"التوسيط والإخصاء".. هكذا عاقب المماليك المتحرشين

أخبار مصر

ارشيفية
ارشيفية


المتحرشون علي مر العصور تم التعامل معهم بشكل حازم، فهم مجرمون قانونًا، ولا مبرر لفعلتهم الشنعاء، لذا كانت عقوباتهم رادعة.

وفي العصر الإسلامي تعددت شكل عقوبة المتحرش وتنوعت، حسب مدى الجرم المرتكب، وعبر التقرير التالي نستعرض مع شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، أشكال من حوادث التحرش وعقوباتها. 

وقال فوزي في تصريحات خاصة إلى الفجر، إن لفظة التحرش الجنسي مصطلح حديث، المصادر التاريخية في العصر الإسلامي لم تعرفه، ولكن كانت تطلق عليه الاعتداء أو الزنا، وقد رصدت عدة مصادر تاريخية، مثل هذه الحوادث وعقوباتها التي أقل ما يقال عنها أنها كانت رادعة.

وأضاف، أحد أشهر المتحرشين الذين ذكرتهم المصادر، والذي اشتهر بالاعتداء على النساء وخطفهن، كان يسمى "عنكبوت" وهو اسم يدل على الافتراس والصيد لضحاياه، وقد شاعت مفاسدة بالنساء وقتله أحد الرجال، وكان ذلك عام ٨٦٢ هـ في عصر السلطان المملوكي الجركسي الأشرف إينال، فأمر السلطان بتوسيطه أي ضربه بالسيف من وسطه، فيقسم نصفين، وتم العقاب أمام باب بيت القتيل الذى قتله وجزاءً لاعتدائه على النساء، ففرح الناس لقتل العنكبوت وزغرطت النساء وزينت الأسواق. 

وأكمل فوزي، في عصر السلطان إينال أيضا شُنق أحد الأشخاص لسكره وأخذه امرأة وابنتها ومحاولته الاعتداء على ابنتها التي سارعت برمي نفسها من كوه البيت "النافذة" فوقعت فانكسرت رجالها فأجهز عليها وقتلها وعاد إلى أمها وهربت بعد أن جرحها ولكنها استطاعت السفر القاهرة والشكوى للسلطان الذى أمر به في الأغلال وتم شنقه. 

وأضاف، عُرف عن بعض أمراء المماليك مراوغه النساء وأخذهن بالقوة خاصة الفلاحات، مثل الأمير أقبغا آص فضربه السلطان برقوق بعد شكواهن بالمقارع، كما عُرف عن بعضهم التحرش بالفتيات الأيتام يحتك بأجسادهن وكان يدفع المال لأهاليهن للسكوت، وهو الأمير بردبك. 

ويحسب للسلطان الغوري موقفًا شديدًا حيث عاقب ثلاثة من المماليك اختطفوا ثلاث نساء، واستطاعت إحداهن الهرب، منهم، فقبض عليهم الوالي مسئول الأمن "المحافظ حاليًا" وعرضهم على الغوري فأمر بأن يضربوا ضربًا مبرحًا حتى أوشكوا على الموت ثم أمر بسجنهم وأن تذهب جامكية هؤلاء المماليك "مرتباتهم" إلى النساء كإرضاء لهن فدفعوا لكل امرأة ألفي درهم ونلاحظ فيما سبق أن أغلب حوادث الاعتداء أو خطف النساء كانت تحدث من المماليك الأتراك والجراكسة.

وتابع فوزي في أحداث عام 879 هـ 1474 م أمر أحد سلاطين المماليك بإخصاء شخص من الأتراك، لاغتصابه بعض مماليكه صغار السن، الذين كانوا يعملون لديه، كعقاب حاسم ورادع للاعتداء الجنسي، وفي عام 822 هـ، هاجم عدد من العبيد، حمام النساء في ميت عقبة، فيما يشبه حوادث التحرش الجماعي، وتم القبض عليهم جميعًا، وحبس كامل المجموعة حسب ما أفاد المصدر التاريخي.

واختتم "فوزي": مما سبق نتبين أن الضرب بقوة على يد المتحرشين، واحترام المرأة وتقديرها، كان سمة العصر، وكذلك عدم وجود عقوبة ثابتة دائما، فكان كل سلطان يبتكر العقاب المناسب حسب الحدث، ولكن لم يمر التحرش أو الاعتداء من دون عقاب رادع، وقد يكون هذا هو السبب في ندرة هذا السلوك.