الحسيني الكارم يكتب: عندما يتقابل التعبان مع العقرب

مقالات الرأي

الحسيني الكارم
الحسيني الكارم


نعم يتقابل التعبان والعقرب في الأماكن المهجورة المظلمة الغير مؤهلة ونحن نواجه عقول بهذا الشبه فاقده الوعي وفقدت الثقة في من يتحدث لهم ويخاطبهم ومن يحاول أن يوصل لهم المعلومة الصحيحة وكيف لقد نسينا حديث رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم (خاطبو الناس قدر عقولهم) نعم وباللغة العامية فن توصيل المعلومة.
 
نحن  نتعرض لعملية تجريف العقول وتجريف الثقة فيما بيننا وفقدها، نحن في حاجه لمن يعرف يخاطب العقول، يجيد توصيل المعلومة ويجيد استخلاصها وأساس أي تحليل ابحث عن المستفيد تصل للفاعل.

عندما يتقابل التعبان، التعبان بحرف التاء، تدل علي مفهومين، التعبان هو المواطن البسيط الفقير قليل الوعي الغير مدرك بما نحن فيه من مرحلة نمو وبناء وتطور   وتأثيرها علي الوطن وأبناء وطنه غير ملتفت للمؤامرات واستغلال الظروف لتأجيج الناس وشحنها.

والمعني الأخر التعبان بحرف الثاء الذي يلتف حول الأخبار والظروف ويقوم بعصرها والضغط عليها لتشكيلها حسب الصورة والشكل التي يريدها حسب ما يريد أن تظهر مثل الأفعي، مستغلا للمواقف والأحداث، وهو  صاحب المصالح المادية أو السياسية غير مهتم بمصلحة البسيط ولا الوطن، هدفه الأساسي مصلحته الشخصية ونجد العقرب متمركزا في مركز اتصالات وعمليات يغذي بسمه القاتل هؤلاء الفئتين من الناس مستغل بساطه هذا وانتهازيه ذاك.

وهنا، أحب أن أقص زيارتي لإحدي المخيمات للاجئين السوريين، الصور توضح  أكثر من أي كلام مكانها، إنها في لبنان علي حدود سوريا، منطقة تسمى المرج، نعم نعم داخل لبنان يوجد مخيمات السوريين.

لم أكن أصدق هذا، لولا وجودي بنفسي وما رأيته بعيني أنه مخيم للاجئين السوريين، الصور تصف المنظر وتترجم الواقع أبلغ من أي كلام، غرف من خشب لكل أسره غرفة ونوافذها من المشمع، حمام مشترك لعدد كبير من الأسر، لا يوجد مياه ولا كهرباء، يتم نقل المياه محمولة بالأيدي حسب الاستخدام الشخصي، تعبت نفسيا من هول المنظر.





نحن الأن في فترة أو مرحلة تشبه أب أو أخ أكبر جمع ماله ومال وكل مجهود وإمكانيات أخوته وأبنائه وقام بعمل مشروع كبير لمصلحه أسرته اقتصاديا واجتماعيا، وفي المرحلة الأخيرة التي تقارب مرحلة التشغيل وجني المكاسب والثمار يتدخل العقرب والتعبان لبث السم بين أفراد الأسرة الواحدة ويقوموا بتشكيل الأحداث علي الشكل المسموم وبصورة بسيطة وسهلة التي تراها وتستمع لها وتقتنع بها مستغلا للظروف.

لماذا الأن ولماذا هذه الفترة؟.. لأن فترة المكاسب وجني الثمار سوف تجعلك مستقل ذاتيا غير محتاج لأحد أصبحت في مركز قوه، لك مكان قوي ومهم علي طاوله المفاوضات إقليميا وعالميا، أما إذا لا قدر الله دمرت مشروع الأب أو الأسرة سوف تصبح ضعيف غارقا في متاهات والتزامات من المفترض أن تؤديها في وقت معين  وتفشل مشروعك أو مصنعك وتكون أنت الأيد التي ساهمت في فشله، أنت بيدك لا بيد غيرك، خلو بالكم من مصر، حفظ الله مصرنا.