كيف استعدت مصر لمواجهة أي موجة أخرى لكورونا؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لا تزال جائحة كورونا تضرب العديد من دول العالم، بشكل دفع عددا من تلك الدول للعودة إلى تشديد الإجراءات الاحترازية، وإجراءات الغلق، للحد من تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، خلال موجته الثانية، التى تعد أشد فتكا من سابقتها، مما يهدد بمواصلة سقوط ضحايا تلك الجائحة، وهو ما ظهر بالفعل فى عدد من الدول التى تشهد ارتفاعا ملحوظا فى أعداد الإصابات والوفيات الناتجة عن الإصابة بالفيروس.

على الرغم من قرارات الحكومة المصرية، واللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا، بتخفيف إجراءات الغلق التى كانت قد اتخذتها ضمن حزمة من الإجراءات لمواجهة تفشى الجائحة، والتى من بينها عودة الدراسة، وفتح المساجد، والسماح بإقامة صلوات الجنازة في المساجد، التي لها ساحات فضاء مكشوفة، وإقامة الأفراح بالأماكن المكشوفة، في المنشآت السياحية والفندقية الحاصلة على شهادة السلامة الصحية، لا تزال وزارة الصحة والسكان على أهبة الاستعداد، من أجل مواجهة الموجة الثانية المحتمة من الجائحة.

تحذير رئاسى من موجة ثانية لكورونا

يأتى ذلك فيما حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من إمكانية تعرض مصر لموجة ثانية من كورونا، مؤكدا أن الأعداد بدأت تزيد مرة أخرى فى دول أكثر تقدما بكثير لدرجة أن الأعداد فيها أكثر من 10 آلاف و15 ألف حالة يوميا.

ووجه الرئيس رسالة للمرأة، قال فيها: "من فضلك استمري في الإجراءات اللي أنتى بتعمليها علشان العدد اللي إحنا في دلوقتي ميزيدش"، مشددا على ضرورة الحفاظ واتباع الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا، وتابع: "مستكترين علينا إن ربنا ساترها علينا فى كورونا، ده فى دول بتحسدنا على حسن تعاملنا مع أزمة كورونا.. مصر كده عشان ناسها طيبين مش بتوع أذى وضرر وتخريب، إحنا بنحرم نفسنا من اللقمة عشان نحمى بلدنا".

خطة "الصحة" لمواجهة الموجة الثانية المحتملة

وعلى خطى الرئيس وبتوجيهاته، أعدت وزارة الصحة والسكان خطة الاستعداد للموجة الثانية المحتملة من كورونا.

وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن خطة الاستعداد للموجة الثانية المحتملة لانتشار فيروس كورونا، تنقسم إلى 4 محاور، المحور الأول خاص بمنافذ الخدمة الصحية الآمنة، حيث سيتم ضم 320 مستشفى عاما ومركزيا، بالإضافة إلى مستشفيات الحميات والصدر، مع زيادة وتيرة العمل بمبادرة رئيس الجمهورية للأمراض المزمنة من خلال منافذ آمنة، وزيادة قدرة معامل تحاليل الحمض النووي للضعف تقريبا.

أما المحور الثاني، فقالت وزيرة الصحة إنه يتعلق بتوفير المستلزمات والأدوية من خلال تجهيز احتياطي استراتيجي للأدوية، والمحور الثالث هو حوكمة النظام الصحي من خلال تشغيل 27 غرفة عمليات فرعية مرتبطة بالغرفة المركزية لسرعة تسكين الحالات، ومنع الدخول من خلال أي منفذ بري أو بحري أو جوي، للقادمين بدون إحضار تحليل سلبي للحامض النووي.

أما المحور الرابع ضمن خطة الاستعداد للموجة الثانية المحتملة، فهو الاهتمام بتوفير الأمصال والطعوم من خلال تجهيز خط إنتاج أحد مصانع الشركة القابضة للأمصال "فاكسيرا" بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم مع "جافي" لتوفير نسبة من تعداد السكان من لقاح "سترازينكا" الذي تطوره جامعة أكسفورد.

وأشارت الدكتورة هالة زايد إلى قيام وزارة الصحة والسكان بتدريب الأطقم الطبية على بروتوكولات العلاج، ومعايير مكافحة العدوى، في كل من مستشفيات الحميات والصدر ومستشفيات العزل.

نسب الإشغال بمستشفيات العزل

وبشأن نسب الإشغال فى مستشفيات العزل، البالغ عددها 21 مستشفى، أوضحت وزية الصحة والسكان أن الأسرّة الداخلية بهذه المستشفيات مشغولة بنسبة 14%، وأسرة الرعاية المركزة بنسبة 47%، فيما بلغت نسبة إشغال أسرة التنفس الصناعي 13%.

المشاركة فى التجارب السريرية

وعلى صعيد الاهتمام المصرى بتجارب لقاحات كورونا، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن الوزارة تتولى إدارة تجارب "لأجل الإنسانية"، بناءً على بروتوكولات التجارب المعتمدة من شركة "جي 42 للرعاية الصحية"، وبناءً عليه تم افتتاح مركز لفحص ومشاركة المتطوعين الذين قاموا بالتسجيل على الموقع الإلكتروني للوزارة، والذي تم تدشينه لتسجيل الراغبين بالمشاركة في التجارب السريرية.

وللتسجيل والمشاركة فى التجارب السريرية، ينبغى أن تكون الفئة العمرية للمتطوع أو المتطوعة أكبر من 18 عاما، ويتم تقييم الحالة الصحية العامة، ويتم التسجيل باستخدام الرقم القومي، أو رقم جواز السفر، ويخضع المتطوع للتقييم من قبل فريق عمل الدراسة بوزارة الصحة والسكان، ويتطلب الأمر التوقيع المسبق على جميع الإجراءات والشروط.

تبحث وزارة الصحة والسكان عن حوالي 6000 متطوع من الأشخاص الأصحاء، الذيـن تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة.

وبعد بعد فحوصات اليوم الـ49، سيقوم الطبيب المختص بالتواصل مع المتطوع عبر الهاتف مرة أو مرتين، لإجراء متابعة صحية على الهاتف، إلى جانب إجراء فحوصات حضوريه مرة كل 3 أشهر.

خطة فتح المدارس

وبشأن الإجراءات التى تم اتخاذها لفتح المدارس، أشارت الوزيرة إلى الدليل الاسترشادي الذي تم وضعه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، في إطار خطة فتح المدارس، والذي يتضمن إجراءات مكافحة الأمراض المعدية عند إعادة الفتح، ومعايير الشروط الصحية الواجب توافرها لضمان سلامة الطلاب، وإقامة برامج تدريبية لضمان العودة الآمنة للطلاب والمعلمين، كما تناولت في الوقت ذاته إجراءات الربط الإلكتروني بين الوزارتين لضمان تتبع الحالات الإيجابية.