لماذا لا تنجح إعانات البطالة في مساعدة العاطلين بأمريكا؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تعاني دول أوروبا والولايات المتحدة من تفشي وباء فيروس كورونا، مع تطبيق حظر التجول والتباعد الاجتماعي، حيث تأثرت حياة للموظفين والعمال في مجال النشاط الاقتصادي، وسعت الدول الأوروبية وأمريكا لفرض شبكات أمان اجتماعي وصرف إعانات للبطالة وتعد الولايات المتحدة أكثر دولة متأثرة بالفيروس في العالم، ووصل عدد المصابين بالفيروس إلى مليون 352 ألف شخص فيما وصلت الوفيات 80 ألف حالة.

العاطلون عن العمل
خسر العمال في الولايات المتحدة 20.5 مليون وظيفة خلال شهر أبريل، ارتفعت نسبة البطالة إلى 14.7 % في أعلى مستوياتها منذ الثلاثينيات، وفق ما أظهرت أرقام وزارة العمل.

كشف مستشارو البيت الأبيض، اليوم الاثنين عن تتفاقم البطالة في الولايات المتحدة، لتصل إلى20% بسبب فيروس كورونا، وبلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة، حسب بيانات كشفت عنها وزارة العمل الأمريكية، 14.7%.

يدفع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاعادة فتح الاقتصاد تدريجيا، رغم تنبيه الخبراء، حيث أن نسبة الأشخاص العاطلين وصلت إلي ما يقارب من 25 %.

إعانات أمريكا
تقدم الحكومة إعانات لأكثر من 33.5 مليون شخص في الولايات المتحدة بطلبات للحصول على إعانات بطالة، وارتفع معدل البطالة إلى 14.7 %، كما مرر الكونجرس الأمريكي حزمة معونات بقيمة 2 تريليون دولار لدعم حالات الطوارئ.

تصل إعانات بطالة إلى 1200 دولار لكل دافع ضرائب، يحصلون عليها خلال فترات انكماش اقتصادي والأزمة المالية العالمية، والكساد العظيم، تعتمد الولايات المتحدة على اتخاذ الكونجرس إجراءات من خلال تمرير برامج تحفيز كما فعلت في 2009 خلال عهد الرئيس باراك أوباما، والحزمة المعتمدة مؤخرا في عهد الرئيس دونالد ترامب.

دعم محدود
يري أندريه سابير الخبير الاقتصادي والزميل في معهد بروغل للأبحاث في بروكسل، أن سياسة الميزانية في الولايات المتحدة تلعب دور جزئي في نظام الرعاية في أوروبا، لأن نظام الرعاية الأمريكية أقل سخاء، وقد يكون الركود أكثر قسوة على العمال.

وفي فترات الركود الاقتصادي، يفقد الموظفون الأمريكيون تأمينهم الصحي إذا فقدوا وظائفهم، وهناك خطر بفقدان المنازل إذا كانت قيد الرهن العقاري، لكن في أوروبا، عادة ما يدفع الأوروبيون ضرائب أعلى، وأضاف سابير، يجب الاستمرار في الولايات المتحدة في ضخ الأموال في الاقتصاد حتى يستمر الناس في العمل، لأنه من خلال العمل يتم حمايتهم".

تميل الولايات المتحدة إلى دعم أقل من المتوسط في تدابير الدعم الاجتماعي بين 37 دولة في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، التي ينتمي معظم أعضائها إلى ديمقراطيات متطورة.

الفقر النسبي 
احتلت الولايات المتحدة، المرتبة الأخيرة من حيث الأشخاص الذين يعيشون في فقر نسبي، هو ما يعني الاعتماد على نصف متوسط الدخل أو أقل، بنسبة 17.8 %، بينما دول مثل أيسلندا والدنمارك وجمهورية التشيك وفنلندا أقل من 6 %، تدفع إعانة البطالة الألمانية 60% من الراتب السابق لمدة عام.

يعاني الأمريكيون من البطالة، ويحصلون على متوسط حوالي 372 دولارا أسبوعيا قبل ظهور الفيروس، لكن أعطت حزمة الإنقاذ العمال العاطلين 600 دولار إضافية في الأسبوع حتى يوليو.

التامين الصحي 
ولايحصل كل الشعب الأمريكي علي الرعاية الصحية المطلوبة، ويتلقى نصف الأمريكيين التأمين للصحي من خلال أعمالهم، بينما يحصل 34 % آخرون على مزايا من خلال برنامجي "ميدي كير" و"ميدي كيد" الحكوميين.

وتكون التغطية الصحية الشاملة في أوروبا هي الأساس، وتكون ممولة بشكل عام من الرواتب أو الضرائب الأخرى، تقدم هيئة الصحة الوطنية البريطانية، التي تمولها الضرائب، رعاية مجانية تكلف الحكومة 7 % من الناتج المحلي الإجمالي سنويا.