عاجل.. "الأزهر للفتوى" يحذر من "لعبة الموت"

أخبار مصر

شيخ الأزهر الدكتور
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب


قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن هناك بعض المواد المُصوَّرة والمُتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لما يسمى بـ"كسّارة الجمجمة".

وأضاف المركز، في بيان اليوم الاثنين على "فيسبوك"، أن "كسّارة الجمجمة" لمن لا يعرفها هي لُعبة أو كما تُسمى في عالم مواقع التواصل الاجتماعي "تحدٍ"، يقوم فيه شخصان بالتغرير بشخص ثالث، وإقناعه بأنهما يصوران مادة (فيديو) للتّسلية.

وتابع أنه يُتطلب من الشخص الثالث لإنجاح العمل، أن يقفز معهما إلى أعلى حتى إذا كانوا جميعًا في الهواء؛ أسقط الشخصان صاحبهما أرضًا؛ ليقع من فوره على جمجمته؛ وليُختَتَم الفيديو بأصوات ضحكاتهم المُتعالية، ورغم نهاية الفيديو الضَّاحكة إلَّا أن قصَّة الفتى المصرُوع المؤلمة لم تنتهِ بعد.

وأورد أن لُعبة كهذه ليست من مثُيرات الضَّحك لدى أصحاب الطبائع السّوية، ولا دُعابة فيها أو تسلية البَتَّة؛ إذ هي "لعبة الموت" في الحقيقة، وتؤدي إلى إصابات بالغة، وأضرار جسيمة، كاختلال القُدرات العقلية والإدراكية، وارتجاج المخ ونزيفه، وكسر الجُمجمة، وكسر العمود الفقريّ، وإصابة الحبل الشّوكيّ، والشّلل، والموت.

وحذّر الإسلام من تعريض النّفس لمواطن الهلكة؛ فقال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقال صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ"، قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: "يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ" [أخرجه الترمذي].

وأكمل أنه كما أُمر الإنسانَ بحفظِ حياةِ وصحةِ نفسه، أُمر كذلك بحفظِ حياةِ وصحةِ غيره، وحرَّم إيذاء النفس أو الغير بأي أنواع الإيذاء؛ إذ المؤمن سلام لكل من حوله؛ قال صلى الله عليه وسلم: "المُسلِمُ مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لِسَانِه ويَدهِ، والمُؤمنُ مَن أَمِنَه النَّاسُ عَلى دِمَائِهم وأموَالِهِم" [أخرجه أحمد]

وبيّن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حكم هذا السُّلوك المرفوض والمُحرَّم؛ مهيبًا بأولياء الأمور في البُيوت، والمُعلمين في قطاعات التَّعليم ومراحله، أن يُنكروا أمثال هذه التَّصرفات غير المسئولة من الأبناء والطلاب، وأن يوجِّهوهم لما فيه سلامتهم، وأن يَحُولوا بينهم وبين إيذاء أنفسهم أو غيرهم.

واستشهد المركز بقوله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.." [مُتفق عليه].

وشدِّد المركز على ضرورة تكاتف أبناء الوطن ومؤسساته الدِّينية والإعلامية والتَّعليمية والتَّثقيفية؛ للتوعية بأخطار ثقافة التقليد الأعمى، ونبذ السُّلوكيات العُدوانية المُشينة، ورفض الأفكار الهدَّامة والدَّخيلة على مجتمعاتنا عبر شبكة "الإنترنت"، والحرص على تدعيم الاستقلالية لدى أفراد المجتمع عامة، والنشء خاصة.