كيف عامل قدماء المصريون الحيوانات وترفقوا بها؟

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو شهير لفتاتين تعذبان قطة حتى الموت، فكيف كان يعامل أجدادنا قدماء المصريون الحيوانات؟ 

قال مجدي شاكر كبير أثريين، إن قدماء المصريون عرفوا الرحمة، فكانوا رحماء بينهم وبحيواناتهم، وهو تلمصطلح المعروف اليوم بالرفق بالحيوان ولايمكن أن يبلغ شعب ما، مفهوم وقيم الرحمة بالإنسان والحيوان على حد سواء، إلا إذا كان شعبًا متحضرًا وخاليًا من غرائز التوحش والهمجية.

وأضاف "شاكر" في تصريحات إلى الفجر: حتى ندرك أن قدماء المصريون بلغــوا هذه المرتبة الإجتماعية المتقدمة، علينا أن ندقق النظر في نقوشهم التي تركوها لنا على جدران مقابرهم وهم يصورون حياتهم اليومية، فمن المشاهد المألوفة التي نراها من حين لآخر في الفن المصري القديم مشهد الفلاح يحمل أحد حيواناته على كتفه، وخصوصًا إذا كان الحيوان حديث الولادة، تعبيرًا عن الرحمة والرقي حتى في معاملة الحيوان وهذا المشهد الجميل لفلاح يحمل حملًا أو ربما ماعز أو غزال وليد يعد أحد أجـمل مشاهد الحياة اليومية في مصر القديمة. 

وتابع كبير الأثريين: كان الحيوان يعتبر شريك له فى حياته حيث عاونه فى حياته الزراعية بالحرث وحمل المحاصيل مثل الثور والحمار واتخذ الكلاب للحراسة وكذلك ساعدت الشرطة في القبض على اللصوص، وغالبا مانرى فى نقوشهم القطط والقرود الأليفة تحت الكراسي. 

وتابع، أن المصري القديم اتخذ من الحيوانات رمزًا لمعبوداته مثل القطة باستت والبقرة حتحور وابن آوي أنوبيس وغيرهم وأقاموا مقابر لتحنيطهم ودفنهم ولدينا أشهر مقبر مخصصة للحيوانات في سقارة، وهي السرابيوم التي دفن فيها العجل أبيس، ولكنهم هنا لم يعبدوا الحيوان نفسه، بل قوى الإله فيه، لذلك نجد أن المصري القديم ذبح الأبقار واكلها، ولكنه كان رحيمصا في ذبحها، حيث كان يبدأ "باسم الإله" وبما نصه: "باسم الإله العظيم ليتقبـلها الآله من عبده" وهكذا كان المصريون يتلون تسـابيح وصلوات أثناء تقديم الأضحية. 

ولفت إلى أن المصريون كانوا يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان، وقبــــل الذبح كانوا يطعمونه ويسقونه المياه ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين وخاصة في الأضاحي الكبيرة كالثيران فيلقون الثور على ظهره وساقاه الخلفيتان مربوطتان والجزار يذبحه من طرفه الأمامي الأيمن. 

وقال شاكر: من خلف الذبيحة كان أحد الكـهان "رجل دين" يصب الماء المقدس على الذبيحة ليطهرها وكاهـن آخر من ورائه يتلـوا طقوس وترانيم الذبح وبيده الأخرى بردية بها الطقوس المقدسة، ويعتبر ما سبق من أسمى ما عرف في الحضارات من رفق وتكريم للحيوان.