"بعد تمثال مصر تنهض" شاهد عبقرية المصري بالنحت عبر العصور.. ورواد السوشيال ميديا: "أين ذهب هذا الفن؟"

أخبار مصر

تمثال مصر تنهض
تمثال مصر تنهض


انتشرت صور لتمثال يدعي صاحبه أنه يمثل "مصر تنهض"، والتمثال لسيدة، وجاء بتكوين غريب أثار العديد من الانتقادات على صفحات السوشيال ميديا، وبالطبع الفنان حر فيما يبدع، ولكن الانتقادات استدعت إلى الذاكرة الفن المصري القديم، والوسيط والحديث، وعبقرية المصريين في فن النحت عبر الزمان.




تمثال الملك رمسيس بميت رهينة والذي أبهر العالم

ولعل أول الأمثلة على براعة المصريين في فن النحت هي نحت قدماء المصريين، الذين برعوا في توصيف الملامح وتجسيدها، ومن أبرز تلك الأمثلة، تمثال الملك رمسيس الثاني في ميت رهينه، والذي حير العالم بجمال نحته، حيث أن النحات هنا استطاع أن يماثل بين نصفي الوجه، ويراعي النسب التشريحية رغم ضخامة التمثال فجاء عظيمًا مهيبًا، على الرغم من تواضع الأدوات المستخدمة بتلك الفترة من الزمن.




الإبداع في تمثال أرسينوي

علق مجدي شاكر كبير الأثريين قائلًا، لدينا في معرض فيرجينا، بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعرض لعدد من القطع الأثرية المصرية  القديمة، تمثال غاية في الروعة والجمال وهو تمثال الملكة أرسينوي الثانية، من الجرانيت الأشهب، (300 ق. م)، ويمثل ملكة بطلمية ترتدي رداء طويل، ورغم صعوبة التشكيل في الجرانيت إلا أن التمثال  يكشف عن تفاصيل جسدها تحت الثوب، وتربط طرف الشال عند الصدر بعقده تسمى عقدة إيزيس والتمثال يشبه المعبودة إيزيس وأفروديت.




وأرسينوي الثانية من أعظم الملكات اللائي حكمن مصر وبرعت عسكريًا واقتصاديًا وتعتبر ملهمة كليوباترا السابعة وهي ابنة  بطليموس الأول من زوجته برانيكي الأولى وتزوجت ثلاثة مرات الأولى في سن الخامسة عشرة عامًا، من ملك تراقيا، وأنجبت منه ثلاث أولاد لتضمن ولاية  العرش  بعد أبيهم.




وأمرت بتسميم أكبر أولاد زوجها من زوجه ثانية وبعد مقتل زوجها تزوجت من بطليموس كيراونوس  لأسباب سياسيه إذ  ادعى كليهما ولاية العرش  وأقدم بطليموس على قتل اثنين من ابنائها من زوجها السابق ولكن بكرها تمكن من الفرار الى الشمال ثم تزوجت للمرة الثالثة من شقيقها  بطليموس الثاني ولكنها لم تنجب منه اولاد وخلد ذكرها وألهها وسمى العديد من المدن المصرية باسمها وأشهرها إقليم الفيوم وكان لها الفضل في الانتصار بالحرب السورية الأولى.




تمثال نهضة مصر

في العصر الحديث أبدع الفنان المصري النحات محمود مختار، بتمثاله نهضة مصر، والذي يعد أحد رموز مصر في عصرها الحديث وهو منحوت من الجرانيت، والفكرة جاءت لمختار أن ينحت تمثالًا يمثل نهضة مصر في تلك الفترة السياسية الهامة من تاريخها 1917، فبدأ خلال 1918- 1919 في نحت تمثال كبير يبلغ حجمه نصف حجم التمثال الحالي وعندما أكمله عرضه في عام 1920 بمعرض الفنون الجميلة السنوي بباريس ونال إعجاب المحكمين والرواد من المهتمين بفن النحت.

ولما ذهب سعد زغلول ورفاقه إلى فرنسا لأول مرة، قاموا بزيارة معرض الفنون الجميلة وشاهدوا التمثال المصري وأعجبوا به وكتبوا يشجعون على إقامته في القاهرة، ووافق مجلس الوزراء في 25 يونيو 1921.

وأسهم الشعب المصري في اكتتاب عام لإقامته، وأكملت الحكومة النفقات، وفي مايو 1928 أقيم حفل كبير بميدان رمسيس لإزاحة الستار عن التمثال، ثم نُقل التمثال من مكانه الأول إلى ميدان جامعة القاهرة عام 1955م.   



وسنكتفي هنا بنقل التعليقات التي تداولتها صفحات رواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءلوا أين ذهب فن النحت، وإجادته، حيث أن النحت ليس مهمته فقط أن يصنع تمثالًا، بقدر ما هو يصنع موضوعًا له هدف وفكرة، تتوارثها الأجيال عبر الزمن.