"قتله وولع في التوك توك".. أهالي الضحية يروون لـ"الفجر" تفاصيل مؤلمة في الجريمة (فيديو)

حوادث

أهالي الضحية
أهالي الضحية


داخل منزل بسيط خيم الحزن على أرجائه، مكونًا من طابقين، بمنطقة الشوبك الغربي، التابعة لمركز البدرشين، بجنوب المحافظة، جلس بطابقه الأرضي، والدي طفل لم يتجاوز عمره الـ14 عاما، وجدته وشقيقته، وزوجها وأقاربه لاستقبال رجال ونساء القرية، لتلقى واجب العزاء بعد فقدانهم ثالث أبنائهم "محمد رضا"، وهو طالب بالصف الثاني الإعدادي، بعد أن قُتل خنقا، بهدف سرقة "التوك توك" قيادته.

والدة المجني عليه: "ابني طلب مني أزوره كل يوم وأقرأله الفاتحة"
في منتصف إحدى غرف الطابق الأرضي كانت تجلس سيدة خمسينية العمر، اتشح قلبها بالسواد بعد فقدانها أحد أبنائها، حال عمله على التوك توك ملك زوج شقيقته الأكبر منه، وبدأت حديثها إلى الفجر، قائلة: "ابني اسمه محمد مسمي على اسم "جده" وكنا نقول له (مصطفى)، وعندي كريم ودينا أكبر منه، وملك أصغر منه، وفي يوم الجريمة خرج يبدل أنبوبة بوتاجاز لأخته، وبعدها خرج يشتغل على التوك توك، وكانت حوالي الساعة 7 مساءً، وتأخر عن ميعاد وصوله، وخرجوا للبحث عنه، وبعدها عرفت إنهم لقيوا على التوك توك وشبشب مصطفى، شعرت إن إبني قُتل، وطلبت من الله أن يثبتني عند خبر وفاته، ولم يمر سوي ساعات قليلة، وسمعت خبر وفاته، وطلبت أشوفه قبل دفنه.. ربنا يرحمه كان دائما يقولي: لما أموت يا أمي كل يوم زوريني انتي وأبويا، وأقرأوا لي الفاتحة".

زوج شقيقته: "المتهم قتله وولع في التوك توك"
والتقط زوج شقيقته الحديث قائلا: يوم الجريمة مصطفى عند تأخر وخرجت أبحث عنه، وشوفت إسلام (المتهم) كان بيولع في التوك توك، وخوفت يهرب، وسيبته ومشيت اتصلت بوالده ووالدي، وتوجهنا لمنزل والد إسلام، ووجدنا وقتها إسلام بدل ملابسه، فقلنا له: "مصطفى فين"، فقال لنا: "نزلته على طريق المريوطية ومفيهوش حاجة"، ونزل معانا ندور على مصطفى في مكان بعيد عن الجريمة، وعثرنا على الشبشب الخاص به، وأخذنا نبحث عنه في الزراعات، لكن دون جدوى، وعدنا إلى المنزل، وكانت حوالي الساعة 7 صباحا، ووقتها اتصل مأمور القسم بوالد مصطفى يطلب منه التوجه إلى القسم، وذهبنا نبحث عنه مرة أخرى بعد طلوع النهار، وذهب والدي لمكان حرق التوك توك، وفوجئ بجثة مصطفى ملقاة على الأرض، وملفوف بـ"شال"، حول رقبته، متابعا: "كاميرات المراقبة رصدت مرور التوك توك، من أمام كمين الشرطة، وكان وقتها معه جثة مصطفى داخل جوال وألقاه مكان العثور على جثته".

زوجة خال الضحية: "كان نفسه يموت شهيد"
وواصلت زوجة خال الضحية الحديث: "من حوالي شهرين تعلم مصطفى قيادة التوك توك، الخاص بـ"زوج شقيقته"، الشهير بـ"عبده"، وكان يعمل عليه نهارًا، ويعمل محمد عليه ليلًا، وكان يعمل بنطاق المركز، وكنا بنقوله ركب الناس اللي تعرفها ومتركبش حد غريب، وركب القاتل معاه لأنه عارفه"، مضيفة: "ربنا يرحمه كان طفل معندوش إلا الضحكة، على وشه"، مشيرة إلى أنه كان دائمًا ما يجلس بجوار شيخ الجامع ويقوله: أنا نفسي أموت شهيد، مش اللي بيموت شهيد بيدخل الجنة!!، وكان نفسه أبوه يغسله يوم وفاته، لكنه كان في القسم وقتها، الله يرحمه نحتسبه عند الله شهيد".

والده:" كنا في المقابر يوم الجريمة"
واستكمل ووالده رواية القصة قائلًا: "يوم الجريمة كنا في المقابر بنزور جده، بعد صلاة الظهر، وكان موجود يافطه في المقابر شكلها جميل، فقولت له: لما أموت يا مصطفي اعملي واحدة زيها، لكنه قالي: لا يا أبويا لما أموت اعملي إنت واحدة زيها، ورديت عليه وقتها، وقلت له: لا يابني متقولش كده"، مضيفا: "ربنا يرحمه كان يقول: مش اللي يموت في الجيش يكون شهيد، أنا نفسي أموت في الجيش أو أموت شهيد".

في أقل من 4 ساعات.. أمن الجيزة يكشف ملابسات الجريمة
ونجح رجال الإدارة العامة لمباحث الجيزة في أقل من 4 ساعات في كشف ملابسات العثور على جثة سائق "توك توك" مقتولًا أسفل كوبري المرازيق بنطاق مركز شرطة البدرشين، وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بعدما تلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارا من العميد علاء فتحي، رئيس قطاع جنوب الجيزة، بورود بلاغًا للرائد محمد طبلية رئيس مباحث مركز شرطة البدرشين، من سائق، 49 سنة، بخروج نجله سائق توك توك، 14 سنة، للعمل على الـ"توك توك" ملك أحد الأشخاص، وبعد تأخره، خرج أهليته للبحث عنه فعثروا على "التوك توك" قيادة نجله بعد كوبري المزاريق دائرة المركز، وتبين له بعد ذلك أن "التوك توك" بحوزة سائق 32 سنة، وقيام بتقطيع المشمع الخاص بسقف "التوتوك" ومحاولة حرقه.

ووجه اللواء عاصم أبو الخير، مدير المباحث الجنائية بالقطاع بانتقال قوة أمنية لمكان البلاغ برئاسة العقيد محمد عبد الشكور، مفتش مباحث جنوب الجيزة، للوقوف على ملابسات الواقعة وظروفها، وسرعة ضبط مرتكبيها، وعقب تقنين الإجراءات القانونية، وبمشاركة ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمكن ضبطه وبمواجهته أقر بارتكابه الواقعة، خلال التحقيقات التي أجريت معه بإشراف اللواء محمود السبيلي مدير المباحث، موضحا أنه خنق المجني عليه حتى فارق الحياة، وألقى بجثمانه قبل كوبري المزاريق دائرة مركز البدرشين، مضيفا أنه قتل المجني عليه بقصد سرقة "التوك توك"، موضحا أنه أضرم النيران في "التوك توك" لإخفاء معالمه نظرا لكون المجني عليه من أهل بلدته.