حكايات القاهرة.. حارة الكحكيين ودار الفطرة و7 حكايات أخرى

أخبار مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مدينة القاهرة "أم العواصم" كما يطلق عليها عدد كبير من علماء الآثار، فهي العاصمة الأكبر والأكثر عمرًا التي لا زالت باقية على حالها، بعد أن بلغت من العمر 1000 عام، ولا زالت تحتفظ بسمتها المعماري القديم، وكذلك أسماء شوارعها الأصلية التي أطلقها من سكنوا هذه البقعة من الأرض قبل مئات الأعوام.

ونلتقي اليوم في تاسع حلقات حكايات القاهرة، حيث يصحبنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، في جولة بين شوارع وحواري العاصمة العريقة.

وقال فوزي في تصريحات إلى الفجر، يقترب عيد الفطر المبارك أعاده الله على العالم الإسلامي باليمن والخير والبركات، وهو العيد المعروف فيه عادة صنع الكعك والحلويات التي تُعد أبرز مظاهر البهجة والاحتفاء بالعيد بعد تجمع الصلاة. 

دار الفطرة

وأوضح فوزي أن المشهور عن المصريين منذ عهد القدماء حبهم للأعياد والمناسبات وعمل مظاهر احتفالية صارت مع الزمن جزءً من الأعياد، ومصر في العصر الفاطمي تطورت ونضجت فيه فكرة الاحتفال بالأعياد ومظاهر الفرح وورثها عنهم المماليك واستمرت الكثير من تلك المظاهر حتى الآن، وعرفت دار الفطرة في العصر الفاطمي بعيد الفطرة، وكانت ما تصنع في تلك الدار من حلويات خاصة برمضان وعيد الفطر.

سوق الحلوين

كذلك عرف المصريون سوق الحلوين بالقرب من باب زويلة والمنطقة بالقرب من باب زويلة عند مسجد المؤيد شيخ معروفة بالسكرية حيث كتب الأديب العالمي نجيب محفوظ إحدى رواياته "السكرية" وكانت الحلوى تباع في سوق الحلوين على شكل دمي وعرائس ملونة حيوانية وإنسانية الشكل. 

شارع الكحكيين

وأشار فوزي إلى أنه على مقربة من باب زويلة وشارع الغورية نجد حاليًا شارع الكحكيين والذى يمتد إلى الباطلية أو الباطنية، وشارع الكحكيين أو الكعكيين كان جزء، من حارة الديلم أيام الدولة الفاطمية وكان في سوق الكعكيين تصنع الحلوى والكعك، وبه تتوافر لوازم تلك الحلويات من اللوز والزبيب والفستق، واستخدم السكر والعسل في صناعة تلك الحلوى. 

وأضاف فوزي أن شارع الكحكيين وصفه علي باشا مبارك في خططه، فطوله ٣١٠ متر وكان يعرف في الأزمان البعيدة بحارة الديلم والتي أصبحت حارة خشقدم أي قدم السعد والتي حرفها العامة الآن في النطق الى حوش آدم، وينقل علي مبارك عن المؤرخ ابن أبي السرور البكري في القرن العاشر بدايات العصر العثماني أنها كانت تُعرف برحبة الكعكيين ويباع بها من المأكولات ما لا حد له في الكثرة وفيها طباخون عندهم الأطعمة الرومية الفاخرة وناس يعملون الكعك والشريك وغير ذلك.

وقال فوزي، إنني منذ بضع سنوات كنت أحيانًا اتغدى في أحد المطاعم القديمة بالشارع والذي اعتاد تقديم الأكل المنزلي من خضار وأرز ودجاج ولحوم، ووصف علي مبارك العديد من الآثار بهذا الشارع منها حمامات مثل حمام الجبيلي والذى عرف كذلك بحمام القفاصين عام ٩١٢ هجري، وفي زمن الغوري عرف بحمام الحلوين بسبب محلات الحلوى والكحك بالشارع. 

حمام العرائس

وتابع، كان هناك حمام الغوري بالقرب من عطفة الحمام ويسمى أيضا حمام العرائس حيث وقفه على البنات الفقراء وبالشارع أسبلة ووكالات منها بقايا وكالة سليمان بك الخربوطلي والباقي منها السبيل المبني على الطراز المملوكي المتعامد رغم أنه عصر عثماني. 

قبر مؤدب الحسين

والخربوطللي عند عمارته مجموعته السابقة الوكالة والسبيل والتي تواجه مسجد سيدى يحيى بن عقب قام أيضا بتجديد مسجد ابن عقب وأثبت ذلك في نص أعلى محراب بتاريخ ١٠٤٧ هجري ومسجد يحيى بن عقب أزالت وزارة الأوقاف أعلى مئذنته بعد زلزال ١٩٩٢ هذا وقد ذكر المقريزي. 

وأضاف فوزي أن العامة تزعم أن قبر يحيى بن عقب موجودًا في ذلك المسجد وأن يحي هذا كان مؤدبًا للحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنهما، وهو كذب مختلق وإفك مفترى هكذا قال المقريزي وأعتقد أن هذا من مشاهد الرؤية التي ربما نشرها الفاطميين بمصر ومسجد يحيى بن عقب كان مسجلا كأثر ولكنه الآن غير مسجل. 

سبيل القاضي 

وفي الشارع أيضا سبيل القاضي زين العابدين مبني أيضا على الطراز المصري المملوكي المتعامد رغم انتماءه للعصر العثماني، وكذلك سبيل خليل المقاطعجي 

جامع الدردير من نسل الفاروق عمر

وتابع فوزي قائلًا، في الشارع أيضا الجامع المشهور وهو جامع الدردير التي كانت له مئذنة على الطراز العثماني ولكن للأسف هدمت عام ١٩٩٧ وهو غير مسجل في عداد الآثار، وهو منسوب للشيخ أحمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي الشهير بالدردير المالكي صاحب الكرامات والمواقف القوية بالأزهر الشريف وهو من بني عدي بأسيوط وقبيلة بني عدي هي قبيلة الفاروق عمر رضي الله عنه وتاريخها ١١٩٩ هجرية، ومدفون بالجامع أيضا غير الشيخ الدرديري الشيخ صالح السباعي تلميذ الشيخ وأبناء السباعي كذلك محمد وأحمد وكان بتلك الزاوية أو المسجد خزانتين بهما الكتب القيمة والهامة جدًا. 

وختم قائلًا، كان للزاوية مئذنة قصيرة هدمت، وكان بها مطهرة وأخليه وبئر، ويعمل له بها مجلس قرآن كل يوم جمعة بعد الزوال يحضر فيه جماعه من القراء المعتبرين ويفرق عليهم الخبز والقهوة، ومجلس ذكر ليلة السبت ويعمل له مولد مع مولد الحسين ويقابل الزاوية التي تحولت فيما بعد وفاة الشيخ الدرديري إلى مسجد قاعة الدردير وعرفت بذلك لمقابلتها الزاوية وسكن الشيخ الدردير بها كذلك، وهي من أقدم القاعات الأثرية في القاهرة ومسجله كأثر لقيمتها والتي أرجعت أحدث الدراسات أنها على الأرجح كانت دار الصالح طلائع الوزير الفاطمي الشهير قبل أن ينتقل لدار الوزارة حيث ذكر المقريزي داره بتلك المنطقة.