"مبادرات محمد بن راشد العالمية".. قصص ملهمة في المساعدات الإنسانية

السعودية

نائب رئيس دولة الإمارات
نائب رئيس دولة الإمارات - الشيخ محمد بن راشد



أعطى إعلان نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نتائج التقرير السنوي لأعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لعام 2019، حافزاً نوعياً جديداً لمشاريع ومؤسسات العمل الخيري والإنساني والإغاثي حول العالم، وجاء ذلك ضمن فعالية جرت مؤخراً بتقنية الاتصال المرئي عن بُعد، وتم بث أبرز محطاتها عبر القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية. 

وأظهرت نتائج التقرير تخصيص مبادرات "محمد بن راشد العالمية" خلال عام 2019 مبلغ 1.3 مليار دولار لمشاريع وبرامج إنسانية نفذتها في 108 دول، وإنعكس أثرها الإيجابي على أكثر من 71 مليون شخص حول العالم.

وأفسحت المؤسسة المجال لحوالي 125 ألف متطوع للمشاركة في العمل الخيري والإنساني وقدمت جوائز خيرية وإنسانية عام 2019 بقيمة 26 مليون درهم.

وتضم مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية أكثر من 30 مبادرة ومؤسسة تنفذ البرامج والمشاريع والحملات والمبادرات في مختلف أنحاء العالم بهدف ترسيخ ثقافة التفكير الإيجابي وتنفيذ مشاريع ومبادرات مستدامة تدعم التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الهشة عربياً وعالمياً، إضافة إلى المساهمة في تطوير مهارات الأفراد لتعزيز فرصهم وتحسين مساهماتهم في مجتمعاتهم.

كما تركز المؤسسة على تطوير نظم التعليم وتوفير التدريب للقائمين عليها، فضلاً عن دعم بيئات تعليمية حيوية، وإنجاز مبادرات تمكن الأجيال الجديدة من ريادة مسارات اقتصاد المعرفة والابتكار والمعلومات مستقبلاً.

وتتسع أهداف مبادرات "محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" لتشمل مكافحة الفقر والمرض ومواجهة الأوبئة بمبادرات الوقاية والتطعيم والعلاج للشرائح الأقل دخلاً، وتنفيذ مشاريع تنموية وتطوير البنى التحتية في مجتمعات نامية، بموازاة تمكين الشباب وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة التي تعزز الاحترام المتبادل والتسامح والحوار والتواصل بين شعوب العالم، ويشكل تحويل العمل الخيري والإنساني إلى عمل مؤسسي هدفاً رئيسياً تعمل المؤسسة على تحقيقه منذ تأسيسها عام 2015، وخاصة في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وفيما تبين نتائج التقرير السنوي، الذي نشرته المؤسسة مؤخرا كسجل مرجعي لأعمالها السنوية خلال عام 2019، بالأرقام والمعطيات هذا المنحى الهادف لمأسسة العمل الإنساني واستدامته، يبدو تأثير هذا التوجه بوضوح في القصص الإنسانية المؤثرة التي تحقق الغاية القصوى من المبادرات وهي تمكين الأفراد والمجتمعات من عيش حياة كريمة.

ولهذا الهدف الجامع تنوع المؤسسة مبادراتها لتشمل 5 محاور هي: المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وتمكين المجتمعات، وابتكار المستقبل والريادة، ولكل محور قصصه الإنسانية الملهمة. 

وشهد عام 2019 وصول "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى 17 مليون إنسان أثرت إيجاباً في حياتهم عبر تخصيص 262 مليون درهم لهذا المحور.

ومن القصص المؤثرة في محور المساعدات الإنسانية والإغاثية قصة عرقية الغواراني، الذين نزحوا عن أراضيهم ليصطدموا بغياب أبسط مقومات الحياة في الأماكن الجديدة التي انتقلوا إليها.

"شعب الغواراني" هم السكان الأصليون لغابة الـ 400 مليار شجرة التي توفر أكثر من 20% من أكسجين الأرض وتشكل رئة الكوكب، نزحوا من موطنهم الأثير في الغابة المطيرة؛ حيث يجري نهر الأمازون أغزر أنهار العالم وثاني أطولها على امتداد 6600 كيلومتر، بحثاً عن الرزق بعد حدوث حرائق هائلة متكررة أكلت الأخضر واليابس في قراهم على مدى عقود.

300 أسرة منهم انتهى بها مطاف النزوح جنوباً في حي باراجيم بقرية تيوندي بورا قرب مدينة ساو باولو جنوب البرازيل، ليجدوا الصورة الخيالية "الماء محيط من كل صوب وليس من قطرة للشرب"، التي رسمها قبل قرون الشاعر صامويل تيلور كولريدج في قصيدة "الملاح القديم".
 
حقيقة مُرة ماثلة أمامهم في هذا المكان الواقع على تخوم أكبر حوض مائي في العالم تتجاوز مساحته 7 ملايين كيلومتر مربع.

هنا عانوا لعشرات السنوات من شح مياه الشرب التي كانت تأتيهم من محطة وحيدة تعمل حينا وتتوقف أحياناً بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يشغلها، فيضطر أهل الحي وأطفاله إلى شرب مياه معرضة للتلوث، ومن يختار منهم الذهاب إلى النبع البعيد لجلب مياه الشرب قد يعرض نفسه وأسرته أيضاً لخطر التسمم بمياه الصرف الصحي التي قد تفيض على مجرى النبع.

ولأن الماء النقي هو أساس الحياة، تولت "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية"، توفير محطتين مركزيتين لتنقية المياه باستخدام الطاقة النظيفة، تحل الأولى محل المحطة القديمة العاملة بالطاقة الكهربائية، فيما أقيمت المحطة الثانية عند رأس النبع الذي يغذي القرية، وتقوم المحطتان بتنقية المياه باستخدام التكنولوجيا الكهروضوئية والأشعة ما فوق البنفسجية لضمان توفير مياه صالحة للشرب لأفراد هذا المجتمع، وذلك بجانب عمليات ضخ مياه الشرب على مدار الساعة باستخدام الطاقة الشمسية.

واستكمالاً للإجراءات الصحية، زودت المؤسسة مدرسة القرية بنظام جديد لمعالجة مياه الصرف الصحي يعمل بالطاقة الشمسية هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة.

كما نظمت مجموعة فحوصات طبية مجانية استفاد منها 3000 آلاف شخص وشملت كشوفات مشاكل البصر والأمراض الوبائية والمزمنة، لتتوج عملها مع هؤلاء المنسيين بتوزيع حزم من المواد الغذائية الأساسية التي تعينهم، تأكيدا على أخوة البشر والتضامن مع الإنسان في كل مكان.