بسبب الفساد ونشر المرتزقة.. تفاصيل انتفاضة الليبيين ضد السراج

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


"ارحل يا سراج".. هكذا يبدو المطلب الأبرز لليبيين، الذين انتفضوا ضد فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فى تظاهرات كبيرة، نظمها الشعب الليبى، تنديدا بالظروف المعيشية المتدهورة، والفساد المستشرى فى بلاد عمرالمختار، التى تعانى ويلات النزاعات المسلحة التى تدور على أرضها منذ سنوات.

الليبيون ينتفضون ضد السراج
وخرج جمع كبير من الليبيين، أغلبهم من جيل الشباب، فى تظاهرات بمدينة طرابلس، وعدد من مدن ومناطق الغرب الليبى، التى تسيطر عليها حكومة السراج المنتهية ولايتها.

وردد المشاركون فى المظاهرات عددا الهتافات المنددة بالفساد، وأخرى مطالبة برحيل فايز السراج وحكومته، كما أبدى المتظاهرون غضبهم من تدنى مستوى المعيشة، وتدهور الظروف الاقتصادية نتيجة النزاع المسلح، فضلا عن تدهور الظروف المعيشية، وغياب أبسط حقوقهم فى المياه والكهرباء التى تنقطع باستمرار، فضلا عن طوابير السيارات التى تقف أمام محطات الوقود فى انتظاردورها.

كما بدا من بين أبرز مطالب المتظاهرين الليبيين المنتفضين ضد السراج وحكومته إخراج ميليشيات المرتزقة المسلحين من البلاد، وعدم تعريض حياة المواطنين الليبين للخطر على يد هؤلاء المرتزقة التى تدفع بهم تركيا إلى ليبيا، من أجل استمرار الاقتتال والنزاعات المسلحة، التى لا تصب فى نهاية الأمر إلا فى مصلحة الغازى التركى.

ومن بين أبرز المشاهد التى وقعت خلال التظاهرات، ما أظهرته لقطات مصورة عرضتها قناة "الغد"، حول قيام سيدة ليبية عجوز، وهي تحتج بنبرة عالية على الذين ينهبون ثروات بلادها.

وقالت السيدة وهي تهتف خلال مظاهرات، إن أموال الليبيين تذهب إلى مرتزقة تركيا وإلى الأتراك أنفسهم.

إطلاق النار على المتظاهرين
وبينما ينتفض الليبيون ضد السراج وميليشياته ومرتزقة تركيا، وبدلا من الرضوخ لمطالب الشعب، أطلقت قوات السراج النار على المتظاهرين، فى محاولة لفض التظاهرات المناوئة لهم، والمطالبة برحيلهم عن المشهد السياسى فى ليبيا.

تضليل الرأى العام
وعلى الرغم من إعلان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، يوم الجمعة الماضى، وقفا شاملا لإطلاق النار، فى جميع الأراضى الليبية، مؤكدا أن تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح، وأن تقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها، إلى جانب دعوة السراج، إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة خلال شهر مارس المقبل، باتفاق الأطراف الليبية، فإن هناك مخاوف من مؤامرة تركية محتملة بالتنسيق مع حكومة الوفاق، تتجلى فيما أفاد به اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، من تصريحات، وصف فيها مبادرة رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، فايز السراج، بأنها تضليل للرأى العام، وأنها للتسويق الإعلامى فقط.

وقال المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، إن مبادرة السراج التى جاءت لزر الرماد فى العيون، تمت كتابتها فى عاصمة أخرى، بحسب ما أفادت به قناة "العربية".

وأضاف المسمارى أن مبادرة السراج جاءت بهدف التغطية على نواياهم الحقيقية بشأن الأوضاع فى ليبيا، مؤكدا أنه تم رصد حشدا كبيرا للمليشيات فى خط الهيشة القداحية زمزم، استعدادا لعملية عسكرية ضد الجيش الليبى فى سرت، كما تم رصد تحركات مشبوهة لوحدات بحرية على مدى الـ24 ساعة الماضية، على ما أفادت به وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأوضح المسمارى أن هناك فرقاطتين تركيتين، و3 سفن حربية، تتقدم نحو سواحل سرت، في وضع قتالي للهجوم على القوات المسلحة، منوها 

وحذر المسمارى من أن أى عمل عدائى سيجابه بالقوة، وسيتم التعامل مع العدو إذا فكر فى شن هجوم على قوات الجيش فى سرت.

وكان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، قد أعلن، يوم الجمعة الماضى، وقفا شاملا لإطلاق النار، في جميع الأراضي الليبية.