مصير تونس بعد استقالة رئيس الحكومة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تقدم إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسية باستقالة من مهامه، ليفتح أمام رئيس الجمهورية قيس سعيد الباب لمن يحل محله، ودخلت حركة النهضة، التي في حرب سياسية مع الفخفاخ، لجمع توقيعات النواب لتقديم لائحة سحب الثقة منه

ومنحت خطوة الفخفاخ، رئيس الجمهورية قيس سعيد موقعا قويا في اختيار الشخصية المناسبة للمرحلة المقبلة. فما هو مصير تونس بعد استقالة رئيس الحكومة

أسباب الاستقالة

استقال إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسي من الحكومة، على ضوء اتهامات وجهت له حول شبهة بتضارب المصالح، وتصل هذه تداعيات هذه الاتهامات إلى القضاء، وقد تعرض عدد من الأسماء للمحاسبة.

استغلت حركة النهضة هذه الاتهامات للضغط علي رئيس الحكومة داخل البرلمان للرحيل، ولم يستمر الفخفاخ على رأس الحكومة إلا خمسة أشهر، واعتبرت أصغر مدة لرئيس وزراء منذ انتقال تونس إلى عهد ما بعد بن علي، الذي أطيح به في ثورة الياسمين" في 2011.

وتحقق لجنة برلمانية في شبهات تضارب مصالح، المتهم فيها الفخفاخ، لعدم تخليه عن حصص يمتلكها في شركة لتدوير النفايات، التي فازت في مناقصات حكومية، وبدأ الموضوع يحظى باهتمام واسع في الرأي العام في تونس بعد أن صرح الفخفاخ، في منتصف يونيو أنه يملك أسهم في هذه الشركة.

مصير تونس

تضع استقالة الفخفاخ، الرئيس التونسي قيس سعيد في الصدارة بموقع قوي بحكم أنه صاحب الكلمة الفصل في تحديد الشخصية رئيس الحكومة،وأكدت الرئاسة التونسية أن الدستور للعام 2014، يعطي سعيد فرصة تقديم مرشح لرئاسة الحكومة خلال مهلة تنتهي بعد 10 أيّام.

قدم رئيس الجمهورية قيس سعيد، دعمه لحكومة الفخفاخ، ووبخ "النهضة" على تحركاتها من أجل الإطاحة بالفخفاخ، أن "حرصه هو عدم الدخول في صدام مع أي كان مع ضرورة حل المشاكل طبقا ما للدستور" قبل أن يفتح أبواب قصر الجمهوري لاستقبال مقترحات القوى السياسية عن الشخصية التي يوكل إليها مهام قيادة الحكومة المقبلة.

ويكون على رئيس الحكومة الجديدة المختارة، تشكيل حكومة جديدة في شهر واحد، ويستبعد الجميع إجراء انتخابات في حالة فشل الأطراف السياسية في التوصل لحكومة ائتلافية للمرحلة المقبلة.

الانتخابات المبكرة

يستبعد إجراء انتخابات جديدة لان حركة النهضة غير مستعدة لانتخابات مبكرة في الوقت الحالي بسبب تدهور شعبيتها حيث لم تخرج من صدمة الانتخابات الأخيرة التي حصلت فيها على 50 مقعدا، وهي أضعف نتيجة منذ دخولها الساحة السياسية بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.

ويمكن تنظيم انتخابات سابقة لأوانها إذا رفض البرلمان تشكيل حكومة جديدة وحل الرئيس المؤسسة التشريعية ودعوة مواطنين إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى.

وقد يختار الرئيس قيس سعيد "شخصية سياسية بخلفية اقتصادية للنظر للوضع الاقتصادي للبلاد أو شخصية سياسية لكن الأساس أن تكون شخصية تستجيب لظروف المرحلة.

يجب أن يكون رئيس الحكومة الجديد شخصية "توافقية، تحارب الفساد، وقادر على إخراج تونس من الأزمة الاقتصادية، يستبعد أن يكون رئيس الحكومة من النهضة، لأنها لاتحظى بإجماع وطني، ودخلت الحركة في صدام مع معظم القوى السياسية".

استقالة الفخفاخ

أكد الفخفاخ أنه، طبقا للمصلحة الوطنية وحتى تتجنب البلاد صراع المؤسسات، قدم رئيس الحكومة استقالته حتى يفسح المجال (لرئيس الجمهورية) طريقا جديدة للخروج من الأزمة.

قطعت استقالة الفخفاخ الطريق أمام حركة النهضة حتى لا يسمح لها بفرض مرشحها لرئاسة الحكومة، وخسرت رهانها في حربها مع رئيس الوزراء، وهذه الاستقالة، "لا تعني انتصار النهضة بل لم تمنح السبق لأي طرف وثبتت موقف كل جهة" من الوضع.

سعت "النهضة" لجمع التوقيعات للتصويت بسحب الثقة من رئيس الحكومة التونسية المستقيل إلياس الفخفاخ، وحظيت بدعم الكتلة النيايبة ائتلاف الكرامة ومعها "قلب تونس".

جمعت 105 توقيعات من بين 109 المطلوبة، وهذه المعركة التي تقودها ضد الفخفاخ والائتلاف الحكومي، ويحاول حلفاء بتقديم 73 نائبا، لائحة لسحب الثقة عن رئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي يتزعمه حركة النهضة.