فاطمة مادا بيو.. الفنانة التي نجحت أن تكون السيدة الآولى لسيراليون

عربي ودولي

فاطمة مادا بيو
فاطمة مادا بيو


لم تكن فاطمة مادا بيو مجرد سيدة عادية، فهي مخرجة سينمائية استطاعت ان تكون واجهة مشرقة لبلادها، حتي تبوأت منصب السيدة الأولى لبلادها وأصبحت أحد النماذج للسيدات الافريقيات الذين لهم نشاط اجتماعي ملحوظ ومسيرة مهنية مشرفة رغم كونها زوجة لرئيس سيراليون جاليوس مادا بيو.

تعمل مادا بيو ممثلة وكاتبة سينمائية ومنتجة افلام في افلام ذوليوود في المملكة المتحدة، وتعتبر السيدة الأولي لسيراليون الأكثر نفوذا منذ باتريشيا كباح، زوجة رئيس سيراليون السابق احمد تيجان كبه، وتعتبر فاطمة من أكثر الأشخاص تأثيرا في رئاسة زوجها يوليوس مادا بيو.

*النشأة
ولدت فاطمة بيو في بلدة كويدو، مقاطعة كونو في تيداكنكاي "ني جابي"، في شرق سيراليون، في 27 نوفمبر 1980 خلال رئاسة سياكا ستيفنز، أول رئيس لسيراليون. والدتها سيراليونية ووالدها غامبي.

ونشأت فاطمة بيو في كونوا وحضرت المدرسة الابتدائية في مدرسة الانصار الإسلامية، ثم التحقت بعد ذلك في مدرسة دير القديس يوسف الثانوية في فريتاون، وذكرت في أحد أحاديثها أنها تعتبر والدتها هي قدوتها الأولى وتلقبها بـ"بطلتها"، بينما اكثر شخص أثر في حياتها هي إساتا توماس التي كانت مديرة المدرسة دير القديس يوسف، حيث دفعتها إلى التعلم والنمو بتصميم على النجاح في الحياة.

استكملت مادا بيو تعليمها في انجلترا، في معهد روهامبتون في لندن، وحصلت منه على بكارليوس الآداب مع مرتبة الشرف في الفنون المسرحية، وحصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة في جامعة الفنون كلية لندن للتواصل في عام ٢٠١٧.

*حياتها المهنية
فازت مادا بيو عام 2000 بمسابقة ملكة جمال إفريقيا لتتوج كملكة جمال للقارة السمراء، بدأت العمل في صناعة السينما الأفريقية في لندن، وكتبت ومثلت وأنتجت أفلام في نوليوود بما في ذلك أفلام "الضرب" و"الخداع المخزي" واي في سيراليون و"إكسبيديشن أفريقيا" و"الروح"، قامت ببطولة فيلم "إيبو" م وفازت بـجوائز "أفضل ممثلة مساعدة" في ميرور بوي، والذي فاز في حفل توزيع جوائز مهرجان "زافا" لعام 2011.

تغيرت حياتها الخاصة بعد أن تزوجت العميد. يوليوس مادا بيو في حفل خاص في لندن في 25 أكتوبر 2013، في 27 يونيو 2014، أنجبت ابنا حمزة مادا بيو الذي توفي بعد ثلاثة أيام من الولادة، في 7 سبتمبر 2015، بعد عام من فقد ابنها، أنجبت طفلة سمتها أمينة.

وكتبت ما دا بيو على الإنتقادات الموجهة لها لأنها مسلمة وتزوجت مسيحي مقالًا قالت فيه:"سواء كنت سياسيًا أو محترفًا أو رجل أعمال أو ناشطًا في المجتمع المدني أو شخصًا عاديًا، في دياناتنا ومجتمعاتنا، كان الزواج دائمًا مؤسسة للأسرة والحب والرعاية التي لا يجب أن تحددها قبائلنا أو دياناتنا أو جنسياتنا، ولكن في نفس الوقت الذي تتغير فيه حياتنا الاجتماعية والثقافية في عالم سريع الحركة، يجب أن ندرك أنه في حين أن العديد من الناس يؤمنون بقيم الزواج، فهناك آخرون ممن قد يكون لديهم آراء مختلفة حول الزواج بسبب ظروفهم الفردية ويجب علينا احترام تلك الآراء كمجتمع"

*دورها الإجتماعي
برز الدور الإجتماعي لفاطمة، بعد أن أصبحت السيدة الأولى في سيراليون، حيث شاركت في المسيرة التاريخية للإحتجاج ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، فلأول مرة في التاريخ، اجتمعت السيدات الأول من دول أفريقية مختلفة في وحدة وانضمت إلى مسيرة الاحتجاج السلمي في شوارع فريتاون في ديسمبر 2018.

لعبت دور هام في مكافحة مرض السرطان، السرطان، فعلى الصعيد الدولي. حصلت على تمويل العديد من الأطباء لدراسة علم الأورام من مؤسسة ميرك، كما استضافت أكبر احتفال لرفع الوعي اليوم العالمي للسرطان في غرب أفريقيا في 4 فبراير 2019، استخدمت ذكرى يوم السرطان لتقديمنموذج لمركز طبي دولي وتطمح لأن يكون المركز الطبي الأكثر تقدمًا في العالم في سيراليون، والذي سيخدم اتحاد نهر مانو، ولأجل ذلك قامت باتفاقيات الانتساب الدولية للمركز مع عدد من أفضل المستشفيات التعليمية في العالم.

أطلقت مبادرة الفوط الصحية المجانية لفتيات المدارس في سيراليون في ديسمبر 2019، لتكملة مبادرة الحكومة المجانية للتعليم عالي الجودة، وتعتبر فاطمة راعي لعدد من المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة، بما في ذلك مؤسسة جون أوتاكا التي تساعد الأطفال والشباب الأفارقة على مواجهة التحديات الصحية.

*الجوائز
حصدت العديد من الجوائز ففي عام 2013، فازت بجائزة "امرأة العام" لعموم أفريقيا من "جميع وسائل الإعلام الأفريقية"، وفي عام 2013، حصلت على أفضل ممثلة في حفل الأوسكار الأفريقي في واشنطن العاصمة، وفي العام نفسه، فازت بجوائز بجائزة "تجمع أفضل الأفارقة '' لمساهمتها الاستثنائية في تعزيز الصورة الإيجابية للأفارقة حول العالم.

في اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث في لندن عام 2018، كانت ملكة إنجلترا متحمسة للقاء أحدث سيدة أفريقية، وتأثرت الملكة بإصرار فاطمة في المساعدة على تغيير تصور دور المرأة في السياسة.

*سماتها الشخصية
تتحدث مادا بيو عن نفسها في حوار أجرته معها إحدى الصحف البريطانية، بأنها امرأة مستقل، حازمة للغاية وشخص يركز على ما يريد في الحياة وكيف يشارك القليل الذي تملكه مع الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه، وأنه كان عليكها أن تعمل بشكل مضاعف لتحقيق كل ما تريده في الحياة، وهي تؤمن بالعمل الجاد للوصول إلى المستوى التالي وعن دورها في مجتمع سيراليون أوضحت أنها مجرد امرأة تساعد الآخرين، تماشيا مع رؤية زوجها، تعتقد مادا بيو أن التعليم هو المفتاح لحل مشاكل سيراليون.

وأكدت مادا بيو أنها لا زالت ممثلة، وأن التمثيل هو حبها الأول، وهي تستمتع وهي تقوم به، ولكنها في الوقت الحالي متفرغة لجمعيتها الخيرية ولا تقوم بأي شيئ آخر.