بمناسبة ذكرى رحيل حبيب جرجس.. تعرف على المُسلم الذي تبرع للإكليريكية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، بإحياء ذكرى رحيل القديس حبيب جرجس مؤسس الكلية الإكليريكية ومدارس الأحد.

المسلم الذي تبرع للإكليريكية:

كان حبيب جرجس يبذل جهدًا كبيرًا لجمع التبرعات لبناء المدرسة الاكليريكية وكنيستها في ظل قلة الموارد ورفض المجلس الملي صرف اموال علي تعليم الاكليروس، فكان حبيب جرجس يقوم بتصرفات تبدو مخجلة ولكنه كان لا يخجل في سبيل تحقيق هدفه، وعلى سبيل المثال كان يشترط اذا دعي لإلقاء خطاب في عرس أو وفاة أن يأخذ مبلغًا كبيرًا وبعد أن يأخذه يحرر لهم ابصال تبرع للمدرسة الاكليريكية أو كنيسة مهشمة.

وفي يوم من الأيام زار المحسن الكبير أحمد باشا المنشاوي وكان من أشهر أغنياء مصر، وهو من مديرية الغربية، حيث أشتهر في أواخر القرن التاسع عشر وقد سجنه الإنجليز لفترة قصيرة اثر تهمة باطلة وكان ذلك في ١٩٠٢ وبعد خروجه من السجن توافد عليه الناس من كل مصر وكان منهم حبيب جرجس الذي القي خطبة عصماء في حضرة المنشاوي باشا واعجب بها الباشا جدا لدرجة أنه أدرج مدارس قبطية في وقفيته اي يتم الصرف عليها من ريع اراضي الباشا، منها مدرسة الصنائع القبطية ومدرسة طنطا القبطية، كما قام بالتبرع بشيكًا بقيمة ٢٥٠ جنيه ذهب بأسم حبيب جرجس ويصرف من بنك الانجلو وهو مبلغ كبير جدا وقتها، فقام حبيب بصرف الشيك وسلم الأموال لخزينة البطريركية في ميزانية بناء المدرسة الاكليريكية.


وكان البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح من عام ( 1854- 1861) قد خطا خطوات وثابة في مجال النهضة، فقد فتح المدارس وعلم البنات واستقبل المطبعة بالألحان الكنيسة.

وبدأ ينظر في مسألة تعليم الكهنة، ولكنه رحل عن عالمنا قبل أن تكتمل خيوط الحلم لتصير واقعا.

والتقط الخيط حبيب جرجس وخدام كثيرون ولكن حبيب جرجس كان بينهم الرائد الأول والمعلم الأول والمكرس الأول، أدرك حبيب جرجس بتعمقه في تاريخ كنيسته إن النهضة الحقيقية تبدأ من التعليم.

وله قول مشهور: " إن التعليم ثاني حاجة للشعوب بعد الخبز ".

لقد التحق بالاكليريكة مع عدد كبير بعد نهاية دراسته الثانوية ومع كل عام يمر ينقص العدد حتى بقى وحده !.

وكانت المدرسة تعانى فليس هناك مدرس للدين !! ولا يوجد من يصلح فالتفتت الأنظار إلى حبيب، وكان وقتها تلميذًا في السنة النهائية، وعين أستاذا للدين وهو طالبا وكان ذلك عام 1899ومن وقتها سار في طريقه لا يلتفت للوراء إلا ليتزود من تراث الأجداد 
وهذه سطور قليلة من سجل أعماله لخدمة الكنيسة والوطن التعليم الاكليريكى:

وتولى رئاسة المدرسة الاكليريكية منذ عام 1918 ولمدة 33 عاما واستطاع بجهود غير عادية أن ينقلها من غياهب القرون الوسطي إلى مستوى يليق بكنيسة الإسكندرية ومدرستها القديمة. 

ووضع لها مناهجها( أكثر من 18 مادة مابين دين ولغات وعلوم وأدب وفلسفة ) واختار أساتذتها من أفضل العناصر الموجودة وجال بالقطر المصر كله يجمع التبرعات من اجل المدرسة الوليدة.

وقام بشراء المنازل المحيطة بالمدرسة القديمة في حي مهشمة حتى أصبحت المساحة 5399 مترا مربعا وأسس لجوار المدرسة كنيسة لتكون مقرا للتدريب العملي لكهنة المستقبل وعندما أراد إدخال الكهرباء للمدرسة بذل في ذلك جهدا كبيرا حتى تمكن من إدخال الكهرباء لحى الشرابية كله !! أسس القسم الجامعي بالكلية الاكليريكية عام 1945.. فالتحق به شباب الأقباط ومنهم الأطباء والمهندسون والمدرسون بعد إن كان مجرد التفكير في دخول الاكليريكية يستوجب البكاء والتبكيت من الأهل والمعارف.

وكان خريجي أول دفعة أربعة كان أولهم نظير جيد الذي اصبح البابا شنودة الثالث، فهل يمكننا أن نقول عن حبيب جرجس انه معلم البطاركة والأساقفة؟.