حميد الشامسي لــ"الفجر": مساعدات الإمارات لمكافحة كورونا وصلت إلى 24 دولة.. وهذا ما حدث باليمن (حوار)

تقارير وحوارات

حميد راشد الشامسي
حميد راشد الشامسي


◄مساعدات الإمارات الإنسانية لمكافحة كورونا توصلت إلى 24 دولة في جميع قارات العالم

◄الامارات تعمل بكل ما لديها من خبرات وإمكانيات لتوفير مناخ الاستشفاء

◄لا يوجد حالياً أي لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد

◄ اطلاق حملات ومبادرات توعوية بمخاطر كورونا في عدد من المحافظات المحررة باليمن



قال مستشار المساعدات الدولية بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي حميد راشد الشامسي، إن دولة الإمارات في إدارة أزمة كورونا اختطت نموذجاً خاصاً بها، فهي لم تسعَ إلى محاكاة النموذج الصيني، ولا غيره من النماذج، إنما اتبعت مسارَها الخاص في إدارة الأزمة.


وأضاف الشامسي في حديث خاص لــ"الفجر"، بأن دولة الامارات تعمل بكل ما لديها من خبرات وإمكانيات لتوفير مناخ الاستشفاء الأفضل والرعاية الطبية المتكاملة، التي تكفل الحد من أية أثار جانبية محتملة لدى مرضى كورونا، إلى جانب تسريع عملية الشفاء، وإعادة المصابين الى حياتهم الطبيعية. 

وإليكم نص الحوار:


◄ماذا عن الدور الإماراتي في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد؟

ممكن القول إن دولة الإمارات في إدارة أزمة كورونا اختطت نموذجاً خاصاً بها، فهي لم تسعَ إلى محاكاة النموذج الصيني، ولا غيره من النماذج، إنما اتبعت مسارَها الخاص في إدارة الأزمة، إدراكاً منها لاختلاف نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي عن الدول الأخرى، كما أنها تعلم أن كل دولة تحظى بميزات نسبية توظفها في تحديد قدرات إدارة الأزمة وكيفياتها، حيث ارتكز النموذج الإماراتي على مجموعة من المحددات التي حكمت استراتيجية مواجهة وباء كورونا، أبرزها:

◄مواكبة تعليمات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية، والْتزام تطبيقها بشكل كامل وسريع؛ منذ اليوم الأول لاكتشاف فيروس كورونا المستجد في الصين وإلى أن أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية كجائحة.

◄التزام معايير الشفافية في التعامل مع الأزمة، والإفصاح التام عن البيانات الخاصة بوضع الوباء داخل الدولة، أولاً بأول.

◄محاولة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي أثبتت نجاعتها، وبالذات تجربة كوريا الجنوبية في توسيع الفحص المخبري للكشف عن الفيروس، وفي هذا الصدد تُعد الدولة الأعلى في العالم من حيث نسبة إجراء الفحص إلى عدد السكان، والتي بلغت 13 ألف فحص لكل مليون نسمة

◄التقييم المستمر لواقع الأزمة، واتخاذ الإجراءات المتناسبة مع الحالة، دون هلع أو فقدان التوازن.

◄عدم الاقتصار على مواجهة التداعيات الصحية لوباء كورونا، ولكن وضع الخطط واتخاذ الإجراءات والقرارات لمواجهة التداعيات الأخرى الناتجة عن الوباء، كالتداعيات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.



◄حدثني حول ما قامت به الإمارات منذ بداية أزمة فيروس كورونا ودورها الانساني في العالم حتي الآن؟

 تمثلت أوضح وأثقل رسائل القوة " الناعمة " التي ميزت جهود الإمارات في التكافل الإنساني والاقتصادي، في وصول قوافل المساعدت إلى شعوب عدة حول العالم دون النظر إلى المواقف السياسية لدولها، وذلك انطلاقا من أن يد العون والغوث تشمل الجميع، وهذه بالضبط واحدة من رسائل العطاء والتسامح والسلام التي كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زرع بذرتها في الصحراء المباركة فأثمرت نهجاً رعته من بعده القيادة الرشيدة وعززته حتى أصبح ثقافة وطنية وسلوكاً اجتماعيا.

فقد وصلت مساعدات الإمارات الإنسانية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، إلى 24 دولة في جميع قارات العالم، حيث بلغ إجمالي هذه المساعدات حتى الآن 260 طناً من المواد والمستلزمات الطبية لإغاثة 260 ألف شخص من العاملين في الرعاية الطبية، فضلاً عن أنها أجْلت 2155 فرداً من رعايا دول عربية وأجنبية  كانوا عالقين في مدينة ووهان الصينية، ووفرت لهم الإقامة والرعاية في المدينة الإنسانية في أبوظبي إلى حين نقلتهم إلى بلدانهم بعد أن تثبتت من خلوهم من المرض.

 

◄كيف تعاملت الإمارات مع المصابين بفيروس كورونا في بلادها ؟

تعمل دولة الامارات بكل ما لديها من خبرات وإمكانيات لتوفير مناخ الاستشفاء الأفضل والرعاية الطبية المتكاملة، التي تكفل الحد من أية أثار جانبية محتملة لدى مرضى كورونا، إلى جانب تسريع عملية الشفاء، وإعادة المصابين الى حياتهم الطبيعية، وقد حرصت الدولة على انشاء غرف عزل متقدمة ومزودة بكل إجراءات السلامة الطبية.



◄كيفت تغلبت الإمارات على الظروف الراهنة منذ الأزمة حتي الآن؟

بالمتابعة اليومية لقيادات الدولة العليا للإجراءات المتخذة، والظهور المتكرر لها على وسائل الإعلام المختلفة، وتأكيداتهم على تحمل الدولة مسؤوليتها في حماية حياة الإنسان الموجود على أرض الدولة، مواطناً ومقيماً وزائراً.

◄الاستفادة من استعداد الدولة المسبق لحالات الطوارئ والأزمات، والتي كان منها تعزيز المخزون الاستراتيجي للدولة في مجالي الغذاء والدواء، وهو ما ظهر من خلال عدم حصول أي نقص في السلع المختلفة في الأسواق منذ بداية الأزمة.    


 

◄تطوُّر البنية التحتية في الدولة، وشبكة الاتصالات والإنترنت أتاح للمدارس والجامعات التحول نحو التعليم من بُعد، وكذلك كثير من المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي تحولت إلى العمل من بُعد، وتقدم الحكومة الرقمية الذي يسّر لجوء الناس بشكل شبه كامل إلى الخدمات الرقمية دون الحاجة إلى الذهاب إلى مقرات الوزارات والهيئات الحكومية.   

 ◄توظيف الحلول الذكية والمبتكرة في مواجهة الوباء وإدارة الأزمة، مثل استخدام الطائرات من دون طيار "درونز" في تعقيم المدن، وتطوير خدمة الصيدلية المتنقلة "دوائي" التي تقوم بتوصيل الأدوية إلى المنازل، لتجنيب أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن الذهاب إلى المشافي، وفي الوقت نفسه تخفيف الضغط على المرافق الطبية؛ وغيرها من الابتكارات.


 

◄النظام الاتحادي للدولة سهّل وضع "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث" استراتيجية إدارة الأزمة مركزياً، وتنفيذ كل إمارة لهذه الاستراتيجية والتوجيهات الصادرة من الهيئة وباقي الجهاد الاتحادية، مع ترك هامش لكل إمارة لتتخذ الإجراءات الإضافية التي تراها مناسبة.

 

◄إشراك المجتمع في جهود احتواء المرض، سواء من خلال توعيته بدوره في هذه الأزمة ومسؤوليته في اتباع إجراءات الوقاية، خصوصاً "التباعد الاجتماعي"؛ أو من خلال تعزيز مبادرات المجتمع، أفراداً وشركات، كتأسيس "صندوق الإمارات وطن الإنسانية" الذي يتلقى مساهمات الأفراد والمؤسسات المادية والعينية والدعم اللوجستي، وإطلاق هيئة المساهمات المجتمعية في أبوظبي برنامج "معاً نحن بخير".

 

◄التحرك الاستباقي في إدارة الأزمة من خلال تجهيز الخطط والقدرات للتعامل مع الخطوات المقبلة، والاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة.

 

◄هل توصلت الإمارات لمصل مضاد لفيروس كورونا؟

لا يوجد حالياً أي لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، إلا أن ما تم اعلانه مؤخرا في مركز أبو ظبي للخلايا الجذعية يبعث الأمل بأن تكون دولة الامارات سباقة في اكتشاف علاج مبتكر وواعد لفيروس كورونا باستخدام الخلايا الجذعية. وقد قام بتطوير هذا العلاج فريق من الأطباء والباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ويتضمن استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها ومنحت براءة الاختراع لـهذه الطريقة المبتكرة.


 

◄حدثني حول ما قامت به الإمارات منذ بداية أزمة فيروس كورونا ودورها الانساني في اليمن حتي الآن؟



لم تتوقف مساعدات الإمارات خلال أزمة انتشار وباء كورونا داخل الدولة بل هبت لمساعدة دول أخرى لدعمها ضمن الجهود العالمية للحد من انتشار الفيروس، وفي اليمن أطلقت الهيئة حملات ومبادرات توعوية  بمخاطر فيروس كورونا في عدد من المحافظات اليمنية المحررة وتهدف الحملة  إلى توعية أهالي المنطقة بمخاطر فيروس كورونا وشرح الطرق المثلى للوقاية منه، وقواعد التباعد الإجتماعي الى جانب تركيب عدد من اللوائح التوعوية العملاقة في الشوارع وعمليات التعقيم المستمرة، فضلا عن تسيير قوافل اغاثية بأكثر من 35 الف سلة غذائية  خلال شهر رمضان المبارك، استفاد منها 245000  و 4 الاف سلة غذائية على الأسر المتضررة من الإجراءات الإحترازية التي فرضتها السلطة المحلية بالمحافظة لمجابهة فيروس كورونا المستجد في مديرية الشحر وتوزيع هذه السلال على اهالي المرضى بالسرطان والعاملون بالمراكز الصحية والعلاجية الى جانب حملات الافطار الصائم لاكثر من 100 الف مستفيد خلال الثلث الاول من شهر رمضان.، فضلا عن قيام هيئة الهلال الاحمر الاماراتي بمديرية المخا التابعة لمحافظة تعز  بافتتاح مشغل انتاج الكمامات الصحية الواقية من وباء فيروس كورونا والذي تم إنشاءه في وقت قياسي لتغطية احتياج السكان من الكمامات للوقاية من انتقال الفيروس بين اهالي الساحل.



◄كم بلغ عدد المصابيين بفيروس كورونا في اليمن؟



بحسب الجنة الوطنية العليا للطوارئ في اليمن لمواجهة وباء كورونا  فقد بلغت عدد حالات الإصابة المؤكدة منذ العاشر من أبريل إلى اليوم 6 / مايو عدد  (25) حالة بينها (5) وفيات.