الصراع في رمضان.. وكيفية التعايش مع سلوكيات الصوم والتوفيق بينها وبين مغريات الحياة..

 الصراع في رمضان..
الصراع في رمضان.. وكيفية التعايش مع سلوكيات الصوم والتوفيق


دمج الشباب في الأجواء الروحانية للشهر

إن الأجر يتضاعف إلى سبعين ضعفاً

من الظواهر السلبية التسمر أمام شاشات التلفاز

توظيف الطاقات الشبابية بشكل صحيح




محمود الشافعي


مما لاشك فيه أن الجو الروحاني لشهر رمضان المبارك، يفرض نفسه على سلوكيات الأفراد باعتباره شهر الصوم والعبادة، لكن الشباب يجدون أنفسهم في صراع بين مغريات الحياة والرغبة في السهر وارتياد المقاهي من جهة، وبين تأدية فروض العبادة والطاعة التي تستوجبها خصوصية هذا الشهر الفضيل..

وعلى الرغم من اعتراف بعضهم بسلبية الممارسات التي يقومون بها خلال شهر رمضان، إلا أنهم يجزمون أنها تدخل البهجة في نفوسهم، فالسهر حتى ساعات الصباح، وارتياد المقاهي، من الأمور المهمة والطبيعية بالنسبة لهم خلال شهر رمضان.

ولذلك كان لابد من معرفة آراء المواطنين حول كيفية التعايش مع سلوكيات رمضان والتوفيق بينها وبين مغريات الحياة..


محمود أبو الريان معلم في مدرسة خاصة يقول: للأسف، واقع الحال في شهر رمضان بات واضحاً، خاصة لمن ينتمون إلى فئة الشباب، ومن أبرز الظواهر السلبية كما يقول التسمر أمام شاشات التلفاز لمتابعة أكبر كم من السيل الجارف للأعمال والبرامج التي بات منتجوها يتعاملون مع الشهر الفضيل على أنه شهر التربح والكسب الوفير، إضافة إلى فتح المقاهي أبوابها حتى السحور، فلا يجد الصائم بعد أن يتناول طعام الإفطار وقتاً للعبادة وقراءة القرآن، والأصل في هذا الشهر أن نخصصه للتقرب من الله تعالى بالعبادات، وأنا

وتابع :


أرى أنه لزاماً على الأهل أن يبعدوا أبناءهم عن هذه المغريات، بدمجهم في الأجواء الروحانية الخالصة خلال شهر العبادة.


أما مصطفى سالم ، موظف، فيقول إن لشهر رمضان خصوصية عالية بالنسبة له، ويحرص فيه على الصوم وختم القرآن، وتأدية الصلاة في وقتها، ومعها صلاة التراويح. وفي المقابل فهو يؤكد أنه يتابع بعض الأعمال التلفزيونية، ويخرج مع بعض الأصدقاء للجلوس في المقاهي، أو لتناول وجبة السحور في مطعم، لكنه لا يغالي في ممارساته تلك، فشهر رمضان ينبغي أن يكون شهر عبادة.

وينتقد سالم كثيراً ممارسات البعض التي تتناقض، بين فترة ما قبل الافطار وبعده. ويشير إلى أن بعض من يعرفهم يحاولون تنظيم أوقاتهم ليتمكنوا من متابعة المسلسلات واحداً تلو الآخر، وبشكل متواصل، وساعة تلو أخرى، والمحصلة لا وقت للعبادات، وبذلك يفقد الشهر الفضيل قيمته، لأنه شهر للتقرب إلى الله وليس التقرب من الشاشة الصغيرة.

ويستغرب أشرف سالم اختصاصي نفسي سلوكيات بعض الشباب في رمضان، ويقول: في النهار تجدهم بشكل وفي الليل بشكل آخر، وهذا أمر غير طبيعي، وسلوك ينم عن ازدواجية في التصرف، فالأصل أن يكون الشهر للعبادة ولتهذيب النفس، وأن تحيط الهالة القدسية بكل لياليه، فمن غير المعقول أن ينام الشاب طوال النهار وبعد الإفطار ينطلق ليمارس حياة السهر وتدخين الشيشة وغيرها. وينصح العريان الجميع خصوصاً طلبة الجامعات، استقبال رمضان بالحفاوة التي تليق بقدسيته ورفعة شأنه وقدره، خاصة وأنه من أحب الشهور، التي ينتظرها المسلم مرة كل عام ليضاعف بها حسناته وأجره.


أما صبحية الشرقاوى، ربة منزل، فتنتقد السلوكيات التي أصبحت بالنسبة إلى بعض الأشخاص ضمن طقوس الشهر الكريم، فالسهر وارتياد المقاهي والجلوس أمام الفضائيات لمتابعة المسلسلات، أمور لا تمت لرمضان بصلة، مشيرة إلى أن رمضان، هو التوقيت المثالي الذي يحصل فيه الإنسان على جرعات من الغذاء الروحي، ويكون العبد فيه أقرب إلى الله تعالى من اي وقت مضى. وتطالب أبو شمسية الأسر بإبراز خصوصية الشهر وقدسيته أمام أبنائها، وإبعادهم عن السلوكيات الخاطئة، وتبصيرهم بالأجر الذي يحصلون عليه إن تعبدوا وصلوا، خاصة فئة النشء، فهم الأكثر حاجة إلى استغلال الشهر لتهذيب النفس وليكونوا أدوات صالحة ومعاول بناء في مجتمعاتهم.



الطالبة إيمان طوخي، أولى ثانوي أزهري، فترى أن الشباب ينجرفون في شهر رمضان وراء رغباتهم الدنيوية، وتجدهم في النهار يقضون الوقت انتظاراً لمدفع الإفطار، وفجأة يحل عليهم النشاط والحيوية، فيخرجون من بيوتهم ليس إلى المساجد، وإنما إلى المقاهي للعب والتدخين ومتابعة شاشات التلفزة.

وتوضح أنه لا بد من العمل على توظيف الطاقات الشبابية بشكل صحيح، وتنظيم حلقات ودروس دينية لجذبهم إليها عوضاً عن ضياع الوقت أمام المسلسلات، وتعريفهم بأهمية استغلال أوقات هذا الشهر الفضيل، إذ إن الأجر يتضاعف إلى سبعين ضعفاً، فعلى المرء في هذا الشهر أن يخرج منه بأكثر ما يستطيع من أجر وثواب وخيرات.