عبد الله حمدوك.. الإقتصادي الذي علق السودانيين عليه آمالهم في التغيير

عربي ودولي

بوابة الفجر


لا تستطيع رؤية المشهد السياسي السوداني الجديد متجاوزًا رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الذي باتت آمال وأحلام السودانيين في سودان جديد معلقة عليه، وعلى "حكومة الكفاءات" التي يطمح كل شركاء الثورة في السودان أن تعيد البلاد إلى موقعها الطبيعي وتزيل ما أحدثه الإسلاميين على مدار 30 عام من حكمهم.

ولد السياسي السوداني عبد الله حمدوك عام 1956، في منطقة الدبيبات بولاية شمال كردفان، وتلقى تعليمه الابتدائي والوسطى في مدارسها، التحق بمعهد المعلمين بمدينة الأبيض، إلا انه تركه والتحق بمدرسة خور طقت الثانوية، وفي العام 1975 تم قبوله في كلية الزراعة بجامعة الخرطوم حيث تخصص في الاقتصاد الزراعي حتى تخرج في الجامعة سنة 1981.

بدأ حياته المهنية كموظف في وزارة المالية حتى العام 1987، حيث عمل بمشروع بكادوقلي وانتقل بعده للعمل بهيئة التخطيط الاقتصادي التابعة لوزارة المالية بالأبيض، وذهب في بعثة من قبل الحكومة السودانية للدراسات العليا في بريطانيا، ومع قانون الصالح العام كانت أولى صداماته بالبشير، حيث تمت تصفيته وأسقطت عنه وظيفته.

أعطته جامعة مانشستر أعطته منحة مكنته من إكمال الماجستير في علم الاقتصاد، وبعدها تنافس في مسابقة عالمية علي مِنحة للحصول على الدكتوراه وفاز بها ونال الدكتوراة من ذات الجامعة في العام 1993.

بدأ حياته المهنية في بعد إكمال دراساته العليا في العام 1993، عندما لم يستطيع العودة للسودان بعد إحكام الإسلاميين قبضتهم عليها، بجانب تطبيقي لدراسته بلدًا زراعي آخر هو زيمباوي لإكمال مشروع البحث وبعده إلتحق للعمل في شركة “ديلويت آند توش”، التي تقدم الخدمات الاستشارية والإدارية، وظل بها حتى عام 1995، قبل أن يصبح كبير المستشارين الفنيين في منظمة العمل الدولية في جنوب أفريقيا وموزمبيق حتى عام 1997.


عرف حمدوك لكفائته المناصب الإقتصادية الإقليمية فعين الفترة بين 1997 و2001 في بنك التنمية الأفريقي في ساحل العاج، وبين عامي 2001 و2003، انضم للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة في أديس أبابا، تبوأ خلالها عدة مناصب إلى أن أصبح نائبًا للأمين العام التنفيذي للجنة، ثم عمل بين عامي 2003 و2008 في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية بصفته مديرًا إقليميًا لأفريقيا والشرق الأوسط.


جاء بزوغ نجم حمدوك الإقتصادي حين أختير ليشغل منصب كبير الاقتصاديين ونائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا منذ العام 2011، قبل أن يعينه الأمين العام للأمم المتحدة السابق، بان كي مون، اعتبارًا في العام 2016 في منصب القائم بأعمال الأمين العام التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وذلك لمدة عام واحد، عاد بعدها لمنصب كبير الاقتصاديين ونائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا وظل فيها حتى العام 2018.

ومنذ العام 2018 وحتى الآن، شغل حمدوك منصب كبير المستشارين في بنك التجارة والتنمية، الذي يتخذ من أديس أبابا مقرًا له.

عمل حمدوك بعد تقاعده من الأمم المتحدة مع مجموعة (شاتام هاوس) والتي كلفته بعقد ورش عمل حول، فأختار لتلك الورش عدد من الخبراء السودانيين، فخرجت تلك الورش بمجموعة من الرؤى التي تضمنتها أوراق العمل، حالت حكومة البشير في العام 2018، لتولي منصب وزير المالية في التشكيل الوزاري برئاسة معتز موسى رئيس وزراء النظام المخلوع، ولكنه اعتذر عن المنصب، وخلال المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير لإدارة المرحلة الانتقالية عقب سقوط نظام البشير، برز إسمه كأحد أقوى المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء.

تعرض حمدوك لمحاولة إغتيال أثناء رئاسته للوزراء، وأطلق مسار مفاوضات جوبا بين الحكومة الإنتقالية والفصائل المسلحة متمثلة بالجبهة الثورية، كما قام بخطوات ثابته لرفع اسم السودان من قائمة العقوبات الدولية.