لمن استطاع إليه سبيلًا.. فيزيتا الأطباء تُطيح بمرضى الغلابة في المنيا

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


"أقسم بالله أن أترك المستشفيات والوحدات الصحية وأن أراعي ضميري رعاية كاملة في عيادتي الخاصة وأن أرفع ثمن الكشوفات ارتفاعًا عاليًا وأن أرسل المريض لمراكز التحاليل والصيدليات التابعة لي".. قسمًا استبدله رواد التواصل الاجتماعي فيسبوك في المنيا، بعدما شعروا بغياب ضمير بعض الأطباء، من ارتفاع أسعار الكشوف وأسعار مراكز التحاليل الخاصة بهم فهكذا تغير قسم الطبيب الذي تحول بعض منهم ملاك الرحمة إلى مشروع استثماري.. حتى أصبح أبناء المنيا فريسة بينهم.

وبين مطرقة عدم الرقابة وسندان الجشع تسطر "الفجر" لكم في السطور التالية معاناة مرضى بسطاء المنيا وإرتفاع فيزيتا الأطباء.

"سماح إحنا نقدر علي الجوع لكن المرض لأ"، بتلك الكلمات التي تصاحبها حالة من العجز عبرت السيدة الخمسينية "سماح محمد حلمي"، من كائني مدينة المنيا، عن معاناتها وتجربتها المؤلمة في التعامل مع الأطباء أصحاب أسعار الكشوف المرتفعة.

وبكلمات على حد تعبيرها قالت سماح: هنجيب منين.. إحنا كل دخلنا مايأكلش العيش الحاف زوجي عامل باليومية».. الغلابة تموت مش من حقها تتعالج إحنا نقدر نستحمل الجوع لكن المرض صعب بيهد الحيل من شوية سخونية تعبوني بس المرة دي كانت جامدة قعدت يومين عضمي مكسر وانا بشتغل في حضانة علي باب الله بساعد جوزي اروح اكشف 150 جنيه وطلب مني تحاليل.

وعن تواصل بعض الأطباء مع مراكز الإشاعة والصيدليات.. استكملت "سماح" حديثها لـ "الفجر": قال الطبيب لي «عرفيهم إنك جاية من عندي علشان يهتموا بيكي وبعد ساعة خدتله التحاليل وقالي تمام الحمد لله وكتبلي العلاج الروشتة مفيهاش حتة فاضية قولتله كل ده علاج قالي لازم اجيبه من الصيدلية آخر الشارع".. في ذلك الوقت كنت قد صرفت جميع ما أملك من المال، الأمر الذي أضطرني أن أقترض مالًا من إحدى أصدقائي.

ومن معاناة "سماح" إلى معاناة الشاب الثلاثيني "مجدي"، الذي أضطرته الآلم الأسنان إلى أن يذهب إلى طبيب أسنان، تفاجأ ابن الخمس والثلاثون عامًا، بسعر حشو الضرس الذي تجاوز 800 جنية، معبرًا عن إرتفاع السعر قائلا: أنا كنت خلعته وارتحت من وجع القلب.. وبعد مرور قرابة 50 يومًا تقريبا شعرت بنفس الآلام.. أخذت قرار ان اغير الطبيب ظنا مني أن أجد الرحمة داخل عيادة أخرى ولكن سرعان ما أخبرني العامل داخل العيادة بسعر الحشو والخلع تخطي 900 جنيهًا.

الكشف المستعجل

وتساءل "عبد الله محمد الصاري"، صاحب السبع والأربعون عامًا، من أبناء مدينة ملوي، هل يوجد رقيب على أسعار الكشف وخاصة الكشف المستعجل؟!.. هذا الفعل يعد إهانة كبيرة للمريض البسيط فدائمًا يشعر بالحرج، فقد ينتظر المريض ساعات كثيرة وهم في انتظار أدوارهم التي تمتد لساعات طويلة.. ليتفاجئ بدخول آخر لا يعاني من مرض شديد ولكن يبدوا علية "ربنا كارمه شوية"، على حد تعبير.

ويناشد أهالي محافظة المنيا عامة ومركز ملوي خاصة الأطباء ذوات القلوب الرحيمة بخفض ثمن الكشف مراعاة للظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها أغلب الاسر التي لا تملك قوت يومها.. كما ناشدوا اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا بسرعة الإنتهاء من مستشفى ملوي العام وتطويرها بالشكل الذي يليق بأدامية الإنسان وسد احتياجاته الخاصة وتوفير الإمكانيات الحل الوحيد للقضاء علي إستغلال بعض الأطباء والمتاجرة بأوجاع وآلام المرضي.