بعد أزمة آيا صوفيا.. هل يعطى أردوغان شرعية لإسرائيل لتحويل المسجد الأقصى؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


حالة من التوترات الجديدة والتخوفات نشبت بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية وروسيا، بعد تحويل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كنيسة آيا صوفيا لمسجد.

وبعد أن أصدرت المحكمة العليا التركية حكما الجمعة، يمهد الطريق لتحويل متحف "آيا صوفيا" في مدينة إسطنبول إلى مسجد، وألغت قرارا صادرا في عام 1934، يقضي بتحويل "آيا صوفيا" بموجبه إلى متحف، ليقرر بعدها أردوغان تحويل الكنيسة لمتحف، أصبحت هناك تخوفات مؤكدة من مصير غامض المسجد الأقصى واستغلال إسرائيل الأمر لتحويله لكنيسة.

وهنا قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إنه بالنسبة لإسرائيل وتحويل المسجد الأقصي لمحراب الرب، او كما يقال هيكل سليمان، فتحويل متحف آيا صوفيا بتركيا إلى مسجد قد يشجع الحكومة الإسرائيلية على القيام بذلك.

وأكد "فهمي" في تصريح خاص إلى "الفجر" أن خطورة الأمر تتركز في تحرر إسرائيل من المقدسات الدينية التي تقع تحت إشراف الحكومتين الأردنية والفلسطينية، موضحا أن هناك اتفاق ثلاثي يقر بوجود إشراف كامل لنظام الحكم الهاشمي على تلك المقدسات.

وأوضح أن ماقام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تحويل كنيسة آيا صوفيا لمسجد، في ظل إقامة دعوى قضائية تطالب ببطلان قرار أردوغان، وكذلك ردود الفعل الدولية المنددة بالقرار، سيعطي الزريعةل سرائيل لفعل ذلك العمل داخل القدس، خاصة وأن الوجود التركي في القدس مسار علامات استفهام فهم يشترون أراضي وعقارات ولهم تحركات غريبة وجميعات وخدمات داخل القدس.

وتابع "فهمي" أن هناك مشاكل بين تركيا والأردن بشأن الأمر، وسيكون لها تأثير الفترة المقبلة، وبالتالي قد تلجأ إسرائيل إلى سياسية الخيار الصفري وتبدأ بعمليات التنقيب والبحث تحت المسجد الأقصى وترجمة ذلك إلى الأفكار الخاصة بالحاخامية الكبرى والفكر اليهودي الصهيوني الحديث والإعلان عن تحويل المسجد إلى محراب.

وأشار فهمي إلى أن ذلك يعمق فكرة اليهودية الصهيونية الجديدة في إسرائيل، وهومخطط متكامل، كان في خطة تهويد القدس2020 وتم مدها 5 سنوات، لذلك فإن كل تلك المخاطر واردة بشكل كبير، والتعامل مع الأقصى على أنه يتبع الكيان الصهيوني وليس تحت إشراف الأردن لفترة مؤقتة.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن تصرفات أردوغان تحتاج لمراجعة وكذلك الوجود التركي الغير مفهوم في القدس، والذي يثير علامات استفهام كبيرة.

من جانبه قال الإعلامي والمحلل السياسي الاردني، منصور المعلا، تعليقا على تحويل آيا صوفيا لمسجد، إنه منذ ما يقارب العقدين بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بفتح الطريق امام الاسلام السياسي، وكان خطاب أوباما في جامعة القاهرة ومن ثم دعم جماعات الاسلام السياسي إبان ثورات الربيع العربي استكمالا لهذا المشروع، إلا أن الموجة المعاكسة التي قادها النظام الرسمي العربي أدت لتكسير هذا الاندفاع وخصوصا في مصر ومن ثم سوريا.

وأضاف: "منذ مطلع هذا العام بدأت جماعات الاسلام السياسي في التقدم عبر إسناد مقاربات الأمريكان في المنطقة، وكان أهمها اتفاق افغانستان في قطر ما سهل انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من هناك، ومنع التقدم السوري في إدلب، ومواجهة التمدد الروسي في ليبيا عبر حكومة السراج والمرتزقة السوريين المحسوبين على هذا التيار.

وأشار المعلا إلى أن كل ما سبق له علاقة بكنيسة آيا صوفيا، فتدويل القدس والمقدسات بات أمرا واقعا، بعد أن فتح أردوغان الكنيسة للصلاة الى جوار كونها متحف، مؤكد أن دور جماعات الاسلام السياسي في الاستراتيجية الامريكية لن يتجاوز دور الأداة التي يتم توظيفها للمزاج العاطفي عند عموم المسلمين.