لماذا لم يشرب المسيح مزيج الخل وهو معلق علي عود الصليب؟

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم اليوم، بتذكار صَلب السيد المسيح، وتعتبره الكنيسة الجمعة العظيمة ومن أقدس أيام السنة، حيث صُلب فيه السيد المسيح علي عود الصليب المقدس لكي يُقدم ذاته فدًاء عن البشرية، كما إنه من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة.

المسيح يرفض شرب الخل: 

قال القس شنودة وديع، راعي كنيسة القديسة العذراء مريم والأنبا إبرأم للأقباط الأرثوذكس بفيصل، إن مزيج الخل والمرارة كان يُعطى للمصلوبين فقط، وأن الكثير منا يظن أنه يعطى للمصلوب لكي يزيد من عذاباته، لكن هذا ليس صحيحا.

وأوضح " وديع"، في تصريحاته، إن هذا المزيج الذي إعطى للمسيح عبارة عن مخدر للألم كالمورفين وكان يُستخدم لكي يُقلل من آلام المصلوب!!!.

قوة تحمل المسيح الألآم الصلب:

ولفت القس شنودة الي أن السيد المسيح رغم كل آلامه الرهيبة إلا أنه رفض أن يشرب المزيج( متى 34:27)، مؤكدًا بإنه قد أتى إلى الأرض لكي يتألم من أجلنا ويٌخلصنا، لان خطايانا كثيرة وعظيمة، لذلك الثمن المدفوع لأجلها يجب أن يكون عظيمًا فهو قال " الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟"(يو11:18).

المسيح جُلد مرتين وليس مرة واحدة:

وأوضح القمص يوحنا فايز كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أستاذ العهد الجديد بالكلية الاكليريكية بالعباسية، أن المرة الأولى التي جُلد فيها المسيح كان في دار رئيس الكهنة عندما كان منتظرًا أن يُعرض أمام الكهنة (متى63:22)، حيث جُلد علي علي يد اليهود وليس الرومان، وفي أثناء الجلد والإستهزاء نظر إلى بطرس لما صاح الديك فبكى بطرس بكاء مر (متى 61-63:22)، أما وفي المرة الثانية كما تعرفون هي الـ 39 جلدة التي جُلدها علي يد الرومان طبقًا بما أمر به بلاطس الوالي قبل أن يصُلب.

القانون يمنع جلد المصلوب: 

كشف " فايز"، بأن أي إنسان محكوم عليه بالصلب لا يُجلد كما ينص القانون الروماني وقتها، لكن المسيح جُلد قبل الصلب كاسرُا قانون الرومان، مؤكدًا أن سبب هذا الحدث بأن بيلاطس قد أمر بجلد المسيح أملًا في أن ينال المسيح تعاطف الشعب اليهودي، فيتفادى صلبه، لافتًا إلي أن بيلاطس قد إعترف عدة مرات ببر المسيح وبراءته من التُهم المنسوبة له، لكن خطته فشلت، فتسبب في زيادة عذابات المسيح الجسدية.

لماذا مات المسيح سريعا؟

قال استاذ العهد الجديد بالكلية الاكليريكية، إن المسيح قد مات سريعًا بسبب العذابات التي نالها قبل أن يُصلب، مؤكدًا أن الجلد تسبب في إصابة الرئتين ونزيف داخل القفص الصدري ونزيف خارجي؛ مما أدى إلى صعوبة في التنفس وضعف في عمل الوظائف الحيوية في الجسم.

ولفت إلي أن الكتاب المقدس عندما نقرائه جيدًا نجد بأن المسيح لم تكسر ساقاه لأن الجنود وجدوه قد مات، أما اللصان فكانا حيان، فكسروا ساقهم؛ حتى أن بيلاطس قد تعجب لسرعة موت المسيح (مرقس 44:15).