غزو سلفى لـ«الساحل الشمالى»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


المنقبات ينزلن الشواطئ بملابسهن كاملة ويتعمدن مضايقات ذوات المايوه

الملتحون يقيمون الصلاة أمام مسرح الحفلات.. وأبناؤهم يلعبون فى البحر بالبوكسرات

فى الساحل الشمالى يستغل المصطافون كل لحظة للإمساك بالسعادة وتنقية نفوسهم من توتر العمل والمذاكرة طيلة العام، ويستمتعون بمشهد الأمواج والهواء الخالى من الضوضاء وعوادم السيارات والأتربة.

فى الساحل الشمالى كوكتيل ظهر على امتداد الساحل الذى كان يضم أبناء الطبقة المتوسطة على اختلاف درجاتها بداية ممن يدخرون تكلفة أسبوع المصيف إلى ملاك الشاليهات والفيللات وهناك ترتدى الفتيات المايوهات ويشاركن فى حفلات الأنيمشن ويركبن للبيتش باجى على الشواطئ، ويرسمن التاتو المميزة.

ولكن جميع هذه المظاهر تتآكل فى معظم قرى الساحل الشمالى المفضلة للفئات الأفقر من الطبقة المتوسطة مع الحضور السلفى الملحوظ للسلفيين.

وفوجئت هذه الأسر وهى بالمناسبة عادية ومحافظة أخلاقيا بانتشار كبير للمنتقبات وأصحاب اللحى على الشواطئ وكأنه غزو سلفى ما غير المظهر المعتاد للساحل الشمالى، ولو ظهرت فتاة أو مراهقة ترتدى مايوه تجد نفسها محاصرة بين النقاب والبوركينى ما يفسد الإجازة التى كانت تنتظرها طيلة العام.

«الفجر» عاشت داخل أحد الفنادق الكبرى بالساحل الشمالى، عدة أيام وسمعت روايات عدد من الفتيات عن تجربتهن مع الساحل السلفى والمظاهر الغريبة أو المضايقات التى تعرضن لها.

يمكن أن يظن البعض أن القرية السياحية التى زارتها «الفجر» مملوكة للسلفيين ولكن الواقع أنها مملوكة لقبطى وعدد ليس قليلاً من طاقم العمل المشرف على القرية من الأقباط.

ورغم وجود قائمة للملابس التى يحظر نزول الشاطئ بها من بينها الملابس القطنية والعادية والنقاب إلا أن المنقبات تحايلن على ذلك بارتداء مايوه للمنقبات والذى لم يقنع أمن الشاطئ فحاول منع إحداهن من النزول خاصة أن ارتفاع الموج كان عاليا ونزولها بالنقاب قد يعرضها للغرق بدرجة أكبر.

وبعد محاورات كثيرة معها ومع زوجها اضطر الأمن فى النهاية للسماح لها بالجلوس على الشاطئ لتلاعب أطفالها بعد أن تعهدت بعدم تخطى هذا المكان.

ليس المنقبات هن اللاتى لوّن الساحل بالأسود المميزات به ولكن الرجال الملتحين أيضا الذين كانوا ينزلون البحر يرتدون تى شيرت فوق شورت طويل ونزل أحدهم إلى مياه البحر مرتديا قميصا وبنطلونا فتشكك المصطافون أن الرجل يريد الانتحار وليس الاستمتاع بملمس مياه البحر والرمال، سرعان ما سبح بملابسه وغطس فى المياه ثم خرج من البحر وتوجه إلى المنقذ بعد حوار قصير أعطاه فرد الإنقاذ هاتفًا محمولاً يبدو أنه تركه معه قبل نزول البحر.

حتى أبناء السلفيين خاصة الصبيات فكن يرتدن بوركينى بنصف كم وهو ما ينطبق على الأطفال حتى لو لم يتجاوز عمرهم العامين.

وعلى حمامات السباحة نشبت مشادات بين الأمن وبعض الرواد بسبب ارتداء الرجال والشباب تى شيرتات قطنية فوق المايوه بينما ارتدى بعضهم الملابس الداخلية «البوكسر» أسفله وهو أمر ممنوع بالنسبة لمن يريد النزول فى حمام السباحة، لأنه ناقل للأمراض رغم رفض الأمن فى البداية إلا أن أعداد المخالفين كانوا أكثر من قدرة الأفراد على فرض تطبيق اللوائح.

وأمام المسرح المخصص لحفلات الرقص والأنيمشن بجوار حمامات السباحة ببضع مترات وضع بعض السلفيين «مصليات» فكان منظمو الحفلات مجبرين على الانتظار إلى بعد صلاة العشاء لبدء الحفلة وعدم تشغيل أى موسيقى قبل هذا التوقيت رغم أنه كان من السهل على من يريد الصلاة أداءها فى غرفته بدلا من ممارسة العبادة وهو يرتدى مايوه وتى شيرت مبللًا بمياه البحر.

تحدث عدد من الفتيات لـ«الفجر» حول المضايقات اللاتى تعرضن لها من قبل السلفيين بالساحل، منهن ناريمان محمد التى فوجئت هذا العام بعدد كبير من المنقبات وأصحاب اللحى بالشواطئ ورغم أن الزى حرية شخصية إلا أن المايوه سواء العادى أو البوركينى هو الزى المناسب للشاطئ وحمام السباحة ولابد أن يكون زيا إجباريا لخطورة الملابس القطنية على حمامات السباحة.

وترى ناريمان أن مشكلة المنتقبات وأزواجهن أنهم لا يلتزمون بأى قواعد وينزلون الشاطئ بملابسهم العادية والقطنية وإذا تحدث إليهم أحد حولوا القضية لاضطهاد وعنصرية، كما أنها بمجرد أن شاهدتهم منعت ابنها من نزول حمام السباحة لأنها تريد حمايته من أى مرض جلدى محتمل «الساحل خلاص ما بقاش بتاعنا هيعملوا فيه زى ما عملوا فى رأس البر والإسكندرية وللأسف الفنادق اللى بتمنع المظاهر دى غالية جداً وفوق قدراتنا المادية».

أما سارة أحمد فلاحظت أن المنقبات وأزواجهن وبعض المحجبات ينظرن إليها بشكل مقصود لتوصيل رسالة إليها بأن ارتداءها المايوه العادى انحراف «طول عمرى بلبس مايوه فى الساحل أول سنة أتعرض للنظرات الناقدة بالشكل ده وأحس إنى غريبة فى المكان.