مساجد مصر مغلقة لثالث مرة في التاريخ (صور)

أخبار مصر

صورة من الحدث
صورة من الحدث


اعتاد المصريون في رمضان على طقوس وأجواء معينة صاحبت الشهر الكريم منذ ما يقرب من 1000 عام، لم تختلف كثيرًا سوى أنها أصبحت أكثر حداثة، فموائد الرحمن، والزينات في الشوارع، والفوانيس في أيدي الأطفال، وما تصدح به المساجد من أدعية وصلوات في هذا الشهر الكريم لم تتعطل على مدى التاريخ سوى مرتين، والثالثة كانت في عام 2020م.

بسبب وباء كورونا

بوابة الفجر الإلكترونية، حصلت على عدد من الصور لأشهر مساجد القاهرة والتي لم تكن تنقطع فيها الصلوات والتواشيح طوال ليل رمضان تقريبًا إلا ساعات قليلة، وهي مغلقة تمامًا في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة المصرية للحد من انتشار فيرس كورونا المستجد. 

وأظهرت الصور خلو شارع المعز لدين الله الفاطمي من المارة، وكذلك إغلاق مساجده الرئيسية وعلى رأسها الجامع الأقمر أقدم بناء حجري في القاهرة، وجامع الحاكم بأمر الله الفاطمي، وبقية جوامع الشارع التي كانت معتادة على استقبال المصلين في رمضان. 

ومن ناحيته قال الباحث الأثري تامر المنشاوي، إن مرور الشهر العظيم هذا العام حزينًا دون صلوات أو تواشيح، كما اعتدنا، حيث ظهر مسجد السيدة زينب وميدانها الشهير وهو خال تمامًا من أي تجمعات، أو مصلين، أو حتى مارة، مع اقتراب ساعات الحظر التي قرر مجلس الوزراء أن تكون من التاسعة مساءً إلى السادسة صباحًا طوال شهر رمضان الكريم. 

وأضاف المنشاوي، كذلك ظهر مسجد الحسين وميدانه خال تمامًا، وكان في هذا الوقت يكتظ بالمصريين الذين يفطرون في رحاب السيد الحسين ثم يؤدون الصلاة في مسجده، كذلك ظهر جامع السلطان حسن والرفاعي مظلمين. 

وتابع، كذلك الجامع الأزهر الشريف الذي لم يخل أبدًا من المصلين، أو المبتهلين، أو قارئي القرآن ظهر مغلقًا، وكذلك غيره من المساجد الرئيسية، والتي تسببت هذه الجائحة في تعليق الصلوات بها شأنها في ذلك شأن كل المؤسسات التي بها تجمعات يخشى انتشار الفيرس جراء التجمعات بها. 

إغلاق المساجد في عصر السلطان حسن

يذكر أن مصر شهدت غلق المساجد بسبب الأوبئة مرتين قبل ذلك في تاريخها الأولى ذكرها ابن تغرى بردي في كتابه النجوم الزاهرة في ملو مصر والقاهرة: "عام 749 هـ إبان العصر المملوكي ولاية السلطان حسن، ضرب مصر الوباء الأسود، والذي تسبب في غلق أكثر المساجد والزوايا والمؤذنين، وفي المساجد المشهورة أصبح هناك مؤذن واحد فقط، وتوقفت الأنشطة المختلفة كما يذكر المقريزي، هو السبب في تعطل الشعائر وإن لم يكن هناك أوامر صريحة بالغلق في هذه الآونة، وذلك لأن إجراءات الوقاية والحجر والصحي والعزل لم تكن بالتطور الحالي. 

في عصر السلطان برسباي

وكانت في عام ٨٣٣ هـ بعهد السلطان الأشرف برسباي، حيث ضرب البلاد في عصره وباء آخر، والذي تحدث عنه شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، في كتابة "إنباء الغمر بأنباء العمر"، حيث قال إن أحد الأعاجم اقترح على كاتب سر السلطان برسباي جمع الناس للدعاء لرفع البلاء في المساجد، وقام كاتب السر بجمع 40 شريفًا للدعاء في الأزهر الشريف لرفع البلاء، وجمعوا من حولهم الناس في ساحة الجامع.

وصعدوا إلى سطح الجامع ليؤذنوا لصلاة العصر، وساهم في انتشار المرض، مما دفع السلطان برسباي لسؤال الفقهاء عن دفع الطاعون، وجدوى تلك التجمعات للدعاء، فقالوا لم يُعرف عن السلف الاجتماع والتجمع لذلك، فأخذ بذلك الرأي وهو عدم التجمع بالمساجد للدعاء، وعلى الجميع أن يدعو الله تعالى سرًا وأوصى الفقهاء بدعوة الناس إلى التوبة ورفع المظالم. 

ويشبه ما فعله السلطان برسباي ما يحدث هذه الأيام من تعليق الصلوات وصلاة الجمعة، مخافة من انتشار العدوى، حيث أخذ بالرأي الفقهي الذي يحض على عدم التجمع للدعاء خشية انتشار الوباء، حيث كان فعل كاتب السر من تجميع الناس للدعاء لا يستند لرأي شرعي.