سفير طهران ينسق مع "ميليشيا عراقية" لقصف مخيم المعارضة الإيرانية

عربي ودولي

 سفير طهران ينسق
سفير طهران ينسق مع "ميليشيا عراقية" لقصف مخيم المعارضة الإ

كشفت المعارضة الإيرانية اليوم الأحد عن قيام السفير الإيراني في العراق، دانايي فر، بالتنسيق مع قادة ميليشيات عراقية لقصف مخيمها بالقرب من بغداد الذي يأوي ثلاثة آلاف من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بالصواريخ قبل نهاية شهر رمضان الحالي.

أبلغ قيادي في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إيلاف في اتصال هاتفي من مقر المجلس في باريس الاحد أنه وفقًا لتقارير وردت من داخل إيران، فإن سفير نظام طهران في بغداد دانايي فر قد كلف قادة ميليشيات المجاميع العراقية التي تنفذ نشاطاتها بالتعاون مع قوة القدس في قوات الحرس الثوري الإيرانية باعادة قصف مخيم الحرية ليبرتي لمنظمة مجاهدي خلق بالقرب من مطار بغداد الدولي بضواحي بغداد الغربية بالصواريخ قبل نهاية شهر رمضان الحالي.

وأضاف ان دانايي فر، وهو من قادة قوة القدس، قد استدعى الاسبوع الماضي قادة عصائب الحق، بزعامة الشيخ قيس الخزعلي المنشق عن جيش المهدي وحزب الله العراقي بزعامة واثق البطاط، وكذلك مسؤولين أمنيين عراقيين كباراً وأفراد اللجنة المكلفة بالاشراف على مخيمي أشرف شمال شرق بغداد و ليبرتي بضواحيها في رئاسة الوزراء إلى سفارة إيران، حيث طلب من الجماعتين استهداف ليبرتي بالصواريخ مجددًا قبل نهاية شهر رمضان الحالي، حيث وعدهم بتزويدهم بصواريخ 107 ملم ورشاشات متطورة.

وطلب السفير خلال الاجتماع نفسه من أعضاء اللجنة الحكومية ضرورة تصعيد المضايقات على مخيم ليبرتي لجعل الظروف على سكانه اكثر سوءًا وبشكل يصعب العيش فيه. وأشار القيادي الإيراني المعارض إلى أنّ السفارة الإيرانية تقوم حالياً بالتنسيق مع السلطات العراقية بصدد اختيار توقيت الهجوم الجديد بشكل يربط العملية بالموقف الأمني السائد في بغداد.

وقال إن الحكومة العراقية تمنع منذ حوالي ستة أشهر بعد الاعتداء الاول على ليبرتي في التاسع من شباط (فبراير) الماضي، والذي ادى إلى مصرع واصابة 106 اشخاص من سكانه، توفير الحد الأدنى من مقومات الأمن في المخيم رغم دفع السكان نفقاتها.. وأوضح أن مئات اللقاءات والمراسلات والاتصالات الهاتفية التي اجراها مسؤولون في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤخراً مع المسؤولين الأميركيين والعراقيين والأمم المتحدة لم تصل إلى نتيجة في تحسين ظروف اكثر من 3 آلاف من ساكني هذا المخيم.

المالكي طمأن مصلحي بتضييق الاجراءات ضد سكان ليبرتي

وكان حيدر مصلحي، وزير المخابرات الإيراني، قال في تقرير عن زيارته للعراق مؤخرًا ورفعه إلى المرشد الإيراني الاعلى علي خامنئي أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومستشار الامن الوطني قالح الفياض قد طمأناه بأن اعادة نص كتل كونكريتية لحماية سكان ليبرتي وتوسيع مساحته وتشييد موانع فيه وادخال أكياس للرمل لتعزيز الأمن في المخيم سيكون أمرًا محظورًا.

وفي 23 من الشهر الحالي، وفي اجتماع لإدارة مخيم ليبرتي، فقد أبلغ ممثل الحكومة العراقية السكان بأن الحكومة ترفض اعادة الكتل الكونكريتية ونقل السترات الواقية والخوذات للحماية، وكذلك الأجهزة الطبية من مخيم أشرف إلى ليبرتي، كما رفض ادخال 200 معول ومجرف لحفر خنادق أولية ، وهو ما ينم عن تحضيرات جديدة لارتكاب مجزرة جديدة في ليبرتي، بحسب القيادي الإيراني المعارض.

وكانت السفارة الأميركية في العراق قد أعلنت في 11 شباط (فبراير) الماضي بعد يومين من الهجوم الصاروخي على ليبرتي أن هجمات مماثلة لما حدث قد تحدث في كل لحظة من جديد. كما أنذرت السفارة الجمعة الماضي بأن الهجمات الارهابية على المعارضين الإيرانيين قد أزهقت أرواح مئات الاشخاص منذ شباط (فبراير) الماضي، وأن مثل هذه الهجمات الارهابية قد تحدث في أي وقت .

واليوم أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان تلقته ايلاف اليوم الاحد أنه اذ يشدد على مسؤولية أميركا والأمم المتحدة بشأن حماية سكان مخيم ليبرتي ونظرا إلى أن السكان قد انتقلوا اليه بضمانات أميركا والأمم المتحدة فأنه يطالب بالعمل الفوري لمنع وقوع مجزرة جديدة وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحماية والأمن في ليبرتي لأن منع توفير هذه المستلزمات يعد جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية .

ميليشيا حزب الله أكدت استعدادها لمهاجمة ليبرتي مجددًا

وفي 16 من الشهر الماضي أعلن حزب الله في العراق بزعامة واثق البطاط مسؤوليته عن عملية قصف مخيم ليبرتي في 15 حزيران (يونيو) الماضي، وأكد أنه اطلق 18 صاروخًا من أصل 120 صاروخًا كانت معدة للاطلاق متوعدًا بالمزيد من الهجمات على المعسكر لأنه بات يأوي عناصر إرهابية ، بحسب ادعائه.

وقال البطاط في تصريحات صحافية إنه تم اطلاق 18 صاروخاً فقط ثلاثة منها أصابت سياج مخيم ليبرتي فيما أخطأت البقية الهدف مبينًا أن عملية القصف جاءت تنفيذًا لوعودنا السابقة بقصف المخيم بين فترة وأخرى . وتوعد منظمة مجاهدي خلق وسكان مخيم ليبرتي باطلاق المزيد من الصواريخ.

وكان هذا الهجوم هو الثاني من نوعه الذي يتعرض له المعسكر الذي يقطنه نحو 3000 شخص بعد هجوم شباط من خلال 35 قذيفة هاون وصاروخاً، سقط من جرائها ما لا يقل عن 106 من عناصر المنظمة بين قتيل وجريح.

وكانت الولايات المتحدة اتهمت في 18 نيسان الماضي إيران بوقوفها وراء الهجوم الذي تعرض له المخيم في شباط الماضي، وأعربت عن تخوفها من هجوم آخر يستهدفهم في المخيم نفسه. كما دان الأمين العام للأمم المتحدة في العراق في تقريره الدوري لمجلس الأمن في 18 اذار (مارس) الماضي الهجوم على المخيم، ودعا الحكومة العراقية إلى البدء فوراً بإجراء تحقيق في الحادث لكن الحكومة لم تعلن أي تفاصيل تذكر عن الجهة المسؤولة عن الحادث على الرغم من مرور اكثر من أربعة أشهر على وقوعه.

وكان أمين عام حزب الله في العراق واثق البطاط تبنى في وقت سابق الهجوم الصاروخي الثاني الذي استهدف معسكر ليبرتي في حزيران (يونيو) الماضي، والذي أودى بحياة 13 من سكانه متوعدًا بشن عشرات الهجمات ضد معسكرها في حال بقاء عناصر المنظمة في العراق.

وكانت الحكومة العراقية نقلت اواخر العام الماضي حوالي 3100 من سكان معسكر أشرف في محافظة ديإلى شمال شرق إلى مخيم ليبرتي الذي كان قاعدة للجيش الأميركي ويقع قرب مطار بغداد الدولي، وهو بمساحة أقل من نصف كلم مربع أي 80 مرة أقل من مساحة معسكر أشرف.

واصدر فريق العمل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة تقريراً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي اعتبر الحالة الإنسانية في مخيمي أشرف وليبرتي مرادفة للمعتقل ومناقضة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية .

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق أو منظمة مجاهدي الشعب الإيراني المعارضة كانت تأسست في عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران السابق وبعد الثورة الإسلامية في عام 1979 عارضت النظام الإسلامي بقيادة الزعيم الإيراني الراحل خميني والتجأ العديد من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين البلدين التي جرت بين عامي 1980و1988 حيث تعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران ومقره فرنسا إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يونيو) عام 2001.

وتبعًا لذلك فقد شطبت بريطانيا المنظمة من لائحتها السوداء عام 2008 تلاها الإتحاد الأوروبي عام 2009 فيما قررت وزارة الخارجية الأميركية في ايلول (سبتمبر) عام 2012 شطب المنظمة من لائحتها السوداء بعد سنوات من الضغط الذي مارسته المنظمة.

وتدعو منظمة مجاهدي خلق إلى اسقاط حكم رجال الدين في إيران وتحاول إعادة تقديم نفسها كقوة رئيسية للمعارضة الإيرانية لكنها لم تعد محل ترحيب في العراق في ظل حكومته التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع طهران.