علي قاسم صوان.. القصة الكاملة لشهيد لقمة العيش في حادث بيروت

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


رائحة الموت في كل مكان.. هكذا كان ولا يزال المشهد في لبنان الجريح، الذى شهد كارثة بيئية وإنسانية، حين انفجر مرفأ بيروت، مخلفا عشرات الضحايا، ومئات الجرحى والمصابين، بجانب تشريد نحو 300 ألف شخص، جراء الدمار الذى لحق بالعاصمة اللبنانية، ما يجعل لبنان في حاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها، إذ يتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلى الإجمالي للبلاد.

دماء في مياه بيروت
وبينما تلطخت شوارع بيروت بدماء الضحايا والمصابين، امتزجت مياه البحر أيضا بدماء أخرى، كانت بعضها لمواطن يدعى علي قاسم صوان، الذى انتشلت جثته وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني، وبحرية الجيش اللبناني.

وبعد مضى 10 أيام على انفجار مرفأ بيروت، طفت جثة على قاسم صوان، وهو أحد ضحايا الانفجار، على السطح، إذ عثرت عليه وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني، وبحرية الجيش اللبناني، أثناء جهود إنقاذ العالقين وضحايا الانفجار، فانتشلته من داخل سيارته، بعد مضى 10 أيام قضاها في باطن الماء.

ومما هو مثير للحزن والتعاطف، أن على قاسم صوان، لم يكن يدر أن نهايته ستكون في أثناء سعيه وراء لقمة العيش، إذ اعتاد على مرافقة أخيه كل يوم لصيد الأسماك، بعد الانتهاء من ساعات عمله، سعيا منه بذلك وراء تحسين دخله، والوفاء بالتزاماته نحو أسرته التي أعياها البحث عنه منذ وقوع الكارثة حتى العثور على جثته، وهو ما جعله يحوز بجدارة لقب "شهيد لقمة العيش".

الأزمات تتداعى على لبنان
ويعيش لبنان أسوأ أيامه، إذ يعانى من أزمات متلاحقة، تتداعى عليه واحدة تلو الأخرى.

ففي حين يعانى البلد العربي من أزمة اقتصادية حادة، ربما لم تمر مثلها على لبنان، منذ عقود، تعرض لبنان، كغيره من البلاد العربية والأجنبية، لجائحة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، التي أنهكت القطاع الصحي والطبي اللبناني، لتلحق به كارثة أخرى، حين انفجر مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الموافق 4 أغسطس.

كما أن حضارة بيروت، من مبان تراثية، ومتاحف، وغيرها من شواهد على تاريخ لبنان العظيم، لم تكن بمنأى عن آثار تفجير المرفأ، إذ أصيبت مبانٍ تراثية وتحف معمارية بتصدعات، فتحولت بعض أجزائها إلى ركام، حين تساقطت أحجار الجدران والواجهات، بينما وقفت بقاياها حزينة تشكو ما تكبدت من خسائر فادحة.

مساعدات عربية وأجنبية لإعادة إعمار بيروت
كل ذلك دعا دولا عربية وأجنبية إلى المسارعة في دعم لبنان، لمواجهة تداعيات الكارثة، وإعادة إعمار بيروت، وحلت مصر في صدارة تلك الدول، فلم تتردد في الوقوف داعمة للبنان وأهله في أزمته الأخيرة، وتوالت المساعدات العربية والأجنبية على لبنان، دعما له في تخطى تلك المرحلة الصعبة التي يعيشها.