أستاذ شريعة: المسلم الحقيقي لا يسبب رعب ولا فزع للأخرين ولا يتأمر على وطنه

توك شو

احمد كريمة
احمد كريمة


قال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إننا في حاجة ماسة لخلق الحلم، فمن يريد أن يزعم أو يدعي أنه ممثل الإسلام أو يتحدث باسمه أو يريد أن ينصره القاعدة الرئيسي تقديم فهمه لأخلاق النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، مشددًا على ان الحُلم هو أعظم صفة من صفات النبي –صلى الله عليه وسلم-.

وأضاف "كريمة"، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "نور النبي" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، اليوم الاثنين، أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- اقترض من زيد بن سعنة، من أجل فقراء المسلمين: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة، خرج رسول الله في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، ونفر من أصحابه، فلما صلَّى على الجنازة دنا من جدار فجلس إليه، فأخذت بمجامع قميصه، ونظرت إليه بوجه غليظ، ثم قلت: ألا تقضيني -يا محمد- حقي؟ فوالله إنكم -يا بني عبد المطلب- قوم مطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم!! قال: ونظرتُ إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره وقال: أي عدو الله، أتقول لرسول الله ما أسمع، وتفعل به ما أرى؟! فو الذي بعثه بالحق، لولا ما أحاذر فَوْتَهُ لضربت بسيفي هذا عنقك، ورسول الله ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، ثم قال: «يَا عُمَرُ، أَنَا وَهُوَ كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا؛ أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأَدَاءِ، وتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاقْضِهِ حَقَّهُ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ"، مشددًا على أن المسلم الحقيقي لا يسبب رعب ولا فزع للأخرين، ولا يتأمر على وطنه وإخوانه.

وتابع أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الازهر الشريف، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان لا يحب الاقتراض، وحديث رهنه درعه عند شخص يهودي كان من اجل فقراء المسلمين، وليس من أجل أسرته.

وأردف "كريمة"، "قال زيد: فذهب بي عمر فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعًا من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول الله أن أزيدك مكان ما رُعْتُكَ. فقلت: أتعرفني يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة، قال: الحبر؟ قلت: نعم، الحبر، قال: فما دعاك أن تقول لرسول اللهما قلت، وتفعل به ما فعلت؟ فقلت: يا عمر، كل علامات النبوة قد عرفتُها في وجه رسول الله حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أختبرهما منه: يسبق حلمُه جهلَه، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، فقد اختبرتهما، فأُشهدك -يا عمر- أني قد رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وأشهدك أن شطر مالي -فإني أكثرها مالًا- صدقة على أمة محمد، فقال عمر: أو على بعضهم؛ فإنك لا تسعهم كلهم، قلت: أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله".