ثورة 30 يونيو وسد النهضة.. مواقف مشرفة لأمير الكويت الراحل مع مصر

تقارير وحوارات

الشيخ صباح الأحمد
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح


نعى الديوان الأميري بالكويت، اليوم الثلاثاء، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذي انتقل إلى جوار ربه.

كما نعت مصر ببالغ الحزن والأسى، أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الثلاثاء، لتفقد الأمة العربية والإسلامية زعيما عظيما من طراز فريد، بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها.

وجاء فى البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية: "إن جمهورية مصر العربية لتستذكر في هذه الظروف الأليمة، بكل العرفان والتقدير، المواقف الأخوية للأمير صباح، وبصماته البارزة في نهضة الكويت، والأمتين العربية والإسلامية، فلقد كان قائدًا حكيمًا، كرّس حياته في خدمة شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، وستظل أعماله وإنجازاته راسخة في الوجدان، وستبقيه نموذجًا يحتذى به في القيادة والبذل والعطاء".

وأضاف البيان: "أن الرئيس عبد الفتاح السيسي إذ ينعي لمصر وللأمتين العربية والإسلامية أخا وصديقا عزيزا، ليعرب باسمه وباسم مصر حكومةً وشعبا، عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى الشعب الكويتي الشقيق، وأسرته الكريمة، في هذا المصاب الجسيم، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يسدد سبحانه وتعالى خطى دولة الكويت لمواصلة مسيرة التقدم والازدهار والدفاع عن قضايا العروبة والإسلام".

العلاقات المصرية الكويتية

وتعتبر العلاقات المصرية الكويتية نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية، إذ إن مصر دائما ما تؤكد على وقوفها إلى جانب الكويت، ودعمها لكل ما يكفل أمن شعبها واستقراره، ولعل ذلك بدا واضحا من خلال حرص القيادة السياسية فى مصر، على مدى العصور، على دعم الكويت خلال فترة الغزو العراقى، وما قبلها، حين أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بيانا معارضا لتهديدات الرئيس العراقى الراحل عبد الكريم قاسم، بضم الكويت للعراق.

وفى المقابل، دائما ما تقف الكويت إلى جانب شقيقتها مصر، داعمة لها فى مختلف القضايا والأزمات، ولعل أبرز تلك المواقف دعم الكويت لمصر فى مواجهة عدوان يونيو 1967، وفى حرب أكتوبر عام 1973، وأخيرا في تأييد إرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013، التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية.

وللشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، مواقف مشرفة مع مصر، تستعرضها "الفجر" فيما يلى من سطور:

دعم الإرادة الشعبية فى ثورة 30 يونيو

مع اندلاع ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، كان الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت الراحل، من أوائل الداعمين للإرادة الشعبية فى مصر، ولجيش مصر العظيم.

وعرضت الكويت فى ذلك الحين، تقديم مساعدات تقدر بنحو 6 مليارات دولار، سواء وديعة فى البنك، أو مساعدات نفطية، من أجل دعم مصر فى تخطى المحن والأزمات التى كانت قد تعرضت لها فى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

كما أثنى أمير الكويت وقتها على الموقف التاريخى العظيم الذى قام به الجيش المصرى من أجل حفظ أمن مصر واستقرارها.

تعزيز العلاقات مع مصر

ودائما ما كان يشيد أمير الكويت الراحل بدور مصر فى المنطقة العربية، التى يراها رائدة للعرب، لم لها من مكانة بين شعوب الدول العربية كافة.

وعهد على أمير الكويت الراحل، ان كان دائما ما يتناول فى تصريحاته الموقف المصرى الرائد فى استقرار الدول العربية، وجهودها المستمرة فى تعزيز العمل العربى المشترك، والمكانة التى تتمتع بها، بين الشعوب العربية بشكل عام، وشعب الكويت بشكل خاص، الذى تربطه علاقة أخوية بالشعب المصرى.

دعم مصر فى قضية سد النهضة

عهد أمير الكويت الراحل داعما قويا على مدى حياته لمصر وشعبها، فى مختلف القضايا، فكان آخرها دعمه لمصر فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حين استقبل وزير الخارجية المصري، سامح شكرى، فى 9 مارس الماضى، وأكد له وقوف الكويت مع مصر في كل ما يصون المصالح المصرية، ويحفظ حقوقها وأمنها المائي، بما في ذلك دعم بلاده لمصر في ملف سد النهضة.

وأد محاولات الإخوان الوقيعة بين مصر والكويت

وبعد محاولات إخوانية للوقيعة بين الشعب المصرى وشقيقه الكويتى، كان لأمير الكويت الكلمة العليا فى قطع الطريق أمام محاولات الوقيعة بين الشعبين الشقيقين.

فوجه أمير الكويت حكومته، ممثلة فى وزارة الخارجية، بالسعى نحو إفشال جميع المخططات الدنيئة، والتأكيد على أن مصر والكويت، تربطهما علاقات أخوية لا يمكن النيل منها، وهو ما حدث بالفعل، حين اتخذت الخارجية الكويتية من توجيهات الأمير الراحل طريقا، نجحت من خلاله فى وأد محاولات الإخوان، بعدما سعوا للترويج لأن المصريين فى الكويت لا يلقون معاملة طيبة، وأنهم يتعرضون لمضايقات واعتداءات متكررة، كما أكدت الخارجية الكويتية على عمق وتجذر العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وبين أمير الكويت، وأخيه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، بالشكل الذى يجعل الوقيعة بين البلدين أمرا مستحيلا.

إطلاق اسم حسنى مبارك على أحد الصروح المهمة

وفى فبراير الماضى، أعلن مجلس الوزراء الكويتي، في بيان أن الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر، أصدر أمرًا ملكيًا بإطلاق اسم الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك على أحد الصروح المهمة في البلاد.

ونعى مجلس الوزراء "ببالغ الحزن والأسى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، الذى انتقل إلى رحمة الله تعالى، معربا عن صادق تعازيه ومواساته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى وإلى الشعب المصرى الشقيق وإلى أسرة الفقيد الراحل خاصة".

وأضاف: "وفى غمرة مشاعر الاعتزاز التى يعيشها الكويتيون فى عيد الكويت الوطنى ويوم التحرير المجيدين، فإن دولة الكويت قيادة وشعبًا تستذكر بكل الامتنان والتقدير مواقفه التاريخية الحازمة ودوره المحورى فى تشكيل الموقف العربى الرافض منذ اللحظات الأولى للغزو الصدامى الغادر على دولة الكويت، والتأسيس لقيام أقوى تحالف دولى فى مواجهة جريمة الغزو الغاشم إلى أن استعادت دولة الكويت حريتها وسيادتها".

وأشار إلى أنه "بناء على أمر أمير البلاد، وتقديرا لمكانة الراحل، وتخليدا لذكراه، فقد قرر مجلس الوزراء إطلاق اسمه (حسنى مبارك) على أحد الصروح المهمة فى دولة الكويت".

وفاة أمير الكويت

ونعى الديوان الأميري بالكويت، اليوم الثلاثاء، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذي انتقل إلى جوار ربه.

ونقل تلفزيون الكويت الرسمي، بيانا، اليوم الثلاثاء، من الديوان الأميري جاء فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).. ببالغ الحزن والأسى، ينعى الديوان الأميري إلى الشعب الكويتي، والأمتين العربية والإسلامية، وشعوب العالم الصديقة، وفاة المغفور له باذن الله تعالى، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذي انتقل إلى جوار ربه.. داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".