسعيد وقبيلة العكور هم الأقوى، ويظل أطلاق النيران المجهولة في الليل مستمرا حتي الصباح، والتربص كل من العائلات والقبائل للأخر.

وأصبح معظم كبار وشباب القبائل والعائلات بالقرية يحمل السلاح، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل ترك معظم الأطفال المدارس، وتفرغ معظم إفراد العائلات لرصد الطرف الأخر، للأخذ بالثأر أو إشعال النيران في منزلهم وقتل المواشي التي يمتلكونها، أو خطف الأطفال.