مفتي الديار المصرية يوضح معنى "إنك لعلى خلق عظيم"

توك شو

بوابة الفجر


أوضح الدكتور شوقي علام، فضيلة مفتي الديار المصرية، معنى "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم"، ومعاني أخرى يتم استخدامها في أحاديثنا.

وقال مفتي الجمهورية، في برنامج «نور النبي»، مع الإعلامي حمدي رزق، على قناة «صدى البلد»: "عبارات كثيرة يستخدمها المصريين كهذه وكأن رسول الله وهو كذلك يتغلغل في الوجدان، واللسان يعبر بمثل هذه العبارات التي تردد بعفوية، وعندما يتم التدقيق في هذه العبارات، تلحظ أن الرسول يعيش بين جنباتها لحظة بلحظة".

وتابع: "ولذلك على هذه الشخصية المصرية أن ترتسم هذا السلوك النبوي في شهر رمضان، وتقول أنا كإنسان آمنت برسول الله فآمنت بالنور وهو كذلك نور ونطق القرآن الكريم بهذه الحقيقة وقال قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، والمقصود بكلمة نور هو النبي".

وواصل: "الرسول أنار لنا الطريق وأرشدنا ودلنا وقال لنا إذا أردت أن ترتقي إلى ربك سبحانه وتعالى وتقترب فاسجد وارتسم الشرع الشريف وتقرب إليه وعندما تسجد وترى نفسك في لحظة من لحظات السجود أطل فيها ولا تترك هذه الدعوة".

واستكمل مفتي الديار: "كلما وجدت نفسك مسترسلًا في الدعاء الله يفتح عليك بكلمات وتتعجب كيف جرت هذه الكلمات على لسانك، اعلم أن ساعة الإجابة حانت الآن فاسترسل وخذ من فيض الله سبحانه وتعالى".

واختتم: "الرسول نموذج متكامل يحيى ويمشي على الأرض بنور القرآن الكريم وبأنواره وبأنوار الله، وكما قالوا القرآن نور نزل على نور وهو سيدنا محمد، ونحن نقتبس من النبي في مثل هذه الأيام هذا الاقتداء الذي نرتسمه لحظة بلحظو في صلاته ونومه وعلمه وذكره وقرآته للقرآن وصلاة التهجد التراويح، وعلاقته بأسرته وجيرانه والمسلمين وغير المسلمين".


وفي سياق منفصل، قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعيٍّ، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى:
"فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر".

وأضاف فضيلة الإمام في بيان له: "لا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بـ "فيروس كورونا" فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلي منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان".

وأوصى فضيلة الإمام الأكبر، المسلمينَ بعدة وصايا:
1- الحفاظ على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في المنازل مع الزوجة والأبناء.
2 - ضرورة استغلال الوقت في العبادةِ وتلاوةِ القرآن.
3 - ألَّا يلتفتُوا للدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتي ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعيِّ إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
4 - الفقراء أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا ولا تمنعوهم من فضلِ الله الذي آتاكم، فأكرموهم وابذلُوا لهم العطاءَ، واعلموا أن هناك طائفة منهم لا يسألون الناسَ ولا يطلبون شيئًا، تحسبونهم أغنياءَ من التعفُّفِ، فابحثوا عن هؤلاءِ، وصونوا عزةِ نفوسِهم، واجبرُوا خواطرِهم، وعجِّلوا بزكاتِكم، عسى الله أن يُعجِّلَ بأمرٍ من عنده يكون لنا فرجًا ومخرجًا من هذه الأزمةِ الإنسانيةِ.
5 - استغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة.
6 - اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ.
7- الأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.
8- وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".