مصطفى عمار يكتب: ماذا لو طبق الرئيس خطة "المناعة الجماعية"؟!

مقالات الرأي



لا تهدأ قطر وأذرعها من مطاردة مصر فى محاولة بائسة ومفضوحة لتضييق الخناق عليها وخنقها اقتصادياً وعزلها دولياً، يسخر أمير قطر كل إمكانيات دويلته لمعاقبة المصريين وتكدير أمنهم لاختيارهم عبدالفتاح السيسى وجيش وطنهم بديلاً لجماعة كانت تدين لقطر بالولاء والطاعة أكثر من مصر، تنفق قطر مليارات الدولارات على وسائل الإعلام العالمية إما من باب الشراء والاستحواذ أو من باب الإعلانات، أو من باب شراء الكتاب والمحللين حول العالم بتوقيع عقود معهم كخبراء ومحللين للعمل ضمن قنوات الجزيرة الإخبارية، بالطبع من سيرفض من هؤلاء عشرة آلاف دولار وأكثر شهرياً فى مقابل تبنى الخطاب القطرى وتنفيذ أجندتها الخارجية، وربما يرى البعض أن هذا الكلام إنشائى وخاضع لنظرية المؤامرة فى تفسير أى صوت يختلف مع النظام الحاكم فى مصر، ولكن هذه الفترة تحديداً هى فترة كاشفة، لمن يريد أن يرى الحقيقة أو لمن يريد أن يعيش حبيس كرهه لمصر ونظامها وشعبها، فمنذ انتشار فيروس كورونا فى جميع دول العالم، لم تشغل قطر ولا أذرعها الإعلامية سوى الحديث عن مصر وإخفائها لأعداد المصابين بفيروس «الكورونا» بها، بدأت منذ اللحظة الأولى فى التشكيك فى الأرقام التى أعلنتها الحكومة المصرية، ولكن المدهش فى الأمر أن تتنازل مؤسسات كبرى عن تاريخها ومصداقيتها إرضاء للمال القطرى، فسقطت الجارديان العملاقة فى نشر بحث وهمى عن وصول أعداد المصابين بالفيروس فى مصر إلى 19 ألف، لتتخطى مصر على حسب هذا البحث المفبرك الوضع فى دولة مثل إيطاليا، والتى تعيش نكبة بسبب إصابة 13 ألف مواطن بها بفيروس كورونا ووفاة ما يزيد على الألف مصاب، فالجارديان العملاقة صاحبة التاريخ الطويل تأكدت أن الوضع فى مصر أخطر من إيطاليا، وأن الحكومة المصرية تخفى حقيقية الأمر وكأنها إذا قامت بالإعلان عن الحقيقية سيخرج الناس فى ثورة للمطالبة برحيل النظام، وهو ما يحلم به أمير قطر ليل نهار وينفق فى سبيله مليارات الدولارات، وبخلاف الجارديان وفضيحتها الكبرى، أكدت نيويورك تايمز هى الأخرى فى تقرير مفبرك أن الوضع فى مصر خرج عن السيطرة وأن الفيروس تحور وأصبح أكثر خطورة، دون أن تمنحنا مصدر لهذه المعلومات التى تفوح منها رائحة المال القطرى النتن! وبعدها نشرت وكالة رويترز العالمية تقريرا عن تعليق دولة المغرب لرحلات الطيران مع مصر والإمارات والبحرين، لتجد أن متن الخبر يخبرك بأن المغرب علقت رحلات الطيران مع 25 دولة من بينها مصر والإمارات والبحرين، لكنها اختارت أن تضع مصر فى العنوان وكأن مصر مصدر الوباء العالمى، هل لهذه الدرجة تبيع المؤسسات العملاقة تاريخها مقابل المال؟!

تخيلت للحظة واحدة أن يخرج الرئيس السيسى على الشعب ليقول لهم ما قاله رئيس وزراء بريطانيا «بوريس جونسون» فى خطابه الشهير للشعب الإنجليزى عن خطة الدولة فى مواجهة «كورونا»، كيف كان سيتقبل المصريون قرار رئيسهم إذا ما أخبرهم أنه سيطبق نظرية «المناعة الجماعية» لأن الدولة عاجزة عن مواجهة انتشار فيروس «كورونا» وأنه لا يملك سوى أن ينتظر أن يصاب أكثر من 40 مليون مواطن مصرى بالفيروس ليموت من بينهم مليون شخص على حسب نسبة الوفيات العالمية، ليكتسب بعدها الشعب مناعة من هذا الفيروس، هل وقتها كان سيرقص أمير قطر ويقيم الأفراح فى دويلته ويتهم الرئيس المصرى بأنه يضحى بالشعب، ولماذا لم تهاجم الجزيرة القطرية الخطة الإنجليزية فى مواجهة كورونا ووجهوا الاتهام لرئيس وزراء بريطانيا بالفشل والتآمر!! فالنار تأكل عقل أمير قطر ودولته لأن المصريين يثقون فى رئيسهم الذى لم يتراجع للحظة واحدة عن مصارحة الشعب بالوضع الحقيقى وبتعطيل الدراسة وما تلاه من إجراءات تحاول تخرج مصر من الأزمة بدون خسائر كبرى، فكل نجاح لمصر هو خنجر فى قلب أمير قطر، وكل هتاف للسيسى نار حارقة تكويه وتنغص عليه حياته، ولكن هذا لن يهمنا لأننا نثق فى الله أولاً وفى وطنية رئيسنا وحرص حكومتنا على أرواح ومصالح شعب مصر العظيم.