"شكرًا مصر".. العالقون السودانيون يعودون لبلادهم ويطوون صفحة شهور الانتظار

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


بدأت وفود العالقين السودانيين بالقاهرة تعود، بعد عدة أشهر من إغلاق الحدود بين البلدين بسبب مرض كورونا المستجد، وعدم استطاعتهم العودة لبلادهم، لتنهي صفحة طويلة من الانتظار والوقفات والمطالبات الداعية للسماح لهم بالعودة لبلادهم مرة أخرى، ومن مساندة المصريين لهم منذ وجودهم في السباعية وحتى رحلة العودة. 
 
العودة جوًا 
كشف مصعب بشير، السواني العالق في مصر، أن العالقين السودانيين بالعودة لديارهم وفتح الأجواء لهم سواء برًا أو جوًا. 

وأكد بشير في تصريحات إلى "الفجر"، ان مشكلة العودة جوًا تكمن في نقطتين الأولى وجود أسر معها حالات مريضة ولا يوجد معهم حق الطائرة والباص خطر عليهم لأنه يقطع ثلاثة أيام في الطريق، والأخرى أن حجز الطيران يدفع 2200 فرق سعر على خطوط شركة تاركوا، بينما في خطوط شركة بدر وسودانير لا يوجد فرق سعر. 
 
الرحلة البرية 
وأضاف العالق السوداني، أن الحركة في الباصات تسير بشكل طبيعي وهي مجانية والجميع سيعود على متنها في موعد أقصاه 30 يونيو، عدا بعض التجاوزات البسيطة في التذاكر، مثل وجود شباب ركبوا الباصات رغم الوعود بأولوية الأسر والمرضى، وفيه باص 45 راكب لم يرتاده سوى 10 أشخاص وفيه 35 تذكرة مفقودة، بينما 300 فرد لم يجدوا تذاكر، رغمم أن التذكرة تخرج من السفارة باسم العالق وبرقم المقعد. 
 
المريين: وقفة أهل 
وتطرق إلى المعاملة داخل مصر، مبينًا أن الخيرين والمنظمات الخيرية، سواء سودانية أو مصرية، والمصريين لم يقصروا مع العالقين، كما ان الحكومة المصرية، تعاملت مع اللاجئ كأنه مصري وصاحب البلد، ووقفوا مع العالقين وقفة أهل وإخوة، قائلًا: "ما حسينا بالغربة". 
 
وأردف بشير، أنه كانت توجد منظمات مصرية كانت تحضر دواء السرطان لمرضى السرطان، وفيه مبادرات كثيرة سودانية-مصرية وفرت علاج ووجبات للعالقين، المشكلة الوحيدة في مصر كانت وصول العالقين للسفارة التي أغلقت أبوابها ووضعت عليها حراسة من الشرطة. 
 
عالقي السباعية 
قال محمد عبد الجبار محمد يس، وهو أحد العالقين الذين عادوا الى السودان، أنه بالفعل بدأت عودة العالقين، وأول الأفواج العائدة شملت معظم العالقين في السباعية، وهم الذين انتقلوا لعدة ايام الي منطقة السباعية واكتشفوا في الطريق، مبينا انه تمت إعادتهم سواء برا أو جوًا، وظل منهم عدد بسيط سيعود خلال المرات القادمة. 
 
أبرز المشكلات خلال الرحلة 
"بدأ تفويج العالقين السودانيين" بتلك الكلمات استهلت شادية الحصري حديثها عن عودة العالقين السودانيين بالقاهرة، مبينة ان اول رحلات لعودة العالقين كانت عشر باصات من عابدين. 
 
وأكدت الحصري إلى "الفجر"، أن الجميع يعلم أن كل العالقين في مصر وعددهم تجاوز 6 الاف قاموا بالتسجيل من خلال موقع السفارة. 
 
وأضافت رئيس مبادرة مصر والسودان يد واحدة، أنه ظهرت العديد من المشكلات اثناء العودة، فخلال أكثر من ثلاثة شهور وكل العالقين الذين سجلوا بان هذا التسجيل ليس له أي قيمه وكانت الصدمة للجميع يوم 19 حضر كل العالقين للسفارة للحصول على استمارة والحصول على تذكرة "الباص" وكانت الصدمة الأخرى العشوائية في السفر ومندوبين لا أحد يعرفهم وليس لهم ارقام تواصل. 
 
وبينت الحصري، ان المشكلة الاخرى أن العشر باصات الذين سافرة السبت 20 يونيو كلهم شباب وليس كما قالت اللجنة العليا او وزير الصحة ان الأولوية للمرضى والمسنين والأسر فعلا أكبر صدمة عدم سفرهم بل تفويج الشباب فقط. 
 
وأوضحت رئيس المبادرة، أن رحلات الطيران لها مشاكل أخرى والتي بدأت يوم الاحد 21 يونيو كانت اولى رحلات الطيران للعالقين، وتأتي الازمة في ارتفاع سعر التذكرة 6500 جنيه مصري أي ما يعادل 45 ألف جنيه سوداني والأولوية لمن يدفع كاش ومن لديه تذكرة قديمة لابد من دفع الفين والا ممنوع السفر يعنى موضوع تجارة بالمرضى. 
 
مشكلات العودة 
وأشارت الحصري، ان المشكلة الاكبر ان العالقين سواء من سافر طيران او باص يدخلون السودان يتم أخذ جواز سفر المسافر واخد عينه مسح ويطلبون منه الذهب للمنزل وبعد عدة أيام سيتم الاتصال عليه ليعرف نتيجة الفحص، وهنا تكمن الكارثة لأن الجميع سيحضر للمسافر من الاسر لسلامه العودة لأرض الوطن والمريض فعلا سيكون نشر المرض. 

ولم تغفل رئيس مبادرة مصر والسودان ايد واحدة، أزمة اخرى وهي انتشار مافيا بيع تذاكر الباص المجانية 1200 لصعوبة الحصول عليها الا بالواسطة والمحسوبية. 

واكد عبدالجبار في تصريحات إلى "الفجر"، أن باقي العالقين سيعودون تباعا لوطنهم السودان، وفق جدول زمني وبشكل يومي حتى عودة اخر عالق. 
 
وتطرق العالق العائد، إلى معاملة المصريين لهم مشيرا إلى أنهم أحسنوا استقبالهم وضيافتهم في وقت سيئ مر على العالم أجمع، وعاملوهم أفضل معاملة.