أردوغان لبوتين: يجب التنحي جانبًا في سوريا وترك تركيا للتعامل

عربي ودولي

أردوغان وبوتين
أردوغان وبوتين



صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، أنه طلب من الرئيس فلاديمير بوتين من روسيا التنحي في سوريا وترك تركيا للتعامل مع قوات الحكومة السورية وحدها بعد مقتل 34 جنديًا تركيًا هذا الأسبوع.

وشنت القوات الحكومية، المدعومة من القوات الجوية الروسية، هجومًا كبيرًا للسيطرة على محافظة إدلب الشمالية الغربية، وهي جزء من آخر الأراضي المتبقية التي يسيطر عليها المتمردون بدعم من تركيا.

وأبقت الطائرات الحربية السورية والروسية، اليوم السبت، غاراتها الجوية على مدينة سراقب بإدلب، وفق ما ذكره مرصد الحرب السوري، وتقع المدينة الاستراتيجية على طريق دولي رئيسي وكانت نقطة قتال في الأيام الأخيرة.

وأسفرت الضربات التركية باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الذكية في وقت متأخر من يوم الجمعة، والتي ضربت مقر حزب الله بالقرب من سراقب عن مقتل تسعة من أعضائها وجرح 30 في واحدة من أكثر الهجمات دموية على الجماعة المدعومة من إيران في سوريا، وفقًا لقائد التحالف الإقليمي الذي يدعم دمشق. حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وأعلن المرصد السوري أن 48 من القوات الموالية لدمشق قد قتلوا في غارات تركية في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وصرح أردوغان في مؤتمر صحفي في إسطنبول أنه أبلغ بوتين في مكالمة هاتفية بالوقوف جانبًا وترك تركيا "تفعل ما هو ضروري" مع الحكومة السورية، مضيفاً "تركيا لا تنوي مغادرة سوريا في الوقت الحالي".

وأوضح "لم نذهب إلى هناك لأننا تلقينا دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، ذهبنا إلى هناك لأننا دُعينا من قِبل الشعب السوري. مضيفًا "لا ننوي المغادرة قبل أن يقول شعب سوريا، حسنًا، لقد تم ذلك".

ومع تصاعد التوتر، عقدت روسيا وتركيا ثلاث جولات من المحادثات، لم تسفر الجولة الأولى عن وقف إطلاق النار.

قالت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق من اليوم، أن الجانبين اتفقا في محادثات هذا الأسبوع على تقليل التوترات على الأرض في إدلب مع مواصلة العمل العسكري هناك.

ولكن وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوس أوغلو صرح للصحفيين في الدوحة أنه لا يمكن تسوية قضية إدلب إلا في اجتماع بين أردوغان وبوتين، والذي قال إنه سيعقد في 5 مارس أو 6 مارس.

وتستضيف تركيا حوالي 3,7 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى الأفغان والإيرانيين والمغاربة وغيرهم، ولقد حذرت من أنها لا تستطيع أن تأخذ موجة أخرى من اللاجئين من إدلب.

وأدى العنف في المحافظة الشمالية الغربية إلى تشريد مليون مدني منذ شهر ديسمبر داخل البلاد بالقرب من الحدود التركية في ظروف شتاء يائسة، ربما في أسوأ أزمة إنسانية في النزاع.

وقال أردوغان: إن "18 ألف مهاجر عبروا الحدود إلى أوروبا من تركيا منذ فتح البوابات، دون تقديم أدلة"، مضيفاً أن "العدد قد يرتفع إلى 25000-30000 اليوم".

وتابع: "لن نغلق هذه الأبواب في الفترة المقبلة وسيستمر هذا. يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى الوفاء بوعوده، ولا يتعين علينا رعاية هذا العدد الكبير من اللاجئين لإطعامهم".

وأوضح أن الأموال التي تم تحويلها إلى تركيا من الاتحاد الأوروبي لدعم اللاجئين تصل ببطء شديد، وأنه طلب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن ترسلها مباشرة إلى الحكومة التركية.

وتم إغلاق حدود تركيا مع أوروبا أمام المهاجرين بموجب اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي والذي أوقف أزمة الهجرة 2015-16 عندما عبر أكثر من مليون شخص إلى أوروبا سيرًا على الأقدام.